في ظل سيطرته على مناطق واسعةٍ في البلاد،يواصل الجيش الوطنى الليبى عملياته العسكرية لتحرير المدن الليبية من التنظيمات الإرهابية التى حاولت السيطرة على مفاصل الدولة،مستغلة في ذلك تردي الأوضاع الأمنية وتواصل الصراعات بين الفرقاء وسط غياب تام للدولة واجهزتها.

وفي منتصف سنة 2014،أطلق المشير خليفة حفتر عملية الكرامة ردا على إقدام الميليشيات الإسلامية على تنفيذ عمليات اغتيال تجاوزت الـ500 عملية، استهدفت ضباطا من الجيش والشرطة، إضافة إلى البعض من نشطاء المجتمع المدني الرافضين لها.وتمكّنت قوات الجيش الليبي منذ إطلاق العملية من تحرير كامل المدينة باستثناء بعض الجيوب الارهابية.

وتشهد بنغازي منذ مدة طويلة معارك يومية بين قوات الجيش الليبي، وجماعات مسلحة حيث استعادت القوات الليبية خلال الاشهر الماضية السيطرة على مناطق واسعة في المدينة كانت خاضعة للجماعات الارهابية.وفي هذا الاطار،شـنّ سلاح الجو الليبي مساء ،الأحد 04 يونيو 2017،قرابة 15 غارة جويـة على مراصد وتجمعات العناصر الإرهابية في محوري البلاد والصابري. هذا وتمكن سلاح الجو من تدميـر الأمـاكن التي تتحصن فيها العناصر الإرهابية،إلى جانب شل كل تحركات العناصر الإرهابية ميدانياً وتحركاتها في شوارع المنطقتين،وشل وتضعيف قدراتهم الدفاعية.

 وكان مسؤول مكتب الإعلام بالقوات الخاصة رياض الشهيبي أكد مقتل ثلاثة من عناصر "التنظيمات الإرهابية" قرب فندق النوارن بمنطقة الصابري في مدينة بنغازي شرق البلاد.وقال الشهيبي إن قواتهم "رصدت تحرك لثلاثة أشخاص تابعين للتنظيمات الإرهابية، حاولو تفخيخ مفترق فندق النوران، وتم استهدافهم بشكل مباشر بالمدفعية، وقتلهم ثلاثتهم".وأوضح الشهيبي، أن مدفعية الجيش الليبي تستهدف أوكار وتجمعات التنظيمات الإرهابية، وتستهدف أي تحرك داخل منطقتي الصابري ووسط البلاد "سوق الحوت"، تزامنًا مع غارات جوية تشنها المقاتلات الحربية على مدار الـ 48 ساعة الماضية، تمهيدًا لبدء العمليات العسكرية.

وتمكّن الجيش منذ فبراير 2016 من استرجاع مناطق مهمة في بنغازي. ونجحت السلطات شرق البلاد بحسب متابعين من إعادة فرض هيبة الدولة في المنطقة الشرقية بالقضاء على الميليشيات الإسلامية التي ما يزال بعضها جاثما على العاصمة طرابلس وعدة مدن في المنطقة الغربية.وكان مبعوث جامعة الدول العربية إلى ليبيا صلاح الدين الجمالي وصف في أبريل الماضي الوضع في طرابلس بالمنفلت معتبراً أن العاصمة أصبحت مستنقعاً للميليشيات الإرهابية خاصة الإسلامية منها.فيما أكد إن الأمر مختلف في بنغازي التي تسطير عليها القوات المسلحة ولا توجد بها ميليشيات.

على صعيد آخر،وبعد أن حقق تقدما نوعيا في الأيام الماضية على حساب الجماعات المتطرفة،وبعد سيطرته على عدة مناطق في الجنوب كانت تتمركز داخلها الميليشيات المسلحة، وفي مقدمتها قاعدة تمنهنت العسكرية في سبها،تمكنت  القوات الليبية من السيطرة على قاعدة الجفرة العسكرية الاستراتيجية،السبت 03 يونيو 2017،بعد انسحاب فصائل مسلحة منها.

واستعاد الجيش الوطني الليبي، السبت الماضي، السيطرة على كافة مناطق محافظة الجفرة الصحراوية وسط ليبيا و"قاعدة الجفرة العسكرية الجوية"،وأكد آمر غرفة عمليات الجيش، العميد عبد السلام الحاسي، لـ"سكاي نيوز عربية" استعادة "السيطرة على منطقة الجفرة بكامل مناطقها وبلداتها بما فيها قاعدة الجفرة العسكرية الجوية بعد دحر عناصر القاعدة".وأضاف الحاسي أن "الجفرة باتت نظيفة تماماً الآن من العناصر الإرهابية التي كانت تسيطر على المنطقة بعد أن قضت قوات الجيش الوطني الليبي عليهم".

وكان الجيش قد نجح في استعادة السيطرة على مدن استراتيجية في منطقة الجفرة الصحراوية ،الجمعة الماضي، بعد الغارات الجوية التي استهدفت الجماعات المتطرفة في مناطق ليبية عدة.وقال المتحدث العسكري، أحمد المسماري، إن الجيش الوطني سيطر على مدن ودان وهون وسوكنة الاستراتيجية في منطقة الجفرة بعد مواجهات مع الميليشيات، وذلك في إطار عملياته الرامية إلى توسيع رقعة وجوده وسط ليبيا وجنوبها.

وتقع الجفرة على بعد ما يزيد عن 500 كيلومتر جنوب غربي بنغازي، وعلى بعد نفس المسافة جنوب شرقي طرابلس.وتستمد أهميتها بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي الواقع وسط ليبيا، وهو ما يفتح الطريق للجيش للتقدم نحو سرت أو العاصمة طرابلس. ويقول مراقبون إن سيطرة الجيش على قاعدة الجفرة سيسهل عملياته الجوية لقصف المتشددين.

وبهذا التقدم، أصبح الجيش يسيطر اليوم على قاعدة براك الشاطئ، وقاعدة تمنهنت الجنوبية، وقاعدة الوطية أقصى غرب ليبيا على الحدود مع تونس، وقاعدة الجفرة وسط ليبيا، وقاعدة بنينا في بنغازي، وقاعدة جمال عبدالناصر بطبرق، وقاعدة مرتوبة جنوب درنة، وقاعدة الأبرق شرق البيضاء، وقاعدة الخروبة جنوب مدينة المرج، وقاعدة الويج جنوب منطقة القطرون، وقاعدة الكفرة، بينما تسيطر قوات المجلس الرئاسي على 3 قواعد جوية هي قاعدة القرضابية في سرت، وقاعدة مصراتة، وقاعدة معيتيقة شرق طرابلس.

 وعقب تحرير قاعدة الجفرة الجوية التي تقع على بعد 500 كم من العاصمة طرابلس،أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي سيطرتها على أكثر من 80% من مساحة ليبيا الجغرافية.وأكدت رئاسة أركان القوات الليبية الجوية التي يقودها اللواء صقر الجروشي، على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" أن "القوات المسلحة الليبية تسيطر على أكثر من مليون ونصف المليون كيلومتر مربع، أي أكثر من 80% من مساحة ليبيا".

ومع تقدمه المتواصل تتجه نية الجيش الليبي لتحرير منطقة بني وليد وهي مدينة واقعة شمال غربي الجفرة.وكان العقيد أحمد المسمارى،المتحدث باسم الجيش الليبى قال خلال مؤتمر صحفى أن قوات الجيش الوطنى الليبى تستعد لدخول مدينة بنى وليد التى تضم عدد من الارهابيين وعناصر تتبع تنظيم داعش المتطرف.وفي ذات السياق،قال خالد الترجمان، مستشار مجلس النواب الليبي ورئيس مجموعة العمل الوطني،في تصريح خـاص لـ"صدى البلد"،أن القوات المسلحة الليبية استعادت قاعدة الجفرة العسكرية الجوية والتي تعد آخر قواعد الجنوب الليبي، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تستعد الآن للتوجه لمنطقة بن وليد وسرت قبل تحرير طرابلس، مؤكدًا تحرير الجيش لأكثر من 75% من أراضي ليبيا وأنها باتت تحت سيطرة القوات المسلحة.

ومع هذه الانتصارات، تقدم رئيس المجلس النواب الليبى القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية المستشار عقيلة صالح، بتحية وتقدير للقيادة العامة للقوات المسلحة ورئاسة الأركان وضباط الصف والجنود والشباب المساند من أهالى الجفرة وودان وسوكنة بالانتصارات التى تحققت بتحرير منطقة الجفرة بالكامل.وأشاد رئيس البرلمان الليبى بعودة منطقة الجفرة بالكامل للشرعية فى ليبيا، داعيا حكومة عبد الله الثنى ولجان الجرحى المختصة الإسراع فى علاج الجرحى داخل ليبيا وخارجها بحسب ما تتطلب حالة الجريح دعماً ومساندة للجيش الوطنى الليبى الذى يقارع الإرهاب لتستقر الأوضاع وينتشر الأمن والأمان والسلام فى كل ربوع ليبيا.

من جهته،هنأ المجلس الأعلى لمناطق حوض النفط والغاز والمياه الممثل لمناطق زلة،مرادة،أوجلة،جالو،أجخرة،الكفرة،تازربو،في بيان له،القوات المسلحة العربية الليبية وقيادتها بمناسبة تطهير منطقة الجفرة من براثن الإرهاب وإعادتها لحضن الشرعية.وجدّد المجلس الأعلى لمناطق حوض النفط والغاز والمياه تأكيده على مواصلة دعم الجيش الليبي،حتى يتم تحرير كامل ربوع الوطن من هذه الشراذم المقيتة.

واعلن المجلس الأعلى رفضه للقرار الصادر عن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الدستورية باستحداث مناطق عسكرية،معتبرا القرار مُدعاة للفتنة وبث الفرقة بين أبناء الوطن ومخالف للإعلان الدستوري .وأكد المجلس الأعلى في البيان على إن أهالي مناطق الحوض،لا يعترفون إلا بما يُصدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية،وعن القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية فخامة المستشار عقيلة صالح عيسى.

هذا ويحضى الجيش الليبي بدعم شعبي كبير وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية ،كشفت في وقت سابق عن ترحيب أعيان ومشايخ قبائل سوكنة وودان وهون، بدخول القوات المسلحة العربية الليبية إلى مناطق الجفرة.وأوضح مكتب الإعلام التابع للجيش الليبى،الخميس الماضي، أن الترحيب بدخول الجيش جاء خلال اجتماع قبائل المنطقة بآمر غرفة عمليات تحرير الجفرة، العميد علي عمر وعدد من ضباط وضباط صف الغرفة ، مبينةً أن المجتمعين أكدوا على ضرورة تطهير المنطقة من الجماعات الإرهابية وعدم اتخاذها منطلقا لتلك العمليات.