حذر الرئيس الأفغاني، أشرف غني، حركة طالبان من رفض الانضمام للمباحثات التي ترعاها الحكومة، ومن شأنها إحلال السلام في البلاد، بحسب وكالة "باجواك" الأفغانية.

وجاءت تصريحات غني ضمن رسالة التهنئة بعيد الفطر، التي وجهها أمس الأحد، إلى المواطنين في أفغانستان، عقب صلاة العيد في القصر الرئاسي، وموجهاً حديثه لمسلحي طالبان، قال غني: "إذا كنتم أفغاناً، يتعين عليكم المشاركة في عمليات السلام، من أجل المساعدة على تحقيق الاستقرار والأمن في البلاد" وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط.

وأضاف: "أنتم لم تعودوا تملكون الوقت، لأن مؤيديكم أصبحوا في عزلة تامة، وأنتم ستلحقون بهم تباعاً"، ولم يعلن غني صراحة عن مقصده من "المؤيدين لطالبان".

وتجدر الإشارة إلى أن زعيم حركة طالبان الملا هيبة الله أخونزاده، أعلن رفضه المشاركة في أي مفاوضات ترعاها الحكومة الأفغانية في ظل استمرار وجود القوات الأجنبية في البلاد، وفي رسالة وجهها لأنصاره، الجمعة الماضية، قال هيبة الله: "طالبان ستستمر في القتال ضد القوات الأجنبية في أفغانستان".

ومنذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي، تصاعدت هجمات طالبان في أفغانستان ضمن ما ُعرف بـ"هجمات الربيع".

وذكر مسؤول أمس الأحد أن 3 من أفراد القوات الإقليمية الخاصة قتلوا وأصيب كثيرون آخرون، عندما فتح زميل لهم النار عليهم بإقليم خوست، جنوب شرقي أفغانستان، وقال قائد الشرطة، البريجادير جنرال فايز الله جيرات إن "الحادث وقع في نقطة تفتيش للقوات الخاصة مساء أول أمس السبت".

وأضاف أن "أحد أفراد القوات الخاصة، الذي كان يعاني من مشكلة نفسية فتح النار على زملائه، مما أسفر عن مقتل واحد وإصابة كثيرين".

ووقع الحادث، قبل وقت قصير من عيد الفطر، ولكن مسؤولاً أمنياً، طلب عدم الكشف عن هويته قال إن "3 من أفراد قوات الأمن قتلوا وأصيب كثيرون آخرون"، وقال جيرات إنه "تم اعتقال منفذ الهجوم ويتم استجوابه"، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

ومن جهة أخرى، أعلن مسؤول، أمس الأحد، مقتل 10 من أفراد الشرطة الأفغانية، في هجوم لحركة طالبان على نقطة التفتيش الخاصة بهم، في إقليم هيرات غربي البلاد، وقال متحدث باسم حاكم هيرات فرهاد جيلاني، إن "هناك 4 مسلحين من طالبان قتلوا أثناء تبادل إطلاق النار الذي جرى في وقت متأخر من ليلة أول أمس، بالقرب من سد سلمى الذي يحظى بأهمية كبيرة".

وكانت طالبان استهدفت سد سلمى (على بعد 165 كيلومتراً شرق مدينة هيرات) في الكثير من الهجمات السابقة، وهو سد يخضع لحراسة مشددة من جانب المراكز الأمنية.

يشار إلى أن الهند هي التي قامت بتمويل وإنشاء السد الذي افتتحه رئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي، في يونيو (حزيران) الماضي ­ بتكلفة بلغت نحو 275 مليون دولار، وينتج السد 42 ميغاواط من الطاقة لهيرات.

وحذر حاكم إقليم بلخ شمال أفغانستان والرئيس التنفيذي لحزب "الجماعة الإسلامية" من أن البلاد يمكن أن تنجرف نحو أزمة، إذا لم يتم تنفيذ إصلاحات في القطاع الأمني، طبقاً لما ذكرته وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء.

وطالب عطا الله محمد نور في كلمة أدلى بها بمناسبة عيد الفطر، المؤسسات الأمنية باتخاذ إصلاحات فورية، مشيراً إلى العنف المتزايد، حيث تفشل القوات الأمنية في توفير الأمن للشعب الأفغاني، وانتقد بشدة استخدام القوة ضد المتظاهرين، زاعماً أنه يتم إزالة المعسكرات باستخدام القوة ضد المتظاهرين غير المسلحين، الذين يطالبون بتغييرات.

وأضاف أن "هناك بعض الأفراد الذين يصدرون تعليمات باستخدام السلاح ضد المتظاهرين، الذين يقتلون برصاص قناصة"، مطالباً باتخاذ إجراءات فورية لتحديد هوياتهم واعتقال الجناة، كما أعلن نور دعمه لدعوة حزب "الجماعة الإسلامية" وموقفه فيما يتعلق بالعنف الأخير في البلاد.