ذكر مبعوث صحيفة ليبيراسيون الفرنسية "ليبيراسيون" المقربة من اليسارفي تقرير نشر بعنوان:"حرب أخرى في الجنوب" أن الصراع الدائر بين الطوارق والتبو جنوب ليبيا يزداد شدة.ويقول القيادي في قوات الطوارق بجبل "تيندي" المرتفع 250 مترا وغير البعيد عن مدينة أوباري "إنهم يهاجموننا من الشرق ومهمتنا هي تدمير قوافلهم" .ويؤكد غاليتي أن الطريق المؤدية إلى المدينة مليئة بقاذفات صواريخ فرنسية وصواريخ بلجيكية ورشاشات سوفياتية بأيدي مراهقين فضلوا الحرب على مقاعد الدراسة.ويذكر غاليتي أن أثنية التبو تحاول منذ سبتمبر الماضي السيطرة على معقل الطوارق في أوباري في قتال أودى بحياة ما لا يقل عن 200 شخص.

وقد اشتعلت حدة المواجهات منذ أسبوعين بعد أن قتل التبو القائد العسكري للطوارق ايدال أبوبكر، حيث ردت قوات الطوارق الفعل ، ما أسقط عشرات القتلى من الجانبين.وعزز الطوارق مدينة مرزق 170 كم جنوب شرق أوباري بخمسين فرقة قتال، ولم يبق سوى حي ديسه منفذا وحيدا للتبو في المدينة.ويتخوف المدنيون الطوارق من تجدد القتال ، حيث مر عدد سكان المدينة من 40 ألفا إلى 15 ألفا فقط بعد أن هربت العائلات غربا في اتجاه مدينة غات للحصول على الغذاء والأمن ، ولكن نسق وصول شاحنات التموين إلى المنطقة تراجع وارتفعت أسعار السلع الأساسية ، على غرار ارتفاع سعر الأرز إلى 27 يورو، بعد أن كان سعره لا يتجاوز3.4 يويو.

وتقول اللاجئة فاطمة سيدي في مدينة تاهالا التي تبعد 60 كيلومترا عن غات " أهالي غات يحولون وجهة المساعدات من طرابلس لفائدتهم، لم يتبق لنا شيء" .ويقول المنحدر من عائلة طوارق عريقة عبد القادر اينغيدازن وهو يحمل وثيقة قديمة "هذه معاهدة السلام "ميدي ميدي" التي تعود لسنة 1893 والتي تعلن نهاية حرب دامت تسعة سنوات حاول فيها التبو السيطرة على أراضينا".

اتهامات

ويقدر غاليتي أن التاريخ يعيد نفس هذه المرة، لكن الأسباب تختلف هذه المرة ، حيث تتعلق الآن باتهام التبو للطوارق بالسيطرة على مسالك تهريب النفط ، ويقول أجد حكماء الطوارق علي جيلي "الأمر لا يتعلق بصراع اثني ولا بصراع سياسي" ، بينما يتهم التبو الطوارق بدعم الإسلاميين.ويؤكد غاليتي أن التبو يملكون حليفا إعلاميا مهما  مثلا في فرنسا ، حيث زار وزير الدفاع الفرنسي خلال ديسمبر الماضي قاعدة ماداما العسكرية شمال النيجر ، أين يملك التبو نفوذا واسعا قائلا :" يتواجد في هذه المنطقة كل من مختار بلمختار وقائد جماعة "أنصار الدين" إياد الغالي، لقد تحول جنوب ليبيا إلى حضن للإرهاب" .ويؤكد غاليتي أن هذا التصريح جعل الطوارق يتهمون فرنسا بتقديم الدعم للتبو في جنوب ليبيا،ويقول القائد العسكري في قوات الطوارق عمر الغادي " ليس لدينا إسلاميين في صفوفنا ولا نرفع العلم الأسود ، والمعسكر الجهادي يتواجد في الشمال وليس عندنا" .

شكوك

ويشدد غاليتي على أن جنوب ليبيا تحول إلى ممر للجهاديين وتجار المخدرات والمهربين ، في ظل غياب الرقابة على الحدود ، لكن تبقى هذه المناطق الصحراوية بحاجة إلى سائقين يعرفون الطريق لذلك يتم اللجوء إلى سواق من الطوارق والتبو، حيث يقول صالح محمد وهو أحد سكان أوباري "أبناؤنا مضطرون للعمل مع الإرهابيين فهو الطريقة الوحيدة للحصول على المال، العرب همشونا منذ زمن طويل ، وأية شخص يتعامل معهم يخسر احترام قبيلته" .وفي محاولة للتخلص من الصورة السائدة عن الطوارق بأنهم متعاونون مع الإرهابيين، قاموا في فبراير الماضي بتشكيل هيئة تتحدث باسمهم على الساحة المحلية والدولية.