أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان عن قلقها الشديد «إزاء استمرار اعتقالات الناشطين المعارضين والمدافعين عن حقوق الانسان»، وحضّت الخرطوم على ضمان الممارسة الديموقراطية السلمية وحرية التعبير.

وأفاد بيان لبعثة الاتحاد الأوروبي وسفارة النروج في الخرطوم أمس، بأنها تلقت تقارير عن تعرض بعض الناشطين السياسيين إلى سوء معاملة وتعذيب، وطالبت الحكومة بضمان السلامة الجسدية والعقلية واحترام حقوق الإنسان للمحتجزين في السجون السودانية. كما شددت على ضرورة التحقيق في الانتهاكات وتقديم المؤسسات والمسؤولين للمساءلة.

وذكرت البعثة الأوروبية أن معتقلين كثراً في مقر جهاز الأمن الوطني في الخرطوم، إلى جانب ناشطين شباب، يقبعون هناك من دون توجيه أي تهمة اليهم. وأعرب رؤساء البعثات الأوروبية في الخرطوم أيضاً عن قلقهم الشديد إزاء استمرار العقبات أمام نشاطات المجتمع المدني والمنظمات غير الربحية.

وتعتقل الأجهزة السودانية رئيس حزب المؤتمر المعارض ابراهيم الشيخ منذ 8 حزيران (يونيو) في مدينة النهود في ولاية غرب كردفان وعدداً آخر من الناشطين والسياسيين في الخرطوم والولايات.

في غضون ذلك، أعلن حزبا «الأمة» بزعامة الصادق المهدي و «الإصلاح الآن» بقيادة غازي صلاح الدين المعارضان، مقاطعتهما دعوة الرئيس السوداني عمر البشير، لمناقشة تحضيرات إجراء حوار وطني. واتهما الحكومة بإنهاء عملية الحوار عبر التراجع عمّا التزمت به بشأن تهيئة مناخ الحوار. وشهدت عملية الحوار تراجعاً كبيراً خلال الفترة الماضية، لا سيما بعد اعتقال قيادات معارِضة وإقدام الحكومة على تعديل قانون الانتخابات العامة، والبدء عملياً في الترتيب للانتخابات المقررة في نيسان (إبريل) المقبل. وعقدت لجنة من أحزاب المعارضة التي وافقت على المشاركة بالحوار، منها حزب «المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي، اجتماعاً حدّدت فيه مواقف الأطراف النهائية بشأن المشاركة في الاجتماع الذي دعا اليه البشير اليوم. ووافقت 5 أحزاب على الاستمرار في الحوار، بينما رفضه حزبا المهدي وصلاح الدين. وفشل الأخيران في إقناع الأحزاب الأخرى بتبني موقفهما. وقال المسؤول السياسي لحركة «الإصلاح الآن» فضل الله محمد إنّ حزبه قرر الانسحاب من الحوار باعتباره غير مجدٍ لنكوص الحكومة عما التزمت به طيلة الأشهر الماضية في ما يتعلق بالحريات العامة وحرية الرأي.

ووصف القيادي في الحزب الاتحادي الديموقراطي المشارك في الحكومة علي السيد، الحوار الوطني بأنه «خدعة ولا أمل فيه».

 

*نقلا عن الحياة