هذا التقرير المستمد من مَسْحَيْن أجريا في ليبيا في عامي 2014 و 2016، يطمح لزيادة فهم القطاع الديني في البلد وتأثيره على الحكم والمجتمع. الخلاصات - التي تعززها المعرفة المحلية للباحثين الليبيين - ترصد الاتجاهات الدينية الرئيسية والمؤسسات والجهات الفاعلة في البلاد لمعرفة الكيفية التي ينظر بها الليبيون إلى مساهمة القطاع الديني في بناء السلام وتعزيز العدالة والديمقراطية.

ملخص

منذ توقيع الاتفاق السياسي الليبي في ديسمبر 2015، بات لليبيا ثلاث حكومات. وقد أصبح الخطاب الديني مسيسا ، بل ومصدرا للاستقطاب.

تشير المقابلات التي أجريت في عامي 2014 و 2016 إلى أن الفاعلين الدينيين التقليديين يمكنهم أن يلعبوا دورا بناء في الوساطة والمصالحة والتحول الديمقراطي.

التوجهات الدينية الأكثر تأثيرا تم تحديدها في الإخوان المسلمين والجهادية والسلفية. وتشير الدراسات الاستقصائية إلى أن هذه االاتجاهات معقدة ومتداخلة وديناميكية.

الاختلافات في المعتقدات لا تنبىء بالضرورة بمن ستقاتل الجماعات المسلحة من أجله، معه أو ضده. التجارب المحلية والمصالح هي أكثر تأثيرا.

القادة الليبيون الأكثر تأثيرا في المجال الديني حُدّدوا في المفتي الكبير صادق الغرياني وعلي الصلابي وعبد الحكيم بلحاج. في عام 2014، أعرب اثنان من بين ثلاثة مستطلَعين أن هؤلاء القادة كان لهم تأثير سلبي على السلام والعدالة. وبحلول عام 2016، كانت النسبة تسعة من كل أصل عشرة.

كما تمت تسمية أكثر من 150 فاعلا دينيا آخر كمؤثرين، 93٪ منهم محليون، وهو ما يدل على تنوع صحي في القيادة الدينية اللامركزية.

أعرب معظم المستطلَعيين عن اعتقادهم بأن المفتي الکبیر ومجلس الفتوى یشاركان بشکل غیر مناسب في الحياة السیاسة الحزبية.

على الرغم من مثل هذه الآراء، لا تزال الأحزاب السياسية الليبية تعتقد أن الدين له دور في الحياة العامة، وأن الشريعة يجب أن تنعكس في الدستور.

رأت أغلبية المستطلَعين في عامي 2014 و 2016 أن القادة الدينيين التقليديين يمكن أن يلعبوا دورا إيجابيا في دعوة الليبيين إلى التحول الديمقراطي.

ينظر إلى الوساطة المشتركة للقادة القبليين والدينيين التقليديين على أنها الشكل الأكثر فعالية في حل النزاعات المحلية.

نظرا لإمكانية قيام الفاعلين الدينيين بتشجيع الديمقراطية والمصالحة، ينبغي للمجتمع الدولي أن يشارك ويدعم الزعماء الدينيين البنائين والمؤسسات.

حول التقرير

يركز هذا التقرير على القطاع الديني في ليبيا وتأثيره الحالي - إيجابيا وسلبا - على بناء السلام والتحول الديمقراطي هناك. واستنادا إلى نتائج الدراسات الاستقصائية التي أجراها "معهد الولايات المتحدة للسلام" في ليبيا في عامي 2014 و 2016، استرشد التقرير أيضا بالمعارف المحلية للباحثين المقيمين في ليبيا.

بالواشا ل. كاكار باحثة كبيرة في "معهد الولايات المتحدة للسلام" ، انضمت إليه بعد أربع سنوات في مؤسسة "آسيا فاونديشن"، شغلت خلالها منصب مديرة لفرع أفغانستان لتمكين المرأة والتنمية. زهراء لانغي هي المديرة المؤسسة للمنبر الليبي للمرأة من أجل السلام، باحثة في الدراسات الإسلامية، وتشارك بعمق في عملية السلام الليبية الجارية.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة