ذكرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في بيان لها بأن  ليبيا تمر بأزمة سياسية طال أمدها وحالة من الفوضي انعكست بشكل سلبي كبير علي الأوضاع الإنسانية والمعيشية علي جميع فئات المجتمع الليبي وبشكل خاص علي فئة الأطفال الذين ثأترو بشكل مباشر، وأصبحوا ضحايا العنف والالغام والمفخخات والجريمة المنظمة والاختطاف وكذلك جراء النزوح وأعمال العنف والأزمة الإنسانية، ماجعل الأطفال يتحملون أعباء العنف والأزمة الإنسانية وانعكاساته النفسية، و دفع بعدد كبير منهم إلي ترك مقاعد الدراسة و الجوء إلي سوق العمل الخاص في المهن النظافة ونقل البضائع والمحال التجارية والبيع علي الأرصفة والمهن الشاقه الأخرى وكذلك لجوائهم الي جمع مخلفات القمامة وبيعها ، بالإضافة أعمال التسؤل في الطرقات العامة ، حيث تعد هذه الأوضاع والظروف إلا إنسانية التي يمر بها الأطفال مؤشر خطير علي حجم المعاناة الإنسانية التي يمر بها الأطفال، كأبرز نتائج العنف والأزمة السياسية التي تمر بها ليبيا.

وأشارت اللجنة في بيانها أنه وفي ظل غياب أي مؤشرات تلوح في الأفق لقرب نهاية الأزمة السياسية وحالة الانقسام السياسي والفوضي والاقتتال والعنف و تفاقم مؤشرات الأزمة الإنسانية والمعيشية التي تمر بها البلاد ، ما يزال هناك قرابة ( 30000 ثلاثين الف ) طفل بعموم البلاد يكابدون الألم والمعاناة والأزمة الإنسانية والمعيشية والصحية والنزوح ، حيث ان آمال وطموحات الأطفال المستقبلية في ليبيا  تتحطم مع مرور الأيام، خصوصا أن منازلهم ومدارسهم تدمر، كما أن حياتهم باتت مهددة بشكل متزايد بسبب الأوضاع الإنسانية والمعيشية المأساوية.

واعربت اللجنة، عن استيائها واستنكارها الشديدين حيال ما ألت إليه الأوضاع الإنسانية والمعيشية في البلاد وآثارها الكارثية علي الأطفال  ما أدي الي حرمانهم من حق الحياة الطبيعية والمستقرة والامنه حيث تعد هذه الأوضاع الإنسانية والمعيشية التي يعيشها الأطفال في ليبيا أخلالآ  بما نصت عليه المعاهدة الدولية لحقوق الطفل، والتي تعتبر من أبزر اتفاقيات حقوق الإنسان.

وطالبت  اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا ، مفوضية الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "يونيسيف" ومنظمة أطباء بلا حدود ، إلى ضرورة العمل  علي إيجاد حلول عاجله لما يمر به أطفال ليبيا جراء النزوح وأعمال العنف والأزمة الإنسانية والمعيشية والصحية ، بعتبار الأطفال هم أكثر الفئات العمرية تضررًا من ويلات الحرب والأزمة السياسية التي تمر بها ليبيا ، بما في ذلك الدعم النفسي لمساعدتهم على التعامل مع آثار العنف الذي تعرضوا له ، لما له من آثار وخيمة على الأطفال في الحاضر  والمستقبل.