فازت قائمة حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، بانتخابات الاتحاد العام للصحفيين السودانيين التي جرت أمس الثلاثاء، وقاطعتها "شبكة الصحفيين" المحسوبة على المعارضة، بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء السودانية الرسمية اليوم الأربعاء.

وبدأت عمليات التصويت في انتخابات اتحاد الصحفيين السودانيين منذ العاشرة من صباح الثلاثاء، وأغلقت الصناديق مساء أمس، فيما انتهت عمليات الفرز صباح اليوم الأربعاء.

وبحسب الوكالة الرسمية، فقد فاز الصادق الرزيقي رئيس تحرير صحيفة "الانتباهة" المقربة من الحكومة، بمنصب رئيس الاتحاد، وصلاح عمر الشيخ بمنصب الأمين العام، وعلي أبا يزيد بمنصب أمين المال (أمين الصندوق).

وخاض حزب المؤتمر الوطني انتخابات الصحفيين، بقائمة كاملة مؤلفة من 40 عضواً تضم الرئيس والأمين العام وأمين المال، بالإضافة إلى 37 عضوا، فازوا بالكامل. وسيطر الحزب الحاكم على اتحاد الصحفيين (تأسس عام 1990) خلال السنوات الماضية.

من جهتها، أعلنت شبكة الصحفيين السودانيين، وهى تجمع موازى لاتحاد الصحفيين التي يقول صحفيون إن موالين للحزب الحاكم يسيطرون عليه، مقاطعتهم للانتخابات، "حتى لا تعطي الاتحاد أي شرعية". وقالت الشبكة في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، إن "السجل العام (قوائم) للصحفيين السودانيين معيب، حيث يضم أكثر من 7000 شخص ، في وقت لا يتجاوز فيه الصحفيون الممارسون للمهنة الـ 900 صحفي، بجميع الصحف السودانية". وأضافت الشبكة أن "هذا العدد الكبير هم موظفين علاقات عامة في المصالح الحكومية" .

ويتيح قانون الصحافة للعام (2009)، القيد الصحفي، لكل من نجح في امتحانات "السجل الصحفي"، فيما ينص قانون نقابة الصحفيين السودانيين للعام  (1977) على أنه لا يجوز لأي فرد أن يحترف مهنة الصحافة، ما لم يكن قد أجيز من قبل لجنة القيد وتم قيد اسمه في السجل العام للنقابة، كما نص القانون على أن أي عضو في النقابة لم يباشر العمل بالصحافة لمدة ثلاث سنوات متتالية تسقط عنه صفة العضوية تلقائيا.

واعتبرت شبكة الصحفيين السودانيين في بيانها، أن "السجل الحالي يفتقر لمبدأ التكافؤ وعامل النزاهة، بسبب العيوب التي تكتنف قانون الصحافة الحالي"، مضيفة أن "السجل الصحفي مفتوح أمام الجميع، ولا يعبر عن الصحفيين بتاتاً".

وأضافت أن "أي مشاركة في هذه الانتخابات ما هي إلا تجميل لقبح التزوير، وأن الشبكة تعمل وسط قواعدها لاستعادة نقابة الصحفيين السودانيين"، لكن البيان "ترك الحق لكل صحفي وصحفية في "المشاركة في انتخابات الاتحاد المهني وليس النقابة كما يزعم اتحاد الصحفيين ".

ويسيطر الحزب الحاكم على كافة النقابات، والاتحادات المهنية في السودان. وتعهدت شبكة الصحفيين السودانيين بـ"استرداد نقابة الصحفيين، واسترداد شرف المهنة المضاع"، مضيفة أن "الاتحاد العام للصحفيين ليس هو نقابة الصحفيين السودانيين، وهناك فرق بين الاتحاد المهني والنقابة".

يذكر أن نقابة الصحفيين السودانيين تم حلها عام 1989، عقب وصول الرئيس السوداني عمر البشير (71 عاما) للسلطة عبر انقلاب عسكري دعمه الإسلاميون. وتكرر في السودان، في الآونة الأخيرة، مصادرة الأجهزة الأمنية للصحف بعد طباعتها.

ويقول المسؤولون عن الصحف "إن الأمن يتعمّد القيام بهذه الخطوة لإغراق الصحف بالخسائر المالية"، وتتهم الحكومة "بالسيطرة على سوق الإعلان وحجبه عن الصحف المخالفة لتوجهاتها".

وبيّن فترة وأخرى، يفرض جهاز الأمن رقابة صارمة على الصحف قبل طباعتها. وأدت القيود المفروضة علي العمل الصحفي في السودان، والتضييق علي الحريات الصحفية، ومضايقة الصحفيين، والتدخل الحكومي في عمل الصحف، بجانب الأوضاع الاقتصادية إلى تراجع كبير في توزيع الصحف الورقية بالسودان.

وكشف المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية في السودان (حكومي) عن تدنٍ مريع في توزيع الصحف الورقية بالسودان خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع العام الماضي.

ويحتل السودان المرتبة 170 من أصل 179 دولة فى مؤشر حرية الصحافة الخاص بمنظمة "مراسلون بلا حدود" الدولية الذى أصدرته فى يناير/كانون الثاني الماضى