نفى الجيش النيجيري، تقارير تتحدث عن دفن جنوده القتلى في مقابر جماعية في المنطقة الشمالية الشرقية المضطربة.

وقال رئيس أركان الجيش، أليكس باديه، في مؤتمر صحفي عقده في أبوجا، مساء الثلاثاء، "هناك تلميحات بأننا ندفن الناس في مقابر جماعية، وهذا غير صحيح".

وأضاف: "أنا أعرف لماذا طرح هذا السؤال ولكن هذا الأمر ليس صحيحا".

وبدوره، نفى قائد الجيش النيجيري، كينيث مينيماه، خلال المؤتمر نفسه "تلك المزاعم"، وقال إن كل جندي سقط في ساحة المعركة توفر له "مراسم دفن لائقة للغاية".

وأضاف: "الجنود الذين قتلوا في المعركة توفر لهم مراسم دفن لائقة في جبهة القتال أو في مقابر عسكرية قرب موقع العمليات بما يتماشى مع سياسة الجيش النيجيري".

وأشار إلى أن "الجيش يضمن أيضا أن عائلات الجنود الذين قتلوا، ولاسيما أقاربهم من الدرجة الأولى يتم دعوتهم لحضور مراسم الدافن. لذا فإن مزاعم الدفن الجماعي بالأحرى غير صحيحة".     واعتبر "جوساو" أن "الاحتفال بيوم القوات المسلحة.. هو احتفال خاص، لأنه يتزامن مع أكبر التحديات الأمنية في نيجيريا في الآونة الأخيرة".

ومضى قائلا: "ولذا فمن المناسب أن نقدر بشكل خاص التزام أفراد قواتنا الذين يدفعون الثمن الأسمى في مواجهة تحدياتنا الأمنية حتى نتمكن من العيش في سلام".

ومن المتوقع أن يطلق الرئيس النيجيري، غودلاك جوناثان، صندوقا باسم القوات المسلحة لدعمها اجتماعيا في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وجاء هذا النفي بعد أن تحدث وزير الدفاع النيجيري، الجنرال آليو جوساو، وسائل الإعلام في يوم الذكرى السنوية للقوات المسلحة في البلاد.

ويحتفل بهذا الحدث في 15 فبراير/ شباط، من كل عام، وهو التاريخ الذي يتزامن مع أول انقلاب عسكري في تاريخ البلاد على يد بعض الضباط الشباب بقيادة اللواء الراحل كادونا نزيغو عام 1966، وهو ما مهد الطريق للحرب الأهلية في نيجيريا التي استمرت لمدة 30 شهرا عام 1967.

ويحتفل بيوم القوات المسلحة -لتخليد ذكرى الجنود القتلى أو المصابين في ساحة المعركة- في جميع أنحاء العالم يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو تاريخ انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1918.

ويعتقد أن مئات من الجنود لقوا مصرعهم خلال معركة نيجيريا ضد حملة التمرد المستمرة منذ خمس سنوات في المنطقة الشمالية الشرقية، التي يشنها مسلحو "بوكو حرام"، الذين يزعمون أنهم يسعون لتطبيق الحكم الإسلامي في المنطقة الشمالية للبلاد.

وفي أغسطس/ آب الماضي، أعلن زعيم الجماعة المطلوب من قبل السلطات "أبو بكر شيكاو"، الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه "إرهابي عالمي"، في تسجيل مصور سيطرته على مناطق في شمال نيجيريا، معتبرا أنها ضمن "الخلافة الإسلامية".

وما زال الجدل دائرا حول ما إذا كان "شيكاو" حيا أو ميتا، وسط معلومات متضاربة من الجيش الذي أكد مقتله أكثر من مرة، بينما ظهر زعيم الجماعة في تسجيل مصور، وقال إنه ما زال على قيد الحياة.

ومنذ مايو/ آيار من العام الماضي، أعلنت الحكومة النيجيرية حالة الطوارئ في ولايات بورنو، ويوبي، وأداماوا في شمال شرقي البلاد، بهدف الحد من خطر "بوكو حرام".

وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.

ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ.

وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.