أكدت مصر أنها تحترم سيادة السودان على أراضيه، وأنّها لم ولن تتدخل يوماً في زعزعة دولة السودان الشقيقة أو الإضرار بشعبها.

وشدد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان له، على أن سياسة مصر الخارجية تتأسس على احترام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وعدم الاعتداء على الغير، لاسيما عند التعامل مع دول تربطها بمصر علاقات أخوية خاصة مثل السودان الشقيق.

وأضاف أن القاصي والداني يعلم جيداً أن مصر كانت الداعم الرئيس لوحدة السودان شمالاً وجنوباً، وأنها بذلت كل الجهود لجعل خيار الوحدة هو الخيار الجاذب لشعب جنوب السودان قبل الانفصال. جاء ذلك في إطار توضيح الخارجية المصرية لما أعلنه الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، أنّ قواته ضبطت عربات ومدرعات مصرية إثر المعارك الأخيرة في إقليم دارفور نهاية الأسبوع الماضي.

وأعرب الناطق باسم الخارجية عن الأسف لإطلاق مثل تلك الاتهامات، في الوقت الذي وظفت فيه مصر دبلوماسيتها على مدار قرابة الخمسة عشر عاماً للدفاع عن السودان ضد التدخلات الأجنبية، ومحاولات فرض العقوبات على المسؤولين السودانيين وإدانة السودان في المنظمات والمحافل الدولية.

موضحاً أنّ مصر شاركت في كل مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية وحركات التمرد الدارفورية، وأنّ لديها قوات على الأرض حالياً ضمن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لدعم الاستقرار والسلام في دارفور.

وكان البشير قد قال أمام قيادة الجيش في الخرطوم، إنّ القوات المسلحة ضبطت عربات ومدرعات مصرية أثناء المعارك الأخيرة في دارفور. وكشف البشير عن أنّ القوة التي دخلت إلى شرق دارفور من جنوب السودان كانت عبارة عن متحرك بلغ قوامه 64 عربة تم الاستيلاء على 59 عربة منها.

ووصف ما دار من معارك بأنها تمارين نفذتها القوات المسلحة وليست عمليات، لأنه لا يمكن للعملية أن تنتهي في نصف ساعة، مشيراً إلى الانتصار الكبير الذي حققته القوات المسلحة في معركة قوز دنقو بجنوب دارفور، مشيراً إلى أنّها استطاعت إنهاء المعركة في نصف ساعة، وتكبيد المتمردين خسائر كبيرة والاستيلاء على 180 عربة.