كشف مصدر أمني رفيع المستوى عن تورط عدد من المسؤولين في حكومة الوفاق، مع قياديين لجماعات متطرفة، وزعماء مليشيات مسلحة، في ملاحقة بعض الأشخاص الذين يمثلون خطر على هذه الجماعات.

وأظهرت المستندات والخطابات المتبادلة بين عدد من المسؤولين وزعماء الجماعات والتي تم ضبطها لدى أحد قادة الجماعات المتطرفة، مراسلات وتنسيق وتبادل معلومات بين مسؤولين في إحدى وزارات حكومة الوفاق، وزعماء الجماعات المتطرفة.

وأظهر أحد المستندات مراسلة من قبل سرايا بنغازي (المصنفة ضمن الكيانات الإرهابية)، موجهة إلى ما يعرف بغرفة عمليات ثوار ليبيا، بتاريخ 30 يوليو 2016، وتضمنت اسماء بعض الأشخاص الذين قالت السرايا أنهم يمثلون تهديد وخطر على مصالحهم، ومن بين المذكورين في المراسلة، رئيس مؤسسة كويليام نعمان بن عثمان، وشخص آخر اسمه صهيب الفيتوري، وهو شاب ليبي يعمل بالسفارة الأمريكية بليبيا، وآخرين، طلبت السرايا من الغرفة إلقاء القبض عليهم.

وكشفت إحدى الوثائق صورة من رسالة ألكترونية متبادلة فيما يبدو بين أحد الموظفين "المتواطئين" بإحدى وزارات حكومة الوفاق، وأحد قادة الجماعات المتطرفة، يفيد فيها الموظف بأنه بعث برسالة تضم أسماء شخصيات وصفها بالمهمة، ليتم القبض عليها من قبل عناصر الجماعات، مشفوعة ببعض النصائح للتعامل مع الشخصيات بعد اعتقالهم وأخذهم لأماكن الاحتجاز، والتي تشمل التحذير من أجهزة التعقب وغيرها من الملاحظات الأمنية.

كما كشفت الرسالة عن تواجد أجانب يعملون بشركات أمنية عالمية ينتشرون في العاصمة طرابلس، يتخذون من البيوت الخاصة مواقع خاصة بهم ويتجنبون الإقامة في الفنادق، مهمتهم تقييم الوضع الأمني في البلاد وتتبع عناصر الجماعات المتطرفة.

فيما كشفت وثيقة أخرى وهي عبارة عن مراسلة بتاريخ 21 يناير 2018، بين أثنين من قيادات الجماعات المتطرفة أحدهما يدعى أبا عبدالله، يخاطب آخر يدعى أبا الفاروق، يؤكد فيها بأن موظفين بوزارة الخارجية بحكومة الوفاق يتعاونون معه بإعطائه معلومات عن تحركات واجتماعات السفارة الأمريكية، وجهات خارجية أخرى لها صلة بأطراف ليبية، ومن بين الوثائق التي أشار إليها تتعلق بزيارة السفيرة الأمريكية "ديبورا" إلى مدينة الزنتان، وأخرى تحتوي على أنواع وأرقام السيارات المشاركة في موكب السفيرة أثناء الزيارة.

ومن بين الوثائق، رسالة بتاريخ 12 مارس 2014، صادرة من محمد علي الوكواك رئيس المجلس المحلي الزنتان للموافقة على زيارة السفيرة الأمريكية لمدينة الزنتان، بناء على رسالة موجهة من سفارة امريكا في ليبيا يوم 11 مارس 2014.

أما إحدى الوثائق فكانت عبارة عن موافقة إدارة المراسم التابعة لوزارة الخارجية لتجول السفيرة الأمريكية والوفد المرافق لها خارج العاصمة طرابلس، ومن بين الأسماء الواردة في الوثيقة، وجد اسم صهيب الفيتوري الذي تم تناوله من بين الأشخاص المستهدفين للقبض عليهم من قبل عناصر الجماعات المتطرفة الذين وردت إسمائهم في رسالة سرايا بنغازي.