بدأت الحياة تعود تدريجيًّا إلى طبيعتها في مدينة سرت بعد فتح أبواب المتاجر والصيدليات وعودة الأسواق إلى نشاطها، كما استأنف مستشفى 'ابن سينا' عمله بعد الانتهاء من صيانته وتجهيزه وعاد أغلب التّلاميذ إلى مدارسهم باستثناء تلك الّتي مازالت تتطلّب فضاءاتها اعادة تهيئة وصيانة.

وبلغ عدد العائلات العائدة إلى المدينة، تسعة آلاف أسرة إلى حدود العشرين من شهر مارس الحالي ووضّح مصدر في اللجنة المشرفة على عودة نازحي سرت إلى منازلهم لأصوات الكثبان، أنّ العدد في ارتفاع مستمرّ منذ بدايات العودة في النّصف الثّاني من جانفي ، مبيّنا أنّ هذه العودة تجري بشكل طوعي بعد ان انتقلت  هذه العائلات للسّكن في مدن أخرى  وظلوا بانتظار تغير  الاوضاع للعودة واستئناف حياتهم .

عودة الأهالي إلى سرت ارتبطت بحملات نظافة وتطهير لمداخل الاحياء للقضاء على مظاهر التلوث والروائح المنبعثة من مخلفات الحرب وفي هذا السياق، أكّد مدير مكتب الهيئة العامة للبيئة بسرت، المهندس صالح درياق، لأصوات الكثبان أنّ المصالح التّابعة له وزعت عددا كبيرا من أقراص الكلور على مختلف منازل المدينة لتعقيم مياه الخزانات الأرضية والعلوية. ووضّح درياق أنّ مهمّة أقراص الكلور هي قتل الجراثيم والبكتيريا، خاصة بعد انتشار الجثث تحت ركام المباني المدمَّرة بالمدينة، مضيفا أنّ الهيئة بصدد تنظيم زيارات متتالية إلى كل مساكن المدينة، للتأكد من تسلّم كافّة السكان لهذه الاقراص حفاظا على الصحة العامة وسلامة المحيط. 

إعادة الكهرباء

وأعلن مساعد مدير إدارة التوزيع في الشركة العامة للكهرباء في سرت، المهندس رمضان أبوشوفة، أنّ عمليات الإصلاح متواصلة بمحطات التغذية المتضررة جراء الحرب وسط المدينة. وبيّن أبوشوفة أنّ محطة 66 كيلو فولت، التي تغذي عمارات الألف وحدة سكنية، قد عادت إلى العمل بعد أعمال تركيب وصيانة عامة للمحطة، كما وقع تشغيل محطة الكهرباء 'تاقرفت ' بالحي السكني الثاني وإيصال التيار الكهربائي للحي السكني والمرافق الصحية والمدارس الواقعة في نطاقه. وتجري اعمال الصيانة واصلاح الاعطاب بالمحطة الواقعة قرب مدرسة المجد، والتي تضررت كثيرا وتحتاج إلى الكثير من الجهد لصيانتها، مثلها مثل محطة الوحدة الصحية عمر المختار، والمحطة رقم 6 بنفس المنطقة نظرًا لتعرضها للدمار والنهب.

عودة المدارس

وبخصوص مرافق التعليم أكد مراقب تعليم بلدية سرت، مفتاح علي عبد الكافي، لأصوات الكثبان استئناف الدراسة بكل المؤسسات التعليمية في مدينة سرت، بعد توقف لأكثر من عام. وأضاف أن الدراسة عادت بكل المؤسسات التعليمية في سرت ما عدا المتضررة بشكل كبير مشيرًا إلى عمليات صيانة وتنظيف جرت قبل استئناف الدراسة بهذه المؤسسات التي شهدت عمليات تطوع تشاركت فيها فيها إدارات المدارس والأهالي الى جانب متطوعين وطلاب، وذلك بالتعاون مع الشركة العامة لخدمات النظافة التي أزالت أكوام القمامة وبقايا مخلفات الحرب.

وقد عقد عبد الكافي عديد الاجتماعات مع المديرين وإطار التّدريس لمتابعة سير العملية التعليمية خلال الفصل الدراسي الحالي، كما تم خلال الاجتماعات مناقشة المشاكل التي تعيق العملية التعليمية، من اجل البحث لها عن حلول خاصة بعد تعرض العديد من المدارس لأضرار كبيرة خلال الحرب ممّا دفع رجال الأعمال والخيرين في المدينة إلى التطوع وصيانة نوافذها وأبوابها، وتركيب الزجاج المهشم بالفصول.