حميد عزيزي، واحد من المخرجين الشباب الذين طفوا على ساحة مهرجانات الأفلام التربوية، حاز جوائز وطنية كثيرة، بعد إخراجه وإنتاجه لعدة أفلام تربوية حاز من خلالها على جوائز في التشخيص والسيناريو. في هذه الدردشة سنحاول أن نقترب أكثر من المخرج المغربي الشاب حميد عزيزي، كما سنحاول أن نخوض في نقاش حول جنس الأفلام التربوية.

بداية نود أن نعرف القليل عن "الأفلام التربوية" كيف يمكن أن تقربنا من هذا الجنس السينمائي؟

أظن أن هذه التسمية البدعة أصبحت تثير نقاشا، فباعتبار كل الأفلام التربوية فإن هذه التسمية يراد منها الأفلام المنتجة من طرف الفاعلين في الحقل التربوي أو بالأحرى الأندية السينمائية داخل المؤسسات التعليمية. أما عن حالها فبغض النظر عن التسمية فهي في حالة الحبو وفي تزايد مستمر للمهتمين بهذا النوع من الأفلام حيث بدأت عدة أوجه تظهر من مهرجان إلى ملتقى بوثيرة كبيرة.

  هل يمكن للفيلم التربوي أن يؤسس لقاعدة جماهيرية نخبوية؟

طبعا، فهذا النوع من الأفلام يؤسس لثقافة الصورة داخل المؤسسات التعليمية أو بالأحرى وفي نظري المتواضع، يعتبر هذا الجنس الفني السبيل الأوحد لتغذية عطش الأطفال في التعامل مع الصورة أو الفيديو أو حتى السينما في ظل غياب رغبة واضحة وجريئة لإدماج هذه اللغة في المقررات الدراسية وبالتالي فهي السبيل الأنجع لتأسيس مشتلة تغدو ترسانة لمواجهة الزخم الإعلامي وأسهمه الموجهة نحو الذات والهوية الثقافية لوطننا العزيز. ويعتبر كذلك هذا الجنس الفيلمي أداة لتمرين الطفل وفتح آفاقه لولوج عالم تعتبر فيه الصورة أداة أساسية للسباق الثقافي وكذا إشكالية الذات والأخر من خلال رش الطفل بأبجديات العمل الفيلمي وكذا التقنيات الضرورية في هذا المجال. إذاً لا بد أن تكون هذه الخطوة محمودة لخلق قاعدة نخبوية في المستقبل.

ما طبيعة المواضيع الأكثر حساسية ونادرا ما يتم الإشتغال عليها؟

إنه ومن خلال حضوري في الملتقيات والمهرجانات التي تعنى بهذا الموضوع فإن المهتمين بالصورة ومنذ فتح هذا الأفق من طرف الأكاديميات المنظمة لهذه التظاهرات الفنية. قد تناولوا العديد من القضايا المتعلقة بمواضيع مثل: الهدر المدرسي، الحرمان، العنف، الاغتصاب، المعاناة...إلخ وكذا بعض الأفلام التي تتطرق إلى بيداغوجيا تدريس المواد، إلا أن الرؤية تختلف من مخرج إلى آخر ومن سيناريست إلى آخر وذلك ناتج عن اختلاف الزوايا والمعارف التي يتميز بها كل واحد منهم. كما أدعوهم في البحث في الفيلم القصير الذي يعتبر كائنا قائما بذاته لا من حيث الانتماء ولا تقنية الكتابة الفيلمية حتى نتجاوز تأشير الأفلام التلفزية المسجل في الباطن الأدبي لهؤلاء المخرجين الذين أتمنى لهم كل التوفيق في مسيرتهم النضالية من أجل الفن ونشر ثقافة الإبداع والجمال فهناك مجالات لا زالت تحت الغبار، وأدعو نفضه عنها وللمستقبل والزمن دوره فالأفكار موجودة قرب رؤوسنا وقد تأتي في أي لحظة وحين.

ماهي الجهات الداعمة لمشاريع الأفلام التربوية؟ وما نوع هذاالدعم؟

إشكالية الدعم، إشكالية عامة وبالأخص بالنسبة للفيلم التربوي إن صح التعبير فانتاجه لا يتجاوز الأندية السينمائية الفقيرة طبعا أو المبادرات الشخصية كما هو الحال بالنسبة لي، فالمصاب بإدمان الصورة والفيلم يتدبر أمره بطريقته الخاصة. ومن هنا أدعو الاكاديميات أن تلتفت إلى هذه الطاقات ودعمها نظرا لكونها مشتلة طبيعية لتكوين فناني الغد وحاملي مشعل الوطن في هذا الميدان، وفتح الآفاق أمامهم للتكوين ومتابعة الدراسة بالتخصص لفائدة ناشئتنا.

ماهو أفق الفيلم التربوي بالمغرب؟

 إن الرغبة تحقق المستحيل، فالفيلم التربوي إن شئتم تسميته هكذا يمر من مرحلة الإنتاج لتأتي بعد ذلك مرحلة الجودة المرغوبة حيث بدأت تظهر وجوه في المغرب لها مكانتها بين رواد الصورة أو التعبير الفيلمي عامة من خلال نافذة التظاهرات التي نظمت لفائدة هذا الجنس الفيلمي والتي سترفع راية المغرب لا محال في المنافسات الدولية والإقليمية لذا ففي نظري المتواضع إن أصل الورود الجميلة في الحدائق كلها كان يوما ما على الهامش وأنا على يقين أننا نؤسس لإرث لابد أن يكون يوما مفخرة عظمى لأحفادنا كما فعل الأخوان لوميير في نهاية القرن 19 كما أود أن أشير أنه من الممكن تكوين تقني، حين أنه لا يمكن أن تكون مبدعا لأنه هكذا بفطرته ويحتاج فقط إلى قليل من الصقل ومد يد العون. فحال الفيلم التربوي يسير نحو الأفضل.