اكد القضاء الاميركي الخميس في الاستئناف تعليق مرسوم الرئيس دونالد ترامب حول الهجرة، موجها صفعة جديدة الى احد الاجراءات الاكثر اثارة للجدل. وفي تغريدة على تويتر كتب عمر جودت، المحامي عن الجمعيات التي تعتبر ان ترامب تعمد استهداف المسلمين في مرسومه ما يشكل انتهاكا للدستور، "لقد ربحنا".

في المقابل اعلنت الحكومة عزمها على الطعن بالحكم امام المحكمة العليا. وقال وزير العدل جيف سيشنز ان الحكم "يقوض جهود الرئيس لتعزيز الامن القومي في البلاد". ينص الاجراء المثير للجدل على اغلاق مؤقت للحدود الاميركية امام اللاجئين من كل دول العالم وامام رعايا ست دول اسلامية، وكان سيؤدي الى تفريق العديد من الاسر لفترة طويلة.

وكتب القاضي روجر غريغوري رئيس محكمة الاستئناف في ريتشموند في قراره ان "الكونغرس منح الرئيس سلطة واسعة لحظر دخول الاجانب، لكن هذه السلطة ليست مطلقة". وأضاف ان هذه السلطة "لا يمكن ان تكون على غاربها حين يلجأ اليها الرئيس عبر مرسوم ينطوي على نتائج تلحق اضرارا لا يمكن تصحيحها بحق اشخاص في كل انحاء البلاد". ويحظر دستور الولايات المتحدة التمييز على أساس الدين، وموقف ترامب من الاسلام لا شك فيه بالنسبة الى مناوئيه.

- عشرة قضاة في مقابل ثلاثة -

اعتبر مناهضو المرسوم خلال جلسة علنية امام محكمة الاستئناف الفدرالية في ريتشموند، عاصمة ولاية فرجينيا، في الثامن من ايار/مايو ان المرسوم يعكس عداء ترامب للاسلام. ونظرا لاهمية القضية، التأمت المحكمة في جلسة بحضور كامل الاعضاء شارك فيها 13 من كبار قضاتها. وصدر القرار باغلبية عشرة من هؤلاء الاعضاء الذين ايدوا الخطوط العريضة لحكم محكمة البداية الذي صدر عن قاض في ميريلاند.

وحاول محامي وزارة العدل الاميركية التأكيد على أن المرسوم رد على مشكلة في الامن القومي مرتبطة بقدوم افراد يمكن ان يشكلوا خطرا محتملا الى الولايات المتحدة. في نهاية الامر، قال قضاة محكمة الاستئناف الفدرالية انهم "لم يقتنعوا" بان المرسوم "مرتبط بالامن القومي اكثر منه بتحقيق وعد للرئيس بمنع قدوم المسلمين". واشار هؤلاء القضاة الى ان مرسوم الهجرة "يتناول الامن القومي بشكل غامض لكنه مشحون في المقابل بعدم التسامح الديني والعدائية والتمييز".

- وقع الكلمات -

في كل محطة قضائية للمرسوم راجع القضاة الخطاب المعادي للرئيس وعدم تراجعه عنه ابدا بشكل واضح.وذكر المحامي جودت خلال الجلسات "قال +الاسلام يكرهنا+... وانه سيحظر قدوم المسلمين (الى الولايات المتحدة). نقطة انتهى".الا ان ترامب خفف من لهجته فور وصوله الى البيت الابيض. مع ذلك يرى جودت ان المواقف المسبقة للرئيس والمعادية للمسلمين لا تزال كما هي.واعطى جودت مثالا على ذلك عندما تلا ترامب عنوان المرسوم قبل توقيعه "حماية الامن من دخول ارهابيين اجانب الى الولايات المتحدة"، وانه اضاف على الفور "نعلم جميعا ما معنى ذلك".

في اواخر كانون الثاني/يناير، اثارت الصيغة الاولى من مرسوم الهجرة موجة من الصدمة في كل انحاء العالم وفوضى عارمة في المطارات الاميركية قبل ان يتم تعليقها من قبل القضاء.وتنظر محكمة استئناف فدرالية في سياتل في الصيغة الثانية من المرسوم ومن المفترض ان تصدر قرارها بشأنها قريبا.وكانت المحاكم الاميركية علقت تنفيذ المرسوم الاصلي وصيغته المعدلة في شباط/فبراير واذار/مارس، الامر الذي ندد به الرئيس الاميركي رافضا ما اعتبره "قضاء مسيسا".