أعادت اتهامات التحرش والاعتداء الجنسي على عدد من النساء، التي يواجهها المنتج السينمائي الأميركي هارفي وينستاين، إلى الواجهة الأسلوب المستهجن الذي قد يستخدمه أصحاب نفوذ لتحديد من يدخل "جنة الشهرة والأضواء"، ومن يتلاشى إلى غياهب النسيان.

وبرزت هوليوود، المركز التاريخي للسينما الأميركية، عبر سنوات طويلة كواحدة من أبرز الأماكن التي يستغل فيها منتجون كبار وممثلون نفوذهم، عبر إدمان التحرش وممارسة الاعتداءات الجنسية، بينما تواجه "الضحايا" الضغوط لإسكاتهن، وعدم فضح ما يجري.

لكن يبدو أن اتباع أسلوب الصمت الذي حرصت أن تكون عليه بعض نجمات هوليوود، وبعض الصحف الأميركية أيضا، لعقود، قد تغير الآن، فها هو الممثل بيل كوسبي يواجه عقوبة السجن لنحو عقد من السنوات إذا ثبتت إدانته في قضايا اعتداءات جنسية على العشرات.

والتحق هذا الشهر واينستين بكوسبي، لكنهما ليسا الأشهر في مزاعم الاعتداء والتحرش الجنسي، فالمسألة قديمة وقد أشارت نجمة هوليوود الأشهر مارلين مونرو إلى تلك "الأجواء" وممارسات بعض مدراء الاستوديوهات والمخرجين، بل ووصفت الفاتنة الشقراء هوليوود في مذكراتها بـ "بيت الدعارة المكتظ".

"بيت الدعارة المكتظ" كما سمته مونرو، بدأ سجله المسكوت عنه بواقعة اغتصاب اتهم فيها الممثل الكوميدي والمخرج والسيناريت روسكو آرباكل عام 1921.

كما شهد "الماخور" موقفا مخلا شهيرا حين تعرى أحد منتجي شركة الإنتاج الشهيرة "مترو غولدن ماير" أمام الطفلة حينها الممثلة شيرلي تيمبل عام 1940. ونقلت صحيفة ديلي ميل عن تيمبلي، بعد سنوات، أنها ردت على فعلته بالضحك الهستيري، فطردها.

لكنها لم تكن الفضيحة الجنسية الوحيدة التي لاحقت الشركة العريقة حتى إعلان إفلاسها في عام 2010.

كما اُتهم الممثل الأسترالي إيرول فلين، عام 1942، باغتصاب فتاتين قاصرتين، من بينهما الممثلة الإنجليزية بيفرلي آدلاند. ورغم ذلك لم تخش شركات الإنتاج في هوليوود على سمعة صناعتها المفضلة عالميا، واستمر الابتزاز.

وقد ذاع صيت ما تعرضت له الممثلة الإنجليزية جوان كولينز من قبل مدير استوديو عرض عليها ممارسة الجنس مقابل حصولها على دور البطولة في فيلم كليوباترا الشهير عام 1963.

وأشارت كولينز إلى جملة "كوني لطيفة معي" التي قالها مدير الاستوديو، باعتبارها كلمة السر التي كانت تعي حينها "مارسي الجنس معي".

ويبدو أن وينستاين يخطو على خطى المخرج البولندي الفرنسي رومان بولانسكي، التي تتعاقب فضائحه بلا توقف، بعد إعلانات متكررة بشأن اعتداءات جنسية ارتكبها، تعرضه لمحاكمات لدورية.

والأمر نفسه يتعرض له وينستاين، الذي ما إن بدأت شرطة نيويورك بفتح تحقيق بشأن الاتهامات الموجهة إليه بالتحرش الجنسي والاغتصاب، حتى انهالت أحاديث نجمات هوليوود عن وقائع تحرشه التي طالت الكثيرات منهن.

ورغم حرص وينستاين على ألا تطاله نيران أفعاله، فتقضي عليه، ببذخه وابتزازه لضحاياه والصحفيين الذين حاولوا مرارا تأكيد الاعتداءات قبل أن تتم تسويتها بعيدا عن الأضواء، ها هو يقال من شركته "وينستاين للإنتاج" التي أسسها عام 2005.

لكن الحديث عن أعمال وينستاين "المشينة" بدأ منذ عام 1979، حين أسس مع أخيه، المتهم أيضا في وقائع جنسية، شركة "ميراماكس" الشهيرة، التي اشترتها العام الماضي مجموعة "بي إن" القطرية.