أعلنت الحركة الشعبية الوطنية الليبية، رفضها القاطع المشاركة في "حوار جنيف" للأطراف السياسية الليبية، الذي يتم الإعداد له، من قبل إحدى المنظمات غير الرسمية التي تتخذ من سويسرا مقرا لها. وأصدرت الحركة بيانا تحصلت "بوابة افريقيا الإخبارية"، على نسخة منه، تحت عنوان:"في الحوارات المشبوهة !!  .. من الصخيرات الي جنيف" !!  قالت فيه:

"أنها حلقة في سلسلة العبث بالوطن.نؤمن ايمانا راسخا، وذلك مسجل منذ إعلان الحركة الوطنية في ٢٠١٢في ادبياتنا، بأن الحل السياسي من خلال الحوار بين الاطراف الليبية هو المخرج الوحيد من الازمة، وتعرضنا في سبيل ذلك الي حملات وقحة من التشهير والتخوين، من أطراف بعضها يهرول إلى أي طاولة يشتم منها رائحة حوار حتى لو كان مع الشيطان !! لكن أي حوار ينبغي أن تكون له أهداف مرجوة واضحة وشروط مطلوبة لكي ينجح ولكي تقاس نتائجه.

رفضنا للمشاركة في لقاء جنيف المشبوه، ناتج عن تقييم موضوعي، شارك فيه عدد من قيادات النظام الجماهيري المدعووين له، وبتبريرات موضوعوية أيضا ومكتوبة أرسلت إلى المنظمين، تعبر عن أغلب الذين دوعيوا ورفضوا الحضور الديكوري لانصار الفاتح .

السبب في المقاطعة بين واضح وهو علاوة على غموض أهداف وهوية المنظمين، فإن جدول الأعمال المطروح للنقاش يتناول قضايا شكلية وليست موضوعات أساسية تساهم في البحث عن مخارج للأزمة، ولم تتح الفرصة لأنصار الفاتح المشاركة في إعداده، والأمر الثاني هو عدم التوازن في توجيه الدعوات، ففي مقابل أكثر من 70 شخصية فبرايرية، وجهت الدعوة إلى أقل من 10 شخصيات بعضها محسوبين أسميا على الفاتح، كما أن بعض المدعووين عناصر مصنفة محليا وأقليميا عناصر إرهابية.

 لم يقبل المشاركة من المدعووين من المحسوبين على الفاتح سوى عدد قليل ولهم أسبابهم ونحن لسنا في موضع تقييمهم ولا اتهامهم، لكن أغلبية القيادات المدعوة لن تشارك في لقاء جنيف، وهو بالمناسبة ندوة تنظمها جمعية غير حكومية مسجلة في سويسرا، وليس حوارا كما يتوهم ويروج البعض ترعاه الأمم المتحدة !! لنفس الأسباب رفضنا المشاركة في حوار الدوحة وكل الحوارات الأخرى المشابهة، والتي كانت فعلا بلا نتيجة، فماذا حققت من نتائج على الارض؟.

نحن في الحركة الوطنية نربط سياستنا في التعامل مع الاحداث بما تحققه للوطن، وليس ما نجنيه من مكاسب تنظيمية أو شخصية، لذلك وضعت رؤية شارك في إعدادها أغلب القيادات الوطنية وأعتمدت في حوار بالقاهرة دام أكثر من شهرين، تضبط سياسة التعامل مع الاستحقاقات السياسية، والحوارات والاتصالات، تحددت فيها الجهات التي يتم حوارها وشروط الحوار، ووضعت الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها، وللاسف بعض المشاركين في إعدادها كانوا أول المهرولين للدوحة والمطبلين لجنيف !! لقد شاركت الحركة بفاعلية في لقاء نظمته الجمعية المشار إليها في تونس جمعها مع شخصيات النظام الجماهيري وقدمت في رؤية أنصار النظام الجماهيري للحل في ليبيا ، مصيرها ان طارت مع أثير الخطابات الرنانة ، ولم تعكس في حرف واحد من جدول العمل الذي ستناقشه ندوة جنيف المشبوهة !!

العبر ليست بالاتصالات بل بالهدف منها ونتائجها، لقد نجح الحوار مع القوات المسلحة ومجلس النواب في بناء واقع جديد في مناطق شاسعة من ليبيا، سمح بتحقيق مصالحة على الأرض تمكن فيها مئات الأف المهجرين من العودة الأمنه الكريمة إلى الوطن، كما أثمر حوار سجن الهضبة الذي أداره الأبطال المعتقلين وليس الهواة والطامعين المتنطعين المتولين مع لحظات المعركة الأولى، في الإفراج عن عديد السجناء، وهكذا كانت نتائج الحوار المباشر مع الأخوة في الزنتان وفي مصراته.

 الخلاصة : فإن الحركة الوطنية مدعوة في شخص منسق شعبة الحوار ومنسق شعبة الشؤون السياسية للمشاركة في ندوة جنيف، لكنها مع رئاسة مؤتمر القبائل وقيادات النظام الجماهيري قررت مقاطعته لإدراكها لما يشكله من مخاطر على القضية الوطنية."