وفقاً لعدة إحصائيات، حوالي 5% فقط من الأشخاص الذين اتبعوا حمية غذائية، نجحوا في فقدان نسبة كبيرة من وزنهم. في حين كان قرابة 5% فقط قادرين على الحفاظ على رشاقتهم التي اكتسبوها ولم يستعيدوا الوزن الذي فقدوه بعد مدة قصيرة.

منذ أربعينيات القرن الماضي، أثبتت الدراسات أنه حتى بعد اتباع نظام غذائي متوازن وصارم، من الممكن أن يستعيد الإنسان نسبة معينة من الوزن الذي فقده، وتتراوح النسبة من 2 إلى 6 كيلوغرامات بعد مرور حوالي 6 أشهر. ومن المتوقع أن يستعيد الإنسان الوزن الذي فقده من جديد بعد مرور سنتين أو أكثر، بحسب صحيفة Argymenti et fakti الروسية.

وفي هذا الإطار، أكد عدد من خبراء التغذية وعلماء النفس أن الحمية الغذائية عادة ما تكون مخيبة للآمال. ما يدفع العديد من الناس إلى إلقاء اللوم على النظام الغذائي الفاشل.

إذاً ما هو السبب الحقيقي وراء فشل الحمية الغذائية؟

•   النظام الغذائي القائم على الحظر

يتبنى الإنسان عادة مواقف سلبية من القيود المفروضة عليه خلال اتباعه لنظام غذائي صارم. وبالتالي، يتحول النظام الغذائي إلى سجن شخصي. ويمكن اعتبار هذه الخاصية النفسية سمة مشتركة لدى الجميع.

ومن المعلوم أن السجين عادة ما يميل إلى كسر القيود. وينطبق هذا التصرف تماماً على بعض الأشخاص الذين يتبعون حمية صارمة، فيحاولون تجاهل نسبة الدهون المكدسة والكربوهيدرات في الأكل ويقبلون على أكل كل شيء لذيذ على غرار الحلويات والمرطبات، في كل فرصة تتاح لهم.

ومن خلال التجارب على الفئران والبشر، تبين أن الإنسان بعد فترة من الحرمان يظهر ميلاً لا نظير له لتناول وجبة دسمة. وبعبارة أخرى يتحول كل ممنوع إلى مرغوب لدى الأشخاص الذين يخضعون لأنظمة غذائية صارمة.

•   حقيقة لا يدركها الكثيرون

عموماً، تصاحب حالة من التوتر والإجهاد الحمية الغذائية، وبالتالي تظهر علامات الشيخوخة على جسم وبشرة الإنسان قبل أوانها.

والجدير بالذكر أن النظام الغذائي الصارم من شأنه أن يُضعف العضلات ويساهم في ظهور التجاعيد. فضلاً عن ذلك، قد تؤدي الحمية الغذائية إلى نقص في البصر والسمع ومن الممكن أن تتدهور القدرات العقلية للإنسان إذا ما تابع حرمان نفسه من الطعام.

وفي هذا السياق، أظهر الباحثون في الولايات المتحدة الأميركية، أن الإجهاد يفرز هرمون الكورتيزول الذي يعمل على إتلاف الخلايا، إذ يمنعها من الانقسام والتجدد فتموت. ونتيجة لذلك، أكدت الدراسات الحديثة على ضرورة عدم حرمان النفس من الطعام وتجنب الإجهاد والتوتر عند القيام بحمية غذائية.

•   كل مرة تكون أصعب من التي سبقتها

عادة ما تكون أول محاولة لاتباع نظام غذائي، تجربة ناجحة، إذ يتمكن الإنسان من تحقيق نتائج رائعة قد تصل إلى فقدان 10 كلغ أو أكثر. وبعد فترة من الوقت، يكسب الإنسان من جديد القليل من الوزن. وقد تتحول عملية إنقاص الوزن للمرة الثانية على التوالي إلى أمر محبط.

وعموماً، تكون نتائج المحاولة الثانية كارثية، خاصة إذا ما عجز الإنسان عن إنقاص الوزن بنفس الطريقة وفي نفس الفترة الزمنية تماماً مثل المرة الأولى. ومن المرجح أن فشل المحاولة الثانية يعود بالأساس إلى عدم نجاعة الحمية الغذائية التي اتبعها الشخص في بادئ الأمر أو بسبب التغيرات الفيزيولوجية والنفسية التي تطرأ على الإنسان بمرور الوقت.

•   الاستماع إلى متطلبات الجسم

إن قائمة الأطعمة ضمن النظام الغذائي تتغير حسب نوع الحمية الغذائية وطبيعة الجسم والسن.

وفي هذا الإطار، يتوجب على الشخص الذي يريد اتباع نظام غذائي الاستماع إلى احتياجات جسمه ومدى ملاءمة النظام الغذائي الذي يتبعه لمتطلباته الصحية.

وفي هذا الصدد، ينصح الخبراء بأن يتبع الإنسان نظاماً غذائياً متوازناً يسمح له بأكل كل شيء دون الإسراف أو المبالغة. فعلى سبيل المثال، يمكن للإنسان أكل الجبن والبروكلي في وجبة العشاء مع الانتباه إلى الكمية التي يتناولها.

•   دور الهرمونات

يتحكم مستوى إفراز الهرمونات في رغبات الإنسان، بما في ذلك الرغبة في تناول الطعام. وبالإضافة إلى ذلك، تتحكم الهرمونات في الشعور بالشبع أو الجوع الذي يحدد بدوره سرعة التمثيل الغذائي الخاص بالإنسان.

وتجدر الإشارة إلى أن الضغط النفسي يتسبب في إفراز معدلات مرتفعة من الهرمونات، وعلى إثر ذلك يشرع الجسم في حفظ الدهون التي تتراكم تبعاً داخل جسم الإنسان حتى وإن كان يتبع حمية غذائية.

إن أي زيادة في إفراز هرمونات معينة، قد تؤدي إلى إفشال الحمية الغذائية، فضلاً عن أنها قد تحفز الإنسان على الأكل بشراهة أكثر.

وفي هذا السياق، ينصح الخبراء بضرورة السيطرة على مستوى إفراز الهرمونات لضمان نظام غذائي سليم والنجاح في إنقاص الوزن.