أكد الناطق باسم الجيش، العميد أحمد المسماري، تمكن القوات المسلحة الليبية من استعادة السيطرة على منطقة الهلال النفطي بالكامل، وذلك عبر حسابه الرسمي على فايسبوك. وأعلن العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، أن الفرق الهندسية العسكرية تعمل على تمشيط مينائي السدرة ورأس لانوف لتقييم وضعها الفني، مؤكدا أن الجيش سيطر على مينائى رأس لانوف والسدرة، بالهلال النفطي.

وكان مصدر عسكري قد أكد أن الجيش الليبي، حرر الأسرى المحتجزين لدى ميليشيات إبراهيم الجضران، في مينائي راس لانوف والسدرة، بعد إحكام السيطرة عليهم، كما يقوم حاليا بمطاردة فلول الجضران غرب بن جواد. وعقب عملية التحرير بدأ الجيش في تمشيط المناطق التى أحكم السيطرة عليها، وقد سيطرت قوات الجيش الليبي في عملية خاطفة لم تستغرق ساعات على مينائى راس لانوف والسدرة في منطقة الهلال النفطي.

وقال مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط للصحفيين في فيينا، في وقت سابق الخميس، إن العملية العسكرية للجيش لاستعادة الميناءين بدأت صباحا، مضيفا: "بعد يومين سوف نعاود العمل، من المأمول أن نبدأ عملياتنا". وكانت ميليشيات إبراهيم الجضران شنت هجوما في منطقة الهلال النفطي، الخميس الماضي، حيث سيطرت على ميناءي رأس لانوف والسدرة النفطيين.

وكان القائد العام القوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، قد أعلن فجر اليوم الخميس، انطلاق ساعة الصفر لتحرير الموانئ النفطية، من العصابات المسلحة الإرهابية والميليشيات التشادية التى يقودها إبراهيم الجضران. وتحركت وحدات من الجيش الوطني نحو منطقة الهلال النفطي تنفيذاً لتعليمات القائد العام، في عملية عسكرية تم التحضير خلال اليومين الماضيين لإنهاء حالة الفوضى التي شهدتها منطقة الهلال النفطي بعد تعرضها لعدوان إرهابي، من قبل ميليشيات إبراهيم الجضران.

واستهدف سلاح الجو عبر ضربات جوية دقيقة 4 محاور بالقرب من البريقة، فيما أكدت مصادر انسحاب إبراهيم الجضران والمجموعات الموالية له إلى السدرة في ظل تقدم قوات الجيش الوطني الليبي، وسيطرته على راس لانوف المنطقة السكنية. و قد سبق أن أعلنت شعبة الإعلام الحربي أن قوات الجيش تمكنت من اسر عدد كبير من المقاتلين المنتسبين لقوات إبراهيم الجضران.

وقالت شعبة الإعلام الحربي عبر صفحتها بموقع فيسبوك في كمين محكم القوات المسلحة العربية الليبية تأسر عددا كبيرا من المقاتلين المنتسبين لميليشيا إبراهيم الجضران وحلفائه من المرتزقة وبقايا تنظيم القاعدة في الهلال النفطي.

وأعلن قائد الجيش خليفة حفتر فجر الخميس انطلاق ساعة الصفر لتحرير الهلال النفطي من قبضة الجماعات الإرهابية وتطهيره منها، وأصدر أوامره لوحدات الجيش بالاجتياح المقدس لتلك المنطقة. وقالت الحكومة في بيان لها اليوم إنها تفخر بانتصارات الجيش ودحره لقوى الإرهاب، وعصابات البغي، وزمر التخريب والإفساد، الذين عاثوا في الأرض فسادا، وأحرقوا النفط، ومصدر دخل الليبيين الوحيد، ودمروا مؤسساته ومصانعه بحسب البيان.

فجر الخميس الرابع عشر من شهر يونيو شعر الليبيون بـغصة عميقة طغت على فرحة العيد الذي صادف في اليوم التالي، إذ أن مليشيات إرهابية هاجمت بقوة عسكرية كبيرة، وتقنيات متطورة لـالتشويش منطقة الهلال النفطي، الأمر الذي تراجعت معه وحدات عسكرية لـغايات تكتيكية، بعد أن تعرضت اتصالات الجيش إلى تشويش أفقدها القدرة على إمكانية التعاطي الصحيح مع الهجوم.

وفي الخميس التالي، أطلق الجيش الوطني بـأمر عمليات من القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر عملية “الاجتياح المقدس لاستعادة وتحرير المنشآت التي سيطر عليها إرهابيون في منطقة الهلال النفطي على مدى أسبوع، فيما استعان الليبيون على سبيل الفرح والفخر بمطلع أغنية ذائعة الصيت خلال الأشهر الأخيرة تحمل اسم هلا بالخميس، للتعبير عن ترحيب العديد من شعوب المنطقة بيوم الخميس الذي يليه يوم عطلة في دول عدة، لكن الليبيون كان ترحيبهم بالخميس مختلفاً، فالمعلومات والمعطيات التي تُنْقل من الميدان تُشير إلى أن قوت الليبيين بات قاب قوسين أو أدنى من أن يكون مجددا في أيدٍ أمينة.

الفرحة المشوبة بالحذر التي يُبْديها الليبيون على منصات مواقع التواصل الاجتماعي تُظْهِر أنهم لا يُوفرون أي تغطية أو تبرير لالمغامرات الطائشة من أي طرف، وأن دعمهم للجيش الوطني نابع من الإيمان أنه يؤدي واجبه الوطني بعيداً عن التسويات أو الترضيات، وإلا لكان قد أدار اتفاقات وتسويات بخصوص النفط مع العصابات المُهاجِمة على حساب عذابات الليبيين ومعاناتهم التي طالت كثيرا على وقع انقسام سياسي متعدد لم يتوقعه أكثر الليبيين تشاؤماً.