انطلق موسم جز الأغنام بالمنطقة الشرقية والمعروف شعبياً بموسم "الجلامة" حيث يُجَز صوف الأغنام للاستفادة منه، وذلك بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف. وفي أجواء تراثية رائعة شارك مراسل بوابة أفريقيا الإخبارية بطبرق إحدى هذه المحافل بمنطقة التميمي غرب طبرق وأوضح لنا بأن الأغنام والضأن خاصة، لها أهميتها في بعض الصناعات، وظلت لعصور سابقة عماد البلاد في الاقتصاد والثروة الحيوانية والملابس الشتوية.

وأضاف بأن المجلم، هو موسم قص صوف الأغنام في البادية، ويأتي بعد انتهاء موسم الربيع وبداية موسم الحصاد، وتعتبر جلامة صوف الغنم ضرورية، حيث تخفف عن الخراف حرارة شمس الصيف كما يساعدها على التسمين. وللجلامة طقوس تراثية خاصة تتوارثها الأجيال من الآباء ومازال يحرص عليها في الصحراء رغم المتغيرات والتطورات التي نالت من كثير من الموروثات.

وفى المجلم يجتمع الأهل والجيران والأصدقاء وسط فرحة بقدوم موسم لطالما كان سببًا في دخول السرور على أهل البادية، لإحياء التراث الثقافي في تناول الأغاني” غناوة علم، وشتاوي". حيث يبدأ المجلم "بالكِرامة" وهي ذبح الخراف في الصباح الباكر لإطعام المشاركين في عملية جز الصوف من "الجَلامة"، وهم الأشخاص المتخصصون في عملية الجز والمعاونون لهما من الرعاة وأصحاب الغنم والجيران والأقارب الذين يساعدون في هذه العملية، وعقب وجبة الإفطار يبدأ العمل ثم يتوقف المشاركون لتناول وجبة "الضحوية" وتكون وقت الضحى بين وجبتي الإفطار أما تناول الشاي فهو متكرر على مدار الساعة.

ويتم نصب خيمة للقائمين على المجلم يقوم فيها الأقارب والجيران بإشعال النار لإعداد الشاي ووجبة الإفطار وعادة تكون وجبات عديدة هي " مثرودة باللحم ووجبة «قلاية اللحم " ووجبة الغداء الرئيسية " الرز واللحم على حلة «، وأمام الخيمة توجد الأغنام وسط سلك شائك تم إعداده لجمعها، وعلى مقربة من هذا المكان تم تخصيص مكان للجلامة، به سقف من الخوص لحمايتها من حرارة الشمس المباشرة، ويتم خلال "المجلم" ترديد أغان بدوية طوال اليوم، منها ما هو مع بدء العمل وأخرى أثناء العمل طوال اليوم والبعض الآخر نهاية العمل. الجدير بالذكر أن موسم الجلامة عادة يبدأ أواخر إبريل ويستمر حتى بداية مايو من كل عام.