أعلن في الرباط عن شروع لجان مشتركة على صعيد جميع عمالات ( أقاليم )  المملكة المغربية ، في تنفيذ حملات تفتيش لمختلف المكتبات بحثا عن كتب دينية تكفيرية وشيعية لمصادرتها وحجزها قبل اتخاذ الإجراءات القانونية  في حق مروجيها. 

و قالت صحيفة « المساء » اليومية أن وزارة الداخلية المغربية كلفت المسؤولين الجهويين والمحليين  بتشكيل لجنة تحت إشرافهم، تضم ممثلين عن السلطة ووزارتي الأوقاف والشؤون الإسلامية والثقافة، لشن حرب وطنية شاملة ضد الكتب والمؤلفات المتطرفة خاصة بالنسبة إلى الشيوخ والدعاة المعروفين بميولهم ودعمهم لأفكار ومعتقدات تزكي الإرهاب. 

ويشير مراقبون الى أن هذه الحملة الواسعة جاءت لمحاصرة الفكر التكفيري ومحاولات التغلغل الشيعي الصفوي في المجتمع المغربي 

وكانت الرباط قامت بحملات سابقة في هذا الإتجاه ، ففي العام 2009 أعربت  عن قلقها إزاء تنامي النشاط الشيعي على أراضيها ونددت بـ"قلة احترام" إيران التي تسعى إلى نشر ذلك المذهب في المغرب، فيما أعطت وزارة الداخلية المغربية تعليمات لمختلف مصالحها بالمدن والأقاليم بتنظيم حملات مراقبة على مختلف المكتبات العمومية ومصادرة الكتب التي لها علاقة بالفكر الشيعي أو بإيران وحزب الله اللبناني.

و تم آنذاك  تشكيل لجان على صعيد الولايات والأقاليم لمحاربة جميع مصادر التغلغل الشيعي في المغرب والقيام بحملات مراقبة ومتابعة كل ما هو مرتبط بإيران ،كما قامت فرق المراقبة بزيارة كبريات المكتبات في مختلف المدن المغربية قصد التفتيش والوقوف على حضور الكتاب الشيعي في الساحة الثقافية المغربية.

وندد وزير الخارجية المغربي الأسبق الطيب الفاسي الفهري بالنشاطات الدعوية لبعض الجمعيات المغربية الساعية لنشر المذهب الشيعي في المغرب بدعم من ايران ،وقال "ان المغرب لا يمكنه ان يقبل القيام بمثل هذه النشاطات وذلك بشكل مباشر او غير مباشر عبر ما يسمى بمنظمات غير حكومية" ، لافتا الى ان "المغرب ليس الوحيد الذي يشهد" هذا النشاط الشيعي "الذي اكتشف وجوده ايضا في افريقيا جنوب الصحراء وفي بلدان اسلامية اخرى" وحتى في أوروبا

ومؤخرا ،  دعت رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب، سعاد البكدوري الخمال، إلى مزيد من الضبط للكتب الدينية التي تباع داخل المكتبات والمغربية، موضحةأن  "الكتب الحاملة لتفسيرات ضيقة تشجع على الإقصاء ورفض الآخر وعدم الاعتراف به، ممكن أن تنتج لنا أفكارا متشددة خاصة لدى فئة الشباب".

وأردفت الخمال، التي فقدت زوجها وابنها في أحداث "16 ماي" الإرهابية بمدينة الدار البيضاء، بالقول أن "سنة 2003 التي شهدت الاعتداءات الإرهابية المذكورة، انتشرت ظاهرة بيع الكتب الدينية في مناطق متفرقة" ملاحظة " أنه في السنوات الأخيرة قلت هذه الظاهرة، لكنها ما تزال موجودة، وإذا ما وجدت الفضاء الخصب فالأكيد أنه ستنشط من أجل نشر أفكار الجهاد والتطرف".

ودعت رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب كذلك لضبط محتوى الكتب الموجودة على الإنترنت، مضيفة: "الملاحظ أخيرا أن من يلتحقون بالجماعات المتطرفة من الشباب تم استقطاب جلهم عبر الإنترنت، ما يدعو كذلك لتعامل صارم مع المحتوى المنشور على هذه الشبكة".