لم نتعجل في كتابة هذه الحوصلة عن الاعمال الرمضانية للنصف الاول من هذا الشهر الكريم فقد تركنا براحا لتعرض فيه اغلب حلقات هذه الاعمال حتى تقترب من حلقاتها الاخيرة  .. كذلك لم نسال الشارع فـ (بوابة افريقيا الإخبارية) والتي همها المواطن سبقت حوصلتنا هذه وسألته اولا .. لكننا هنا قصدنا بأسئلتنا المهنيين والمهتمين من نقاد وصحفيين ومخرجين وكتاب دراما وغيرهم ... كان لابد لنا كفريق عامل في "بوابة أفريقيا الإخبارية" ان نجمع الآراء من كلا الطرفين وهذا ماكان وهذا ماقطفناه لأجل محصول ونتاج اعمالنا الرمضانية لهذا العام ...

ربما اختلفت اراء من قصدناهم بحقيبة اسئلتنا.. لكن كان الكل واضحا في ردوده واجوبته سواء كان ناقدا او مادحا على لماذا لا نكون نحن الليبيين وفي كل اعمالنا نحن الافضل ولايبتعد مشاهدنا ليستعير ويتابع حتى في الشهر الكريم برامجه وفقرات تسليته ومعالجة همومه ويومياته على القنوات الليبية بدلا من الهروب للفضائيات المستوردة والتي بمجملها لاتمت لا لواقعنا ولا لهمومنا ولو ببنس صلة..

العمل المنوع هو ذائقة ورأي شارع

السناريست والكاتب نصر الدين الورشفاني 

حالة الاستياء التي تبدو على المشاهد الليبي وفشل المنوعة أو الدراما يطول الشرح عنهما لأسباب كثيرة اهمها غياب صناع هذا النهج هذا اذا تحدثنا عن اعمال شهر رمضان فقط، أما اذا خضنا في الدراما فهذا امر اخر ..اما تقديم أي عمل يميل للدراما في وسط زخم من الاعمال فهو محكوم عليه بالإعدام مسبقا ..كما راينا في مسلسل (وين حصة حوا)...الذي قدم على إنه دراما حقيقية فاصبح محط مقارنة بأعمال اخرى ....وهذا طبعا لا وقت للجدال فيه.

 اما باقي الاعمال فهي لازالت عبارة عن تجارب جديدة سواء ماقدم من خلال فنانين مخضرمين أو جدد يبقى العمل المنوع هو ذائقة ورأي شارع ...

عندما تشاهد أن جمهورك يشاهد الفضائيات غير البمحلية مع اول ليالي رمضان فهذا كفيل وحده ان يعطيك الاجابة الصريحة في مدى نجاح او فشل قنواتنا المحلية  وبالتالي اعمالها التي لاتتعدى ان تكون تجربة فردية او جماعية ولا ترتقي حقا بالعمل الاحتراف  ..

اضف الى ذلك غياب السيناريست والكاتب الجيد وغياب المخرج المحترف واهم ماتعول عليه اعمال رمضان هو عملية الانتاج أو الكادر الانتاجي وهذه الاساسيات والخامات التي هي عماد هذه الصناعة نحن لانملكها في وقتنا الراهن .. لكننا نمنى النفس باحتمالية تواجدها عبر سنين قادمة لان الميدان هو وحده الكفيل بإظهار مثل هذه الكفاءات او الطاقات العبقرية ..لذا ماريناه الان هو ان  اغلب الاعمال التي قدمت هي تكرار بشكل او باخر لواقع مرير مله المشاهد وتعب من سماعه ..وذلك لأسباب اهمها غياب الكاتب الحذق وبالتالي السيناريست الجيد ليأتي مخرج مثقف تماما ليحولها بعد تكرير واعادة وورش عمل مكثفة لعمل قد يصاوبه النجاح مثلما يحدث لدى بعض الدول العربية ..عموما نجاح بعض الاعمال وفشل اخرى يبقى لعامل الصدفة والمصادفة ولانقول لدينا الممثل الكامل او الكاتب الكامل او المخرج الكامل ..والذي يحز في النفس ان هذا المشهد الكارثي سيبقى يتكرر كل عام ان لم تقف الجهات المعنية وقفة جادة وحازمة لإصلاح الخلل الذي نراه. فعندما يكون جمهورك هم بضعة الاف في صفحات الفيس هذا لايعني ان العمل جيد ولايمكن ان تعول على اعمال ينتقدها المشاهد من خلال الفيس بوك ولم تجذبه من الشارع لبيته او نجعله يغادر غرفة نومه ليتابعها او من المطبخ واقصد بذلك العائلة ككل يجعلها تجتمع لمشاهدته كما كان يحدث في القديم وايام كانت الاعمال تأخذ نصوصها من الشارع لتقدمه لليبيين في بيوتهم بعد عودهم من هذا الشارع  ...

الكاتب الصحفي عبد الرووف خولة

. رفقا بأخوتكم فمجهودهم جبار جداً في ظل الظروف الراهنة

بمجرد بداية اول منوعة انهالت الانتقادات والتهكم على كل الاعمال دليل على اننا ننتقد لمجرد النقد فقط وليست متابعة دقيقة على قاعدة معرفية ومراعاة لكل الظروف التي ظهرت فيها هذه لهذه الاعمال .. لنتابع ماتبقي من اعمال ولنكن منصفين في النقد للمجهودات التي بذلت تقديرا ولتعب القائمين عليها والمجهود الذي بذل لفعل شيء من اجلنا نحن المتابعين .. ملاحظة انا لست متابعا للأعمال نهائيا ولكن تابعت جهابذة النقد الليبيين على صفحات التواصل الاجتماعي.

..عودة الكبار تسهم في انقاذ الموقف

الكاتب والصحفي عبد الرحمن سلامة

 برامج ودراما رمضان هذا العام اراها افضل من النصف الأول من العام السابق، ففي العام السابق كانت الأعمال الفنية اغلبها متشابهة وسلطت الضوء على قطاع التعليم الأمر الذي أثار حفيظة وزاراة التعليم والعاملين في القطاع مع وجود بعض الأعمال التي كانت جيدة نوعا ما مثل مسلسل “دموع الرجال" للمخرج علي القديري، أما هذا العام فقد رأينا بعض الأعمال الجديدة وتنوع لافت في الموضوعات المطروحة وكذلك عودة بعض الفنانين الكبار ، فعمل " الراعي ربي " شهد عودة الفنانة القديرة كريمان جبر، ومسلسل "حواء" شهد عودة الفنانة القديرة لطفية إبراهيم وكذلك هذا العام شهد ايضا عودة المخرج التلفزيوني القدير محمود الزردومي، ايضا شهد عودة الفنان القدير عياد الزليطني كما شهد هذا العام غياب نجم الكوميديا الليبية صالح الأبيض الذي يرقد في أحد مشافي القاهرة بعد إجراء عملية قلب مفتوح في ظل غياب الدولة والمسؤولين ليتوقف مجبورا عن اضحاكنا، كما تخللت خارطة هذا النصف الأول جملة من الأعمال الكوميدية والتي تستحق الفرجة وكل الأعمال المعروضة بحسب تصريحات منتجيها انها نفذت بإمكانيات محدودة، ونأمل أن تكون المائدة الرمضانية في النصف الثاني من رمضان أكثر نضجا ودسامة حتى لا يخرج منها المشاهد وهو بحاجة للتزود بأعمال فنية غيرها، كما أحيي ومن خلال (بوابة افريقيا الاخبارية) كل الفنانين الليبيين الذين يعملون بإمكانيات محدودة ويقدمون فنهم للعالم العربي دون خجل أو وجل.

... بعض الاعمال جاء استعراضيا ولا يرقى لمستوى التلفزة

الكاتب الصحفي الشاعر محمد فياض

منوعات المائدة من الممكن أن نصفها بأعمال السندويتش السريعة أومن المفترض ان تكون كذلك ذات فائدة صحية وذهنيا على الاقل. ماشدني هما (حصة حواء) بطولة الفنانة القديرة (لطفية ابراهيم وفتحي كحلول وسعد الجازوي ولطفي العارف) واخرين بما فيه من الأريحية وسلاسة السينارست وقوة تعاطي الفكرة في تناولها بدراما مهضومة ومنعشة للمشاهد وتفاعل تلقائي.

 كذلك منوعة " اولاد الناس 3 " في كوميديا ساخرة إن أمكنني ان اصبغها بذلك من هذه الناحية الفنية والاخراجية جاء العمل مثيرا ومدهشا.

 اما بقية البرامج فكانت مملة وفيها الكثير من التشويش الذهني والتهريج في اغلبها وكأنه تم تنفيذها على عجلة حتى ان أحدها جاء استعراضيا مسرحيا لا يرقى لمستوى التلفزة.

اضافة هناك منوعة (مسعودة) بطولة (زبيدة قاسم ورندة) حلو بصراحة بس حسيت فيه شوية مبالغة في الاداء وتصنع بين الحين والأخر.

شدني (اولاد ناس) ولم يعجبني العنف بالكاميرا الخفية

الصحفي المهتم بالفنون عصام شعيب

لماذا دائما نبحث عن السلبيات ونتجاهل الإيجابيات يكفي أن في هذا الشهر الكريم عادت القناة الوطنية الام قناة كل الليبيين للبث بعد سنوات من التوقف رغم افتقارها للدعم المادي ولكن بعزيمة أبنائها كانت حاضرة وبقوة من خلال تنوع برامجها.

هذا العام شهد أيضا عودة العديد من الفنانين منهم (لطفية ابراهيم الطاهر الجديع) وغيرهما كما أن بعض المنوعات مثل منوعة (فيه ماينقال) او (رزق بوند) كانت جامعة للفنانين من مختلف المناطق ونجحت في لم شمل الفنانين بعد سنوات من الفراق.

 بصراحة ومن خلال النصف الأول شدني العمل الشبابي (اولاد ناس) هؤلاء الشباب اجتهدوا بمجهودات بسيطة ليقدموا لنا عملا يحاكي الواقع بطريقة مختلفة على ما اعتدنا مشاهدته، ايضا اعجبني جدا اداء الفنان الشاب (محمد سليمان) أيضا الفنان (مصباح المزداوي) الفنان الكوميدي الذي استطاع بحنكته وخبرته ان يتميز هذا العام.

لم تعجبني مشاهد العنف بالكاميرا الخفية وكنت اتمنى ان اشاهد هذا العام بعض الفنانين منهم (خالد كافو ومهيبة نجيب وعلى الشول وصالح الابيض وحاتم الكور) وغيرهم لماذا دائما ننتقد الفنان ونتهمه بالفشل دون معرفة الاسباب الاخرى مثل الإخراج والنص والانتاج الفني أتمنى أن نشاهد أعمال أفضل بالنصف الثاني من رمضان واقول لكل الفنانين شكرا على جهودكم التي بذلتموها لترسموا البسمة على وجوه المشاهدين رغم الظروف الصعبة فأنتم الشمعة التي تحترق من اجلنا.

 (ولاد الناس) غيرت مفهوم الأعمال التقليدية

المخرج والسناريست ايمن الشعتاني

اعتمدنا في هدا العام المدرسة الإنجليزية في تصوير المسلسلات في النقلات بين المشاهد وأصبح السيناريو أكثر عامية وزاد الربط بين النص والمكان بحيث ان الشارع والناس كما الجزئين الاولين لكن بمشاركة أكبر لذا كانوا بكل قصصهم في مقدمة المشهد. اعتمدنا النهايات المفتوحة في أغلب الحلقات.... لأنهم هم القصص الحقيقية التي نرويها بالعمل لذا وبأسلوبنا هذا اسلوب (ولاد الناس) غيرت مفهوم الأعمال التقليدية او هذا ما نسعى جاهدين لتحقيقه.

نصف الرضا يعادل الرضا كاملا

الصحفي احمد النايلي

علي الرغم من الامكانيات التي تعاني منها القنوات والاذاعات الليبية الا ان هنالك برامج ومسلسلات استطاعت شد المشاهد مثل البرامج الدينية، وبرامج الطبخ،

 وبرنامج (الناس فيها خير) والمسلسلات مثل عمل (مسعودة ودبائرها السودة وحصة وبرنامج (العدسة الخفية اشرف رعايش2) و(خت فت الكاميرة جت) و(برنامج اللمة والشاهي واللوز) وعلي راس كل هذه البرامج يأتي برنامج البسباسيز

 ومع تعدد القنوات (وهذا لم اعلم اهو عيب ام ميزة) لأننا لم نستطيع متابعة كل البرامج.....عموما نصف الرضا يعادل الرضى كاملا .. فنحن نقدر الظروف الصعبة وضيق الوقت الذي اشتغل خلاله اغلب العاملين على اسعادنا بهذا الشهر الكريم لذا نقدنا لهم هو اطراء ايضا لجهودهم وذلك لأجل اعمال قادمة تكون افضل بإذن الله.