أكد نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن أن مكاسب اتفاق سلام الدوحة على أرض الواقع لم تكن حكرا على إقليم دارفور وعموم السودان، وإنما تعدت ذلك بدعم الاستقرار الإقليمي للمنطقة من خلال الموقع الجغرافي المتميز الذي تتمتع به وتأثيراتها على دول الجوار المطلة عليها ودول غرب افريقيا مما أعطى عملية السلام أبعادا رحبة ساهمت في بسط الأمن والاستقرار والدفع بجهود الأمن والتنمية لصالح شعوب المنطقة.

وبين عبدالرحمن، خلال زيارته ولاية جنوب دارفو، أنه لمس على أرض الواقع تجاوبا كبيرا لأهل دارفور مع اتفاق سلام الدوحة، مثمنا ما قاموا به من خطوات لتوسيع دائرة السلام. كما أكد أن المرحلة الحالية من اتفاق السلام تركز على أهمية الدور الشعبي وإعطائه الأبعاد التي تمكنه من إحداث النهضة الاجتماعية الشاملة في دارفور، مشيرا إلى أن حكومته ستوفر الأمن الشامل والاستقرار الدائم لأهل المنطقة مقابل تفعيل دورهم لصالح التعايش السلمي والسلام الاجتماعي.

وشدد نائب الرئيس السوداني على أن عملية السلام هيأت الأجواء لانطلاق دارفور نحو النهضة الكبرى عبر فتح مسارات الطرق والربط البري والحديدي والجوي بين مدن الولاية وبقية أنحاء السودان والربط الإقليمي مع دول الجوار عبر إنشاء المطارات الدولية التي نقلت دارفور لتكون مركزا تجاريا كبيرا يخدم الاقتصاد السوداني.

ولفت أيضا إلى أن عمليات تأمين الحدود والأدوار الناجحة التي قامت بها القوات المشتركة بين السودان ودول الجوار المطلة على دارفور أدت لاعلاء مبادئ حسن الجوار والتعايش السلمي وتبادل المنافع بانسياب حركة المواطنين والتجارة البينية وتحويل الحدود إلى مناطق منفعة عامة، مشددا على أن "إرادة السلام هي الغالبة لدى أهل دارفور ولا تراجع عنها، وأن أجندة الحرب والتمرد انحسرت تماما أمام لغة الانجازات التنموية على أرض الواقع التي هزمت أجندة الحرب وقدمت أبلغ رد على مدى التقدم الكبير الذي حققته عملية السلام".

وأوضح نائب الرئيس السوداني، أن استفتاء دارفور هو استفتاء إداري لا علاقة له بالانفصال أو بتقرير المصير يأتي انفاذا لاستحقاقات اتفاق سلام الدوحة الذي نص على ذلك، لافتا إلى أن الاستفتاء سيجيب على أمرين فقط هما رغبة أهل دارفور في بقاء ولايتهم ضمن ولايات دارفور الخمس من عدمه.