مثل كل الأشياء الجميلة في حياتي , لا أتذكر تماما متى رأيتها , وهل خجلت أول مرة وطأطأت رأسي واحمّر وجهي , هل كان أول لقاء معها وأنا مختبئة خلف ( جرد بوي ) الناصع البياض ذات صيف عبقة نسائمه برائحة البحر , ,

كانت دائما هنّاك في مكانها المعتاد ,تصبّح وتمسّي على الرائحين والغادين , على البنات الزاهيات بأنوثتهن ,النسوة الملتحفات فراشيتهن مثل حمائم بيض , متى ارتجف قلبي لمرآها , وأيّهما عشقت أكثر ,هذه الغزالة ذات العنق الأنيق والتفاتة دلال تجاه البحر , أم هذي المرأة بعرّيها النبيل ورأسها الصغير الذي يتبع وجها تائقا لالتفاتة ,أحاول البحث في معنى هذا الوله ,لكن عيناي تسحرهما أشعة الشمس المتسربة من ثنايا ذاك الماء الذي يضمهما معا ,غزالة وامرأة , عنّ لي ذات مرة خاطر , أن التفاتة المرأة وغيابها ,توقها لأن يتلفت ذاك الوجه المأخوذ بسحر البحر ,هو غزال / رجل , وليس غزالة ,( شاعت التسمية غزالة ربما لأن من عادة شعبنا الليبي أن يسمّي كل امرأة جميلة غزالة ),

فما بالك وهذي الجميلة تتكيء على غزالة / غزال  / رجل / مأخوذ بالسفر والتغرب ,;الأنثي تتجرد من كبريائها ,تسفح دلال عريّها كي يلتفت , لكنّ العنق والوجه النبيل يظلا هناك في التفاتة تحكي عشق هذه المدينة للبحر , وتحكي التفاتة امرأتها الباذخة الفتنة خوفها ممّا يجلبه هذا البحر , والبنت الصغيرة من خلف (جرد بوها ) ترقب , تنظر الجرة , الماء يترقرق  هل ثمة ماء  يفيض من الجرة , ترقب وتراقب , وتكبر ,

تنتبه للمارة الذين لايأبهون لامرأة راقدة بدلال , يدٌ  تتعلق برقبة / غزالة , غزال / ويد تمسك جرّةً, وكأنّها  نهبٌ لخوف لايستكين , ميدان الغزالة , ينطق برخاوة دون ارتباك , والنخلات تحفّ بهما , تصونهما عن عين حاسدة , أو حاقدة , نعبر,  يعبرون , وتعبر بنت صغيرة ,كانت الألفية الثانية قال قوسين لتبزغ ,البنت الصغيرة تسأل أمها ( حيّه خيرها المرا عريانة ) ,انتبه للسؤال وللأم وهي تجر اليد الصغيرة وتبتعد , وأتذكر بنتا ترقب في سحر الغروب امرأة تفيض بالأنوثة متكئة على (غزال ) متشبتة برقبته المائلة باتجاه البحر , يدها دافئة بحنان اليد الكبيرة , وقلبها يرجف لجمال مدينة تحبّ امرأتها ولاتخجل من عريّها .

وثلاثاء  ليس بعيدا, حواء  قدماها مرتجفتان تراقب الأذى , الفجوة في خاصرة امرأة مدينتها , تجلس على حافة سور حديقة ,ترقبهن  من بعيد , غزالة وامرأة وجرة لاتفيض .

 وفي يوم الإربعاء 2مايو 2018وصوت الخطيفات والشمس وصحو سماء زرقاء , ونجيب الحصادي في مجمع اللغة العربية والبحث عن ( الهوية الليبية ) , أستغرق مع بنت صغيرة ترقب غزالة وامرأة وجرة وتحلم , وحواء تنهض على

صوت يضج بالأمل يقول لسائق / الإفيكو /

  (  ميدان الغزالة ياخوي . (