أعرب الكاتب الصحفي، محمد بعيو، عن انتقاده لحالة الانقسامات التي تعيشها ليبيا.

وقال بعيو، في تصريح خاص لـ"بوابة أفريقيا الإخبارية"، "في طبرق يجتمع مجلس النواب اليوم ليمنح الثقة لوزراء الداخلية والعدل والتعليم في حكومة عبد الله الثني، التي سميت مؤقتة منذ أكثر من ثلاث سنوات ولا تزال كذلك وستبقى، وهي الحكومة التي لا يعترف بها العالم ولا يعرفها الليبيون من خلال وجودها الحقيقي على الأرض بل تواجدها الشكلي الافتراضي والإعلامي الغوغائي"، مضيفا: "في طرابلس يتحرك المجلس الرئاسي الذي تم اختزاله في رئيسه فائز السراج بين أعضاء موالين له في مجلس النواب وأعضاء مجلس الدولة وقادة الميليشيات والمناطق والقبائل، عارضاً تشكيلة حكومة أمر واقع جديدة موسعة ضمن ما يعرف بحكومة الوفاق، التي هي التجسيد الحقيقي للشقاق لا الوفاق، والتي يعترف بها الخارج ليس باعتبارها سلطة حقيقية على كامل التراب الليبي، بل سلطة أختام وتوقيعات وزيارات وبروتوكولات، يعلم الفاعلون الدوليون أن فاعليتها الحقيقية لا تتجاوز وسط العاصمة طرابلس، وأن مفاتيح وجودها الضعيف لا توجد في جيب السيد السراج بل في أقبية وسراديب الميليشيات، وهي تشكيلة حتى لو أنجزها السراج في صفقة تضمن له البقاء بضعة شهور أخرى لن تكون وفاقية بكل تأكيد، بل سيغلب عليها قطعاً الطابع الجهوي والشللي، حتى وإن تم تطعيمها وفق مقتضيات الماكياج الوطني والديكور السياسي ببضعة وزراء من المنطقة الشرقية، ينساقون وراء إغراءات المناصب، ومغريات الإثراء الشخصي، فإنهم سيصبحون كما هو حال المفوض بمهام وزير الاقتصاد الآن البرقاوي الطيب ناصر الدرسي، مجرد هياكل بشرية ضعيفة تتحرك في محيط متربص لا أمان فيه ولا مكان"، بحسب تعبيره.

وتابع بعيو، "إن هذا الواقع المتمادي يعكس حقيقة انقسام لـــيـبـيـــا الدولة الفاشلة والكيان المتداعي إلى قسمين انقساماً واقعياً لم تمنع وقوعه الذي بدأ منذ مغامرة فجر لـــيـبـيــا الدموية المدمرة قبل نحو 4 سنوات جميع الاتفاقات والمفاوضات والتواصلات واللقاءات، بل ازداد حدة وشدة منذ توقيع الاتفاق السياسي بالصخيرات قبل نحو 30 شهراً والذي لا زال الجميع يرفعونه شعاراً يزايدون به كذباً وزورا على بعضهم وعلى العالم وعلى الليبيين، ويتخذونه ستاراً يمارسون وراءه أشنع الانتهاكات لوجود الوطن وحقوق شعبه، بل إن أخطر ما في الانقسام الرأسي على مستوى السلطة تحوله إلى انقسام أفقي على مستوى الشعب الليبي، الذي يمكنه أن يتواصل ويتراحم قدر ما يتقاطع ويتخاصم، لكن ليس إلى أمد طويل ما دامت الدولة غائبة والسلطة ذائبة والإدارة سائبة"، مؤكدا على أن لـــيـبـيـــا اليوم دولة واحدة على المستوى الدبلوماسي التمثيلي الخارجي فقط، مع بعض التنويعات المحلية على مستويات القضاء والعمليات المصرفية والربط الكهربائي وتصدير النفط والاتصالات، لكنها جميعها على شفا الافتراق والانقسام، والشعب الليبي اليوم شعب واحد فقط على مستوى المعاناة والمآسي والآلام، واستمرار هذا الحال من المُحال.

وقال بعيو، "إن الممكن الوحيد الآن هو أن تتأسس وبسرعة حركة إنقاذ وطني شاملة ذات منهج ورؤيا وبرنامج، تستعيد لـــيـبـيـــا كياناً ودولةً وشعباً من مخالب الضباع وقبضات الرعاع قبل فوات الأوان وقد أوشك أن يفوت، أو فقولوا على بلادكم وعلى حياتكم السلام، سلاماً لـــيـبـيـــا من رب الأنام رب العرش المجيد لعل الروح تسري من جديد".