أعلنت لجنة الانتخابات الوطنية في كوريا الجنوبية فى الساعة السابعة بتوقيت سيول من صباح الأربعاء الموافق 10 مايو الجاري، أنها أكملت فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الـ 19 التي جرت الثلاثاء، والتي شارك فيها 32 مليونًا و672 ألفًا و101 من الناخبين، اختار 41.1%، منهم مرشح الحزب الديمقراطي "مون جيه إن" المحامي السابق لحقوق الإنسان (64 عامًا) ليكون رئيسًا لجمهورية كوريا.

وقد أدى الرئيس المنتخب "مون جيه إن" اليمين الدستورية بصفته الرئيس التاسع عشر لجمهورية كوريا فى مراسم خاصة اُقيمت في مقر الجمعية الوطنية (البرلمان) ظهر الأربعاء الموافق 10 مايو الجاري.

فوز مرشح الحزب الديمقراطي المعارض "مون جيه إن"، المحامي السابق لحقوق الإنسان (64 عامًا) بانتخابات الرئاسة الـ19 في كوريا الجنوبية، أنهى عقد من حُكم المحافظين الموالين لإمريكا، ويخشى المحافظون من أنه قد يجري تغيير كبير في السياسة تجاه كوريا الشمالية، ويعيد إحياء "سياسة الشمس المشرقة" الداعية إلى بناء الثقة مع كوريا الشمالية من خلال الإستثمار والحوار.

فهو يدعو للتقارب مع كوريا الشمالية، قائلاً: "تعاطي حكومات المحافظين المتشدد لم يمنع كوريا الشمالية من توسيع برنامجها النووي والصاروخي".

الرئيس المنتخب "مون جيه إن" يؤمن بأن العلاقات الكورية – الكورية أفضل وسيلة لتوفير الأمن لشبه الجزيرة الكورية.

وقد أوضح نهجًا أكثر اعتدالاً تجاه كوريا الشمالية، ويهدف إلى إحياء "سياسة الشمس المشرقة"، وتوسيع التبادل الاقتصادى والاجتماعى بين الكوريتين، وتخفيف حدة التوتر، والعمل على نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية من خلال إحياء المحادثات السداسية التى تضم الكوريتين، والصين، والولايات المتحدة، وروسيا، واليابان.

وقال الرئيس المنتخب "مون جيه إن" أنه سيلتقى مع زعيم كوريا الشمالية "كيم جونغ أون" إذا كانت القمة تساعد على تخفيف حدة التوتر، مع العلم أن آخر لقاء قمة بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية جرى فى عام 2007.

 والتحدي الأساس للرئيس الكوري الجنوبي المنتخب "مون جيه إن" سيكون كيفية التعامل مع "كيم جونغ أون" رئيس كوريا الشمالية، والنقطة الشائكة كما كانت دائمًا، هى القضية النووية، خاصة وأن الرئيس الشمالي "كيم جونغ أون" أعرب مرارًا وتكرارًا عن أن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية "غير قابلة للتفاوض".

وبالنسبة للرئيس الجنوبي "مون جيه إن" فإن المحادثات ستكون مفيدة فقط "بضمان أن تكون هناك نتائج ملموسة، مثل تجميد، أو تفكيك برنامج الأسلحة النووية "، إضافة إلى أن واشنطن هى الأخرى تخشى مواقفه المعتدلة التي يمكن أن تقوض جهودها الرامية إلى زيادة الضغط والعقوبات على كوريا الشمالية، خاصة وأن الرئيس المنتخب "مون جيه إن" يرى أن الولايات المتحدة استعجلت في نشر نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" بكوريا الجنوبية، ووعد باتباع سياسة تصالحية تجاه كوريا الشمالية تتعارض مع نهج إدارة الرئيس الأمريكي ترامب.

وهناك آخرون في المنطقة، ولا سيما اليابان، يشعرون بالقلق إزاء كيفية تأثير انتصار "مون جيه إن" على تحالف ثلاثي الاتجاه بين واشنطن، وسيول، وطوكيو ضد كوريا الشمالية.

إن اليابانيين قلقون بشأن هذه الانتخابات بسبب عدم اليقين بشأن ما قد يعنيه انتصار اليسار الكوري الجنوبي.

ويحتاج الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إن" إلى تحقيق التوازن بين مطالب، وتحديات الصين أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية ، الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية في ظل المواجهات الدبلوماسية جراء نشر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد" إلى جانب التهديدات الأمريكية لكوريا الشمالية التي من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة شرق آسيا.

هذا ويخشى الكثير من الكوريين الجنوبيين وجود خلل في العلاقة الوثيقة مع واشنطن في أسوأ الأحوال، يخشى البعض من أن يقوم الرئيس الأمريكي ترامب بشيء من التهور، كأن يأمر بشن هجوم عسكري على كوريا الشمالية دون مراعاة  لحجم الدمار الذي سيسببه في جنوب كوريا.