أدانت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بليبيا ،واقعة قيام عناصر دوريات قسم البحث الجنائي التابعين لمديرية أمن المرج ببوابة المدخل الغربي للمرج ، بمصادرة شحنة من الكتب، يوم الجمعة الماضية الموافق من 20/1/2017.م، كانت في طريقها من مدينة طبرق إلى مدينة بنغازي ،"بدوافع وحجج واهية تنم عن تخلف وجهل معرفي وفكري" .

و عبّرت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بليبيا ،عن رافضها لمصادرة الكتاب والحجر على حرية الرأي ونشر الثقافة وكما تعرب اللجنة ، عن رافضها وادانتها لكافة الدعوات التكفيرية ، وترهيب الكتاب والصحفيين والمفكرين من على منابر المساجد، أو من غيرها ،واستغلال حالة انهيار و غياب مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية ، لنشر وتعميم هذا التوجه الخطير بما يحمل من تداعيات خطيرة على حرية الفكر والتعبير في ليبيا .

و اعتبرت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بليبيا ، هذه الحادثة وغيرها التي تقع في عموم البلاد في هذا الاطار، هي محاولة لتكميم الأفواه وقمع فكري ومصادرة الفكر والرأي، و انتهاكًا صارخًا لحرية الفكر والراي وهو شكل من اشكال الارهاب الفكري، وجزء من الارهاب والتطرف بمفهومه العام، وكما تعتبر هذه الحادثة مؤشرًا خطيرًا وظاهرة قمعية تكرس لمصادرة حرية الفكر وحرية التعبير والحق في الوصول الي مصادر المعرفة والمعلومة .

و أكدت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بليبيا ، علي إن تصرفات أتباع هذا المذهب، طالت المساجد والمدارس ووسائل الإعلام، و المؤسسات الخدميّة والاجتماعيّة في عديد من المناطق والمدن الليبية، في محاولة من اتباع هذا المذهب إلى تغليب فكر مستورد، ودخيل على تقاليد وقيم المجتمع الليبي ويخدم مصلحة قوى خارجية ، تسعى لتعميم نموذجها المتخلف على بلدان المنطقة ، ما يهدّد التوافق و السلم الاجتماعي والوطني ، ويساهم في تعقيد الأزمة التي تعيشها البلاد.

و طالبت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بليبيا ، الحكومة الليبية المؤقتة والهيئة العامة لثقافة والاعلام والمجتمع المدني بضرورة التحرك العاجل لوقف هذه الممارسات المشينة والخطيرة وتصدي لها واعادة النظر في سياسات وممارسات الهيئة العامة للأوقاف بشرق البلاد التي اصبحت تشكل خطرا علي القيم الانسانية والوطنية والاجتماعية للمجتمع الليبي .