اعتبر الكاتب والمحلل السياسي التونسي منذر ثابت, في حديث لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الأربعاء 19 جويلية 2017, أن تعقيدات الوضع الليبي تزداد مع اتجاه الساحة العربية والدولية نحو مزيد من الإنقسام و التشكل المحوري المتضاد.

وأضاف أن تحرير بنغازي من المليشيات من الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لم يكن بعيدا عن تحرير الموصل عاصمة تنظيم " داعش" واتجاه المناطق السورية نحو نفس المصير.

وأوضح المحلل السياسي التونسي أن التطورات العسكرية انفة الذكر- و إن تؤكد تجريبيا ضلوع قطر و تركيا في تغذية الإنقسام داخل الدول العربية ودعم المليشيات الإسلامية, فإن مفاعيل الحصار لم تتأخر لتؤكد صحة الإتهامات التي وجهتها الأطراف المدنية لكل من الدوحة وأنقرة.

وأكد أن المؤشرات الأخيرة على الساحة الليبية تفيد بأن الوضع يتجه في مجمله نحو حسم نهائي من شأنه أن يخرج الأوضاع من الرمال المتحركة التي تورطت فيها ليبيا إثر سقوط نظام القذافي بتدخل مباشر من الجيش الفرنسي  حلف الناتو.

وأوضح منذر ثابت أن انقسام الساحة الليبية إلى طرف مدعوم من بلدان الصد واخر من بلدان "الربيع" لا يمثل في حد ذاته حالة خاصة بإعتبار أن هذا الإنقسام هو ملحق الصراع الدائر في اليمن وسوريا والعراق ولو باختلاف الفاعلين والوكلاء, وخاصة اختلاف الرهانات الفرعية.

وتابع بقوله: "في هذا السياق يبدو المشهد الليبي في مرحلة فاصلة بين استراتيجية الحسم العسكري المحمول على القائد العام للجيش خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح كمدخل ضروري لتحقيق خارطة طريق سياسية تضمن الصمود و بناء دولة مدنية ديمقراطية واستراتيجية طوباوية دفع بها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج مدارها تنظيم انتخابات رئاسية و برلمانية في عام 2018 وتشكيل مجلس أعلى للمصالحة الوطنية بغاية لملمة صفوف عموم مكونات الشعب الليبي, وهو تمش يهمل واقع التمزق وفوضى السلاح وسيطر ة المليشيات على أجزاء هامة من المدن و الموانئ البحرية و الجوية, هذا بالإضافة إلى مخلفات العنف بين القبائل وما يحتاجه من عمليات مصالحة شديدة التعقيد".

ولفت إلى أنه من المؤكد أن التطهير العسكري هو الموازي للعملية السياسية التي تفرض نفسها لمحاصرة أجندات التخريب الإقليمي ووكالاتها المحلية.

وأشار في السياق ذاته إلى أنه, وتبعا لما سبق ذكره, فإن خارطة الطريق التي أعلنها رئيس حكومة الوفاق فائز السراج تفتقد لآلية الإنجاز الواقعي التي تبدو بين يدي المشير خليفة حفتر وأنصار النظام السابق الذين عادوا بقوة إلى المعادلة بعد أن تم الإفراج عن سيف الإسلام القذافي.