حذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من خطورة التغيرات في أنماط تحرك المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء والمخاطر التي لا يزالون يتعرضون لها في طريقهم إلى أوروبا. وأشار التقرير إلى أن انخفاض أعداد القادمين إلى أوروبا لا يعني انتفاء المخاطر، التي زادت في كثير من الأحيان بسبب تنوع طرق التحرك.

وأكدت المفوضية أن أعداد المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا عن طريق البحر من ليبيا قد تراجع في الأشهر الأخير من هذا العام، إذ وصلت نسبة الانخفاض في الأشهر الأخيرة إلى 74% مقارنة بما كانت عليه الحال في الفترة نفسها من عام 2017.

ولفت التقرير النظر إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين العابرين من ليبيا، فقد وصلت إلى 1 من بين كل 14 شخصاً في الأشهر الأخيرة من العام الحالي، مقارنة بـ1 من بين 29 شخصاً في الفترة نفسها من العام الماضي.

ولاحظ المعنيون في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تراجعاً مقلقاً في الحالة الصحية للقادمين الجدد من ليبيا، حيث “يصل المزيد من الأشخاص في حالة من الإعياء الشديد والوهن بسبب الظروف القاسية التي تعرضوا لها خلال رحلتهم”، حسب نص التقرير.

وجاء في التقرير أنه “على الرغم من الانخفاض الكبير في أعداد عابري المتوسط ما بين 2016 و2018، إلا أننا لاحظنا ارتفاعاً في عدد الواصلين إلى اسبانيا واليونان في الأشهر الأخيرة من عام 2017 وحتى الآن”.

ويشكل حملة الجنسيتين المغربية والجزائرية نسبة كبيرة من القادمين عبر الطرق “البديلة”، على الرغم من أن السوريين لا يزالون يشكلون العدد الأكبر من الأشخاص الذين يعبرون الحدود البرية إلى إسبانيا.

وتحدث التقرير عن الطرق البديلة التي يلجأ إليها طالبو اللجوء والمهاجرون للوصول إلى أوروبا، بالبعض يعبر صربيا إلى رومانيا، بينما ينتقل آخرون من اليونان إلى كرواتيا عن طريق ألبانيا والجبل الأسود والبوسنة والهرسك.

وقالت مديرة إدارة أوروبا في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، باسكان مورو، إن عدد الأشخاص الذي توفوا منذ بداية العام الحالي أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا قد بلغ 501 شخصاً.

وبالإضافة إلى حالات الوفاة غرقاً في البحر، فقد تم تسجيل 75 حالة وفاة على الطرق البرية على الحدود الخارجية لأوروبا، مشيرة الى أن “هناك تقارير مقلقة جداً عن ممارسات عناصر حرس الحدود في أوروبا أثناء صدهم للمهاجرين”، حسب المسؤولة الدولية.

وأطلق التقرير نداء تحذيرياً بسبب استمرار عمليات الاعتداء والابتزاز الذي يتعرض لها المهاجرون على أيدي التجار والمهربين والجماعات المسلحة على طول الطريق نحو أوروبا، حيث “تعتبر النساء والأطفال غير المصحوبين بذويهم من أكثر الفئات المعرضة للانتهاكات على الطرقات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعنف الجنسي”، حسب التقرير.

وقد سجلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تحسناً بسيطاً في عدد الأشخاص الذين تم توطينهم في أوروبا العام الماضي، فقد ارتفع العدد بنسبة 54% مقارنة بعام 2016، وشكل السوريين النسبة الأكبر من هؤلاء.

ووصفت المفوضية بـ”الجيدة جداً” عمليات الإجلاء من ليبيا وإعادة التوطين في دول أخرى، والتي بدأت في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، مسلطة الضوء، في الوقت نفسه، على القيود الكبيرة التي لا تزال تحد من إمكانية الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون لحماية دولية

وتضمن التقرير أيضاً العديد من التوصيات للدول الأوروبية يدعوها لمزيد من التعاون مع بلدان المصدر والعبور لتحسين طرق استقبال من يحتاجون بالفعل للحماية الدولية