في ظل استمرار الصراع بين الحكومات المتناحرة والميليشيات المسلحة في ليبيا بعد مرور سنوات على الربيع العربي، لا يزال الدبلوماسيون الكنديون المكلفون بمراقبة الوضع  يعملون من بلد مجاور.

واكتشفت عملية تفتيش في العام الماضي لبعثتي كندا إلى ليبيا وتونس وجود مشاكل نظرا لأن كلتا البعثتين تعمل من نفس المبنى وفقاً لوثائق اطلعت عليها صحيفة ناشونال بوست الكندية بموجب قانون حرية الوصول إلى المعلومات.

وبينما أعادت عدة دول أخرى النظر في  إعادة فتح سفاراتها في طرابلس على الرغم من عدم الاستقرار في ليبيا، فقد شعر الكنديون بالقلق من استبعادهم من المحادثات الهامة حول الأمن الإقليمي إذا ما استمرت البعثة الكندية في العمل من تونس بعيدا عن الأوضاع على أرض الواقع.

وبعد مرور عام على إجراء "عمليات تفتيش البعثة"  يوجد الآن سفير بريطانيا فرانك بيكر في ليبيا حسب مدونته الخاصة، وقال الدبلوماسي على موقع وزارة الخارجية البريطانية على الإنترنت "فقط من خلال العيش في ليبيا كما أفعل، ومقابلة أشخاص من مختلف أنحاء البلاد، يمكن لدبلوماسي أن يفهم ليبيا والتحديات التي يجب علينا مواجهتها".

وقالت الصحيفة الكندية إن الوثائق التي اطلعت عليها جاء فيها "وفي الوقت الذي تتحرك فيه دول أخرى لإعادة فتح مراكزها في طرابلس، هناك خطر في أن تجد كندا نفسها معزولة عن بعض المناقشات "، وأضافت الوثائق "هذا هو السبب في أن البعثة الدبلوماسية تأمل في أن تكون في وضع يسمح لها بالموارد الكافية والقيام بخطوة مماثلة حالما تسمح الظروف بذلك".

وأعادت إيطاليا بعثتها الدبلوماسية إلى ليبيا في يناير من عام 2017، بينما أفادت تقارير أن كوريا الجنوبية والمجر وهولندا أعادت على الأقل بعض عملياتها الدبلوماسية في طرابلس في الخريف الماضي. وذكرت وكالة رويترز للأنباء في أكتوبر الماضي أن الاتحاد الأوروبي يخطط لعودة بعثته الدبلوماسي للعمل من طرابلس. ولا تزال البعثة الدبلوماسية للولايات المتحدة مثل كندا تقوم بمهامها من تونس.

ولم تقدم وزارة الخارجية الكندية جدولاً زمنياً لعودة بعثتها الدبلوماسية إلى ليبيا، حيث قالت المتحدثة باسم الوزارة بريتاني فيرولا-فليتشر "كندا ملتزمة بالعودة إلى طرابلس عندما يتم استعادة بيئة آمنة ومستقرة"، كما قالت في مقابلة مع السفير الكندي الجديد في ليبيا  هيلاري تشايلدز آدامز إن هذا من "غير الممكن في هذا الوقت".

وفي عام 2014  عاد جزء كبير من أعضاء البعثة الدبلوماسية الكندية في طرابلس إلى العاصمة أوتاوا، فيما تمركز باقي أعضاء البعثة في تونس.

يذكر أن كندا كانت جزءا من قوات حلف الشمال الأطلسي –الناتو- التي شنت غارات على ليبيا في عام 2011 في بعد احتجاجات الربيع العربي، وأدى الصراع في نهاية المطاف إلى الإطاحة وقتل الرئيس الليبي السابق  معمر القذافي. لكن اندلاع العنف استؤنف في عام 2014 وتم إجلاء معظم السفارات الأجنبية في طرابلس. كما تراجعت العلاقات التجارية بين كندا وليبيا أيضا إذ  انخفضت صادرات البضائع السنوية الكندية إلى ليبيا من 153 مليون دولار في عام 2012 إلى 17.1 مليون دولار في عام 2016.