تواجه المؤسسة الوطنية للنفط  اليوم مشاكل جمة حيث   تضررت بنيتها   التحتية   بشكل جسيم   جدا  فهناك حقول قد نهبت ودمرت تماما وشركات نفطية  خسرت معاملها  ومصانعها ومقارها  ومخازنها  و انابيب وخزانات  وخطوط  اصبحت  اما  متهالكة  او معدومة  .

وبالمعنى العملي غدت  غالب   الانشاءات النفطية بحاجة  الى  اعادة تأهيل او دعم   كي يتمكن قطاع النفط   من  استعادة كامل قدرته السابقة وهو ملف ثقيل على طاولة مجلس ادارة المؤسسة       

ولعل الحلول التقليدية  هي  الذهاب لمقاولين اجانب ومحليين والدخول في سلسلة من الاصلاحات  الملحة  غير ان  طريقا آخر ذهبت اليه المؤسسة لا يحمل فقط  العمل على اعادة تأهيل ما تضرر في قطاع النفط  بل يسلك اتجاه كسر احتكار خدمات مهمة في مجال صناعة النفط و تأهيل كوادر وطنية في الصيانة  بأمل ان يفتح  مجالات رحبة جديدة في قطاع صناعة النفط الليبية 

لقد  قررت  المؤسسة   استحداث شركة انشاءات تحت اسم  الشركة  الوطنية للإنشاءات النفطية   لتقوم بعمل واسع يهدف الى المساهمة في تأهيل وتطوير قطاع النفط  الليبي وتوطين مجالات فنية خاصة في الصيانة  من خلال كوادر ليبية .

 المهندس نجيب الاثرم  كلف بمهام رئيس مجلس ادارة الشركة الجديدة ،واجرت معه بوابة افريقيا الاخبارية الحوار التالي :

 

 حدثنا بداية عن الشركة ؟

 

 

في الواقع فكرة وجود هذه الشركة كانت مطروحة منذ فترة وقرار انشائها  صدر عام   2013        لتعمل   تحت قانون الاستثمار رقم 9 والقانون التجاري رقم 10 واختير   مقرها الرئيسي في بنغازي   ويكون لها  فروع   في ليبيا  وفي الخارج     

وفكرة تفعيل انشاء هذه الشركة وفق رؤية المؤسسة الوطنية للنفط  كانت للحاجة الملحة  لوجود شركة  تقوم بمهام اعادة  تأهيل القطاع النفطي  الذي   تعرض خلال السنوات الماضية    الى العديد   من عمليات التخريب و التدمير  و التي طالت منشئات  نفطية في مختلف المناطق واثرت على قطاع النفط  تأثيرا سلبيا كبيرا   ونتيجة  لعدم  تمويل الدولة للقطاع النفطي  والمؤسسة  ما ادى الى  توقف العديد من مشاريع الاعمار  ومشاريع التنمية واعادة التأهيل وهو ما جعل  المؤسسة الوطنية للنفط  تقرر الاستعجال في تفعيل قرار انشاء الشركة الوطنية للإنشاءات النفطية  وهي شركة لها غرضان مهمين جدا  اولا هو التنمية الاقتصادية  والغرض الثاني هو تنمية الموارد البشرية للكوادر الليبية

 و المقصود من التنمية الاقتصادية هو اضطلاع الشركة  بمهام  القيام بأعمال الانشاءات  وصيانة خطوط الانابيب  والمضخات والخزانات  التي تعرضت لأضرار    وفي ذات الوقت  عمليات الصيانة للمصافي والمجمعات البتروكيماوية   وجميع الاعمال المتعلقة بالقطاع والتي يتطلب  حجم العمل  فيها  خبرات دولية  ومساهمات شركات كبيرة فيها   و شركة مساهمة ستكون شريكا مع الشريك الاجنبي  ومع  الشركات الوطنية  التي لها القدرة على تنفيذ اعمال  وهنا ستخلق هذه الشركة   نوعا من التنمية الاقتصادية  ومن اهدافها هو التنمية المكانية  اذ سيكون لها فروع منتشرة  في ربوع ليبيا  بالذات في المناطق التي توجد بها حقول  وموانئ  نفطية  حيث ستعمل  الشركة من خلال   الشركات الكبرى  لإنشاء مجمعات صناعية  و تقديم دعم لوجستي لتنفيذ اعمال في القطاع من جديد 

وفي ذات الوقت  ستعمل الشركة على نقل التقنية  وهنا الجانب  المهم  والمحوري  اذ  من خلال  الاحتكاك ومشاركة الشركات العالمية  لتنفيذ هذه المشاريع  بالمساهمة  يمكن للعناصر الوطنية أن تستفيد  من خلال اكتساب الخبرة العملية   في أعمال الصيانة والانشاء  فمن خللا هذه المشاركات  ستتم عملية  تدريب الكوادر الليبية  و هذه هي الجزئية التي نركز عليها  ويركز عليها الاستاذ مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط  وهي عملية اعداد الكوادر الليبية المؤهلة القادرة على  اعمال ادارة المشاريع  وفي اعمال التصاميم  وفي اعمال الصيانة وكثير من الاعمال التي نستجلب لها الخبرات الاجنبية  وبالإمكان من خلال هذه الشركة  اكتساب الخبرة والمعرفة في هذه الاعمال  ويمكننا القول انه و خلال فترة لا تتجاوز الثلاث سنوات بالإمكان اعداد كوادر ليبية في تخصصات دقيقة  يحتاجها القطاع  وتفتح  فرص عمل للشباب الليبي    فالعمل يرتكز في الشركة على اساس  التميز المؤسسي   غير اننا نواجه لتأسيس هذه الشركة  بطء  اجراءات تسجيلها و حقيقة  نحتاج  الى دعم الجهات الرسمية  لإشهار هذه الشركة.

 

تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية عمل مهم  خاصة عندما يتعلق الامر بتوطين جوانب فنية في صناعة النفط التي يرتكز عليه الاقتصاد الوطني حدثنا عن برامج التدريب والتأهيل في الشركة بشيء من التفصيل اكثر ؟

 

البرامج التي نتحدث عنها  هي برامج تدريبية  محلية وخارجية   نحن نعمل من خلال  مساهمة   الشركات في تنفيذ الاعمال  مثلا شركة اجنبية تنفذ عمل  مشروع انشاء مصفاة وهو مشروع كبير سنتفق مع الشريك الاجنبي ان   تعمل كفاءات الليبية   في المشروع حتى في تنفيذ اعمال التصميم المبدئي ومن خلال دخول العناصر الوطنية في العمل التدريبي   في الخارج في مقرات  الشركات المنفذة من خلال عقودنا مع الشركات المساهمة في تنفيذ الاعمال  حيث نحن نكون  الشريك   في التنفيذ وسنكون شركاء بالعنصر الليبي   أي أن أي  مشروع  ينفذ من خلال الشركة  ومن خلال تدريبنا نحن ومن خلال مساهمة واقحام الشباب الليبي  و سنضمن تدريب كفاءات ليبية  و سنبدأ  تدريجيا على سنوات 80 بالمائة  اجانب وعشرين بالمائة ليبيين وبعد سنتين سبعين اجانب وثلاثين بالمائة ليبيين  وهكذا من خلال خطة استراتيجية موضوعة بإذن الله  خلال خمسة سنوات او ستة سنوات  نجد ان معظم الاعمال في القطاع  بالإمكان أن تدار بطاقم من الكوادر الليبية

 

وسط  سطوة الاحتكار هل هناك  دراسة لإحلال العنصر الليبي محل الاجنبي ؟

 

 طبعا بكل تأكيد  والغرض من هذه الشركة نقل التقنية والغرض منها التنمية المكانية  والغرض منها كسر احتكار السوق  واحتكار السعر في السوق  لان الحادث  وما يدل على بعد نظر المؤسسة الوطنية للنفط  ان هناك مشاريع  تتفاوت في الاسعار  ومن خلال الشركة الوطنية للإنشاءات النفطية  سيتم تحديد السعر لتنفيذ هذه الاعمال في نفس الوقت في عقود المشاركة  والمساهمة وستتم آلية احلال  التقنية   وهو عمل مرحلي  ونحن نعي وجوب ان يتم تأهيل العنصر  بدرجة تؤهلنا للاعتماد عليه  و شخصيا  اقول لك ومن خبرة في هذا القطاع لأكثر من 35 سنة  أن الليبيين يستطيعون التحدي عندما تتوفر لهم الامكانيات  الليبيون  يشتغلون في دول الخليج العربي وكندا واثبتوا جدارتهم    

 

هناك حقول دمرت  بالكامل هل من برنامج عملكم بعد التأسيس الدخول في اعادة تأهيلها؟

 

 نعم هذا اول غرض من اغراض الشركة  اعادة تأهيل القطاع  وكما قلنا هناك الكثير من الحقول المبروك الظهرة والغاني دمرت وشركة الجوف  ومصنع الاسفلت دمرا  وكذلك اضرار اقفال الموانئ النفطية وهذا من  الاولويات لهذه الشركة الواعدة  ونحن نعمل    على وضع الهيكلية الادارية  واللوائح للشركة   شعارنا التميز المؤسسي ونعي ان اصعب مرحلة هي التأسيس واذا كان التأسيس صحيح كل شيء سيكون  ( تمام ) .

 

متى ستنطلق الشركة في العمل؟

 

  الواقع اننا نواجه  صعوبات في اجراءات التأسيس خاصة في المنطقة الشرقية ونحتاج لدعم الجهات المختصة من عميد  بلدية بنغازي حيث مقر الشركة الرئيسي  ووزير الاقتصاد للإسراع لتسجيل هذه الشركة وكل تأخير محسوب علينا   ورغم الصعوبات نحن   نعمل قصارى جهدنا ان تظهر في مدة لا تجاوز الستة اشهر اذا تمت عمليات التسجيل والاجراءات وماضين في الاجراءات ونحتاج الى تسهيل اجراءاتها خاصة وانها ستعمل على توفير فرص عمل في الاقتصاد و في التنمية المكانية