نجح الجيش الوطني في السيطرة على قاعدة عسكرية تتمركز فيها ميليشيات متشددة،وذلك في أعقاب توعده في وقت سابق، برد قاس وقوي،بعد الهجوم الذي نفذته "القوة الثالثة" التابعة لمدينة مصراته الموالية لحكومة الوفاق،علي قاعدة براك الشاطئ جنوب ليبيا التابعة للجيش بجنوب البلاد،والذي أوقع العشرات من جنوده.

 إلى ذلك،وفي اطار مواصلة القوات الليبية لعملياتها العسكرية فى الجنوب الليبى لملاحقة التنظيمات الإرهابية المتطرفة،سيطر الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على قاعدة تمنهنت الجوية ومطارها المدني.وقال معاون آمر كتيبة 160 مشاة النقيب " إمحمد عبدالواحد "والتابعة للجيش الوطني في اتصال هاتفي مع "بوابة أفريقيا الإخبارية"،إن الوحدات العسكرية والكتائب المسلحة المتواجدة في الجنوب تقدمت مع ساعات الفجر الأولي،الخميس 25 مايو 2017 تجاه قاعدة تمنهنت الواقعة في مدينة سبها جنوب ليبيا، وتمكنت من استعادة السيطرة عليها.

وطرد الجيش الليبي ميليشيات القوة الثالثة، التي تضم جماعات إرهابية من بقايا تنظيم أنصار الشريعة وميليشيات متطرفة.وبحسب مصدر عسكري فقد أبرم اتفاق على خروج المسلحين المساندين للقوة الثالثة بجميع أسلحتهم وآلياتهم وعددها خمسين عربة انسحبت باتجاه الجفرة، لتستلم قوات الجيش الليبي القاعدة عند الساعة السادسة والربع من صباح الخميس.فيما أعلن آمر اللواء 13 والمعروفة بالقوة الثالثة العقيد " جمال التريكي " فى تصريح صحفي اطلعت عليه بوابة أفريقيا الاخبارية، أن قواتهم انسحبت، الخميس، من قاعدة تمنهنت ومدينة سبها وكافة المناطق إلى مدينة مصراتة.

ويأتي هذا في أعقاب استهداف مقاتلات سلاح الجو الليبي مواقع الجماعات الإرهابية المتطرفة في مناطق الجفرة.وكان آمر غرفة عمليات سلاح الجو التابع للجيش الليبي في المنطقة الوسطى، المقدم طيار "شريف العوامي"،أعلن في تصريح نشر عبر الصفحة الرسمية لرئاسة الأركان الجوية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "المقاتلات الحربية التابعة لسلاح الجو الليبي استهدفت تجمعات التنظيمات الإرهابية والمتحالفين معها داخل قاعدة الجفرة، بعد تورطهم في الهجوم الغادر على قاعدة براك الشاطئ الجوية جنوب غربي ليبيا".

فيما أكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العربية الليبية عقيد احمد المسماري استهداف مقاتلات سلاح الجو الليبي مواقع الجماعات الإرهابية المتطرفة في مناطق الجفرة.وأوضح المسماري أن الغارات أسفرت عن سقوط خسائر كبيرة في الأرواح والآليات والعربات العسكرية في صفوف الجماعات المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.وأشار إلى أن الغارات استهدفت مقر كتيبة محلية تسمى كتيبة 19 – 9 و هي أحد الكتائب الداعمة لسرايا الدفاع عن بنغازي الإرهابية فيما استهدفت أخرى مقر الشرطة العسكرية و مقر إداريا تتمركز به قوات السرايا.

 يشار إلى أن قاعدة الجفرة الجوية تمثل نقطة انطلاق قوات "السرايا" لمهاجمة القوات المسلحة العربية الليبية في منطقة الهلال النفطي.وتأتي هذه التطورات في أعقاب توعد القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية سيادة المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر توعّد الجمعة ،برد "مزلزل" رداً على مجزرة قاعدة براك التي راح ضحيتها ما يزيد عن 141 شخص من العسكريين والمدنيين.

هذا وكانت الميليشيات قد شنت،في 18 مايو الجاري، هجوما مباغتا على مقر قيادة اللواء 12 التابع للجيش الوطني في قاعدة براك الشاطئ، حيث نفذت مجزرة راح ضحيتها العشرات من العسكريين والمدنيين،ولاقت تنديدا محليا ودوليا واسعا.فيما أمهل حكماء وأعيان وشيوخ قبائل ومؤسسات المجتمع المدني جنوبي ليبيا،،السبت الماضي، القوة الثالثة، مدة 72 ساعة لمغادرة المنطقة وذلك احتجاجًا على هجومها على القاعدة.

وقال بلقاسم سعيد عميد بلدية البوانيس بأن القوة الثالثة انسحبت من قاعدة تمنهنت فجر الخميس دون حدوث مواجهات عسكرية مع قوات الجيش.وأضاف سعيد للأناضول بأن القاعدة الجوية الآن تحت سيطرة اللواء 12.مشيرا الى أن المجلس البلدي سيعمل خلال الفترة القادمة على وضع خطة أمنية لحماية القاعدة الجوية من قبل أفراد مديرية الأمن الوطني بالبلدية واستعمال هذه القاعدة في الجانب المدني وإبعادها عن التجاذبات السياسية.

يذكر أن المجلس الرئاسي أصدر قرارا بوقف عمل كل من وزير الدفاع المهدي البرغثي، والقوة الثالثة برئاسة جمال التريكي، إلى حين تحديد المسؤولين عن خرق الهدنة بالجنوب من خلال لجنة تحقيق برئاسة وزير العدل، لكن التريكي قال: القوة الثالثة تأتمر بأوامر فايز السراج ونائبه عبد السلام كاجمان، ولديها إثباتات مكتوبة وصوتية تثبت تلقيها تكليفات وأوامر شفهية مسجلة بالصوت لهما لمهاجمة براك الشاطئ، داعية إياهما لمراجعة تصريحاتهما، أما قيادة الجيش الليبي وأعضاء مجلس النواب فرفضوا هذه القرارات، مؤكدين أنها لن تقلل من مسؤولية المجلس عن الحادث، وحملوا حكومة الوفاق مسؤولية الهجوم على القاعدة.

وتقع قاعدة تمنهنت الجوية في جنوب ليبيا قرب مدينة  سبها ومدينة سمنو، وهي على خط مواجهة رئيسي بين القوات التي تتحالف مع حكومة الوفاق والأخرى التي تدعم الجيش الليبي، وتعد من أكبر القواعد العسكرية في ليبيا.وتحتوي هذه القاعدة على مطار لتسيير حركة النقل الجوية المدنية، إضافة إلى مطار عسكري به مهبط للطائرات الضخمة، إلى جانب منشآت عسكرية ومخازن وذخائر حربية وعتاد عسكري بري وجوي،إضافة إلى مركز لصيانة طائرات الهليكوبتر.

وتسيطر على قاعدة تمنهنت الجوية منذ يناير من عام 2014، "القوة الثالثة لحماية الجنوب"،وهي قوة إحتياطية جُل مقاتليها من مدينة مصراتة وتتبع المجلس العسكري بمصراتة.ويتهم بعض مسؤولي الجنوب مايعرف بـ"القوة الثالثة بالتسبب في الأوضاع التي يشهدها الجنوب انتقاما من سكانه الذين طالبوا بإخراج أفراد تلك القبائل من المنطقة.

وكان اعيان ومشائخ المنطقة الجنوبية "فزان" قد ناشدوا كافة الشباب من مناطق فزان الالتحاق بالوحدات العسكرية او التجمعات لمساندة قوات الحيش والقوات المساندة لها.وأضاف الاعيان والمشايخ في بيان صادر، الثلاثاء 23 مايو 2017، تلقت "بوابة افريقيا الاخبارية" نسخة منه، أن على الجميع الزحف على قاعدة تمنهنت الجوية  من كل مناطق  "فزان، وادي الحياة، غات، حوض مرزق، وادي الشاطي، وادي البوانيس، سبها".وقال المجتمعون انهم يفوضون القوات المسلحة الليبية باتخاذ كافة التدابير بتطهير قاعدة تمنهنت الجوية وكافة المليشيات الموجودة بمناطق فزان ولا توجد وساطة ولا هدنة تأتي بعد هذا، وفق البيان.

وكان الجيش الليبي قد أطلق في مارس الماضي عملية عسكرية باسم "الرمال المتحركة" للسيطرة على مناطق ليبيا الجنوبية بالكامل حيث يسعى الجيش لتحرير مناطق الجنوب الذي يعتبر الحلقة الأضعف أمنيا،كونه يمثل بيئة جاذبة لعمل الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة والقاعدة والأنشطة غير القانونية، مما يهدد الأمن القومي الليبي، ودول الجوار أيضا.