على الرغم من صغر سنها  لكن طموحها  كان اكبر من أن توقفه أي عثرات .

 وعن رحلتها بمجال تصميم  علب وأغلفة الهدايا تقول " نهي سالم" وهي خريجة معهد متوسط  ومصممة اغلفة هدايا  ( منذ صغري وأنا احب الألوان والتلوين والتصاميم وتنسيق الأشياء   ، وتطور الامر فأخذت أشرف دائما على تصميم  ديكورات مناسبات العائلة ،  كذلك  تصميم اغلفة هدايا للأهل  بالبيت أو هدايا للمناسبات التي يشاركون بها ، وكذلك في الاعراس كنت أقوم  بتصميم  ما يسمونها( قفة العروسة) ..

بعد ذلك قمت بفتح صفحة علي موقع (فيس بوك ) وكان ذلك اول احتكاك لي ولموهبتي مع الناس خارج الاسرة  والذين  ابدوا اعجابهم بتصاميمي ، وتطور الامر فصاروا يطلبونها مني ويتبادلونها  والحديث عنها فيما بينهم ،  مع مرور الوقت صار الامر يأخذ شكل مشروع حقيقي ، لذا عملت على تطويره وقررت أن يرتقي الامر من مشروع للعائلة أو للأصدقاء على صفحة الفيس لمجال ارحب وأوسع ، فاتفقت مع الصديق ( احمد فوزي ) وكونا معا شراكة حقيقية ، اشتغلت اثنائها على تطوير نفسي فاطّلعت عل كل جديد في عالم موضة الهدايا وتغليفها  وكذلك تابعنا انا وشريكي  كل جديد  في السوق الليبي في عالم تغليف علب الهدايا  وتعلمّنا كيف أن هذه المهنة تتطور وتتوسع بتزايد العاملين بها ..

ففتحنا محل بوسط طرابلس وبدأت العمل  بأشياء صغيرة وبسيطة الى ان كبر المشروع واحتاج لمعاملات مع التجار واحتاج أيضا  لجلب أدوات وخامات  كثيرة ومتنوعة وجديدة في سوق تغليف الهدايا ، فالمجال يرتقي ويتطور كل يوم فأخذنا  نبتكر أفكار جديدة  ونجلب لها خامات جديدة أيضا لنواكب هذه التطورات ، الى ان صار لنا  بصمة خاصة  وصرت مميزة بين الاخرين ممن ينافسونني بنفس المهنة .. فقد كنت لا اكرر نفسي فلكل هدية غلاف  خاص بها ويختلف عن غيرها من الاغلفة فصار الامر ابداعا  حقيقيا .

وعن المنافسة والسوق قالت نهى .

في وقتنا الحاضر صار لهذه المهنة (تغليف الهدايا ) الكثير من العاملين بها  ، فهم بلا حصر خاصة  في طرابلس ، لكن لكلا بصمته وطريقته في الشغل ، وفي وسط هذا الزخم  قررت أن أكون مميزة وحافظت على مركزي  ومكانتي بالسوق من خلال بصمتي والتي صارت مميزة  بصمة معروفة باسم محلي والذي بالمناسبة اسميناه  (كادو)  ..

وأضافت انا لا اكرر عملي  كذلك اتميز بتشكيلة الواني المتنوعة ، فانا لا اتعامل مع الاغلفة كجماد لكني ابث فيها من روحي الكثير ، أيضا حبي للتصوير اضفى الكثير على عملي .

وأشارت  نهى في حديثها الى بوابة افريقيا الإخبارية ان سبب تميز اعمالها  لأنها لم تأخذ  الامر على أنه مهنة  للتجارة والربح فقط بل هي هواية وحب وولع لذا وجدت نفسها بها وقالت " كل يوم  يزيد تعلقي وشغفي بهذا العمل"  .

وعن الاسرة والمجتمع قالت نهى "لقد ساندني  اهلي ، لكني بما اضفته  بإصراري وحبي لهذه المهنة وجدت نفسي بمثابة سيدة اعمال ليبية في مجتمع شبه منغلق ، مجتمع  ينظر الى المرأة  وخاصة التي تملك مشروع خاص علي انها امرأة فاشلة ، وأن مجال التجارة والأعمال ليس مجالها و مكانها فقط  بالبيت ، لذا  واجهت الكثير من المناوشات من غيري من أصحاب هذه المهنة .. لكن بصبري وتميزي وآليات عملي المختلفة  تغلبت على كل العثرات وأجهضت كل محاولات احراجي و اخراجي من هذا المجال .

أما عن الأسعار فقالت نهى .. هي  في متناول الجميع فقد كنت على علم بظروف المواطن لذا  صار و الحمد لله عندي زبائن من كل مكان بليبيا  فلقد عملنا  على كسب ثقة الناس حتى لا نخسرهم  وهذا ما اسهم  في نجاح عملنا ..

 

وعن عالم التواصل الاجتماعي وكيف استفادت منه ؟

اسم صفحتي على الفيس بوك ( كادو ) معناها هدية باللغة الفرنسية لدي علي هذه الصفحة  17500 متابع ، ومن عوالم هذه الصفحة انطلقت فقد وجدت نفسي  داخل باقة من الألوان الجميلة وبدأت منها بتغليف الهدايا بداية من تغليف هدايا المناسبات والاعراس ،  أيضا عملت  كثيرا في تنسيق ( قفة العروسة  ) ومسكات ورود العرائس وتنسيق الوانها  .. وكنت اعمل على نشر كل اعمالي  تلك على الصفحة ، فلاحظت حب الناس من  خلال اعجاباتهم وتعليقاتهم ،فصار عملي  هذا عملا حقيقيا فخرج من هذا الفضاء عن طريق اخبار الناس لبعضهم بعض عن اعمالي وتميزها وهذا ما شكل تحديا حقيقيا لي فيما بعد ، فالمحافظة على النجاح هي التحدي الحقيقي ، فها نحن لا نحافظ على نفس المستوى فقط لكني اعمل على  الارتقاء به بشكل دائم  

وعن المستقبل اختتمت نهى حديثها بقولها

نفكر حاليا في  استثمار نجاحنا بالتوسع بأعمالنا اكثر من خلال فتح فروع  أخرى  لعملنا  بليبيا كذلك نفكر اكثر في التوسع خارج ليبيا وعلى المستوى العربي ودخول مجال المنافسة الإقليمية  بهذا المجال .

أخيرا ربما كان المجتمع بليبيا منغلقا الى حد ما، لكن  العمل بالمجالات الإبداعية لا يميز بين رجل  وامرأة لذا وجدت ( نهى ) نفسها كسيدة اعمال وصاحبة مشروع  حقيقي خاص بها وسط مجتمع من رجال الأعمال .. لذا ومن خلال حديثنا مع نهى وما ان غادرناها لم يحتاج الامر الا أن نرفع عيوننا قليلا لنكتشف ان المرأة بليبيا وأن على خجل لكنها موجودة وفرضت نفسها ومن خلال عملها وتميزها بكل مجالات الاعمال بليبيا