عاد إبراهيم الجضران للواجهة من جديد بعد الهجوم المباغت الذي شنه على منطقة الهلال النفطي يوم الخميس 14 يونيو الجاري، لمحاولة السيطرة على الموانئ النفطية التي تم طرده منها من قبل القوات المسلحة العر بية الليبية قبل زهاء سنتين.

وتؤكد المعلومات الأمنية الموثقة  لدى جهاز الأمن الداخلي الليبي قبل 2011، أن الجضران، هو إبراهيم سعيد الجضران، المولود في دولة النيجر، والذي انتقل للإقامة في مدينة اجدابيا حيث تقيم قبيلة المغاربة التي تعود أصوله لها.

وتحتفظ سجلات الأمن الداخلي والمحاكم الجنائية بالعديد من القضايا التي ضلع الجضران بالمشاركة فيها، حيث تكشف المعلومات أنه التقى سنة 1995 بشخص من مدينة بنغازي يدعى خالد الزائدي قدم من العراق ويرافقه شخص تونسي الجنسيه يدعى العياري، كانا على علاقة وطيدة بابي مصعب الزرقاوي، الذي حملهما بتعليمات بضرورة إقامة تنظيم مايسمي بالقاعدة ببلاد المغرب الاسلامي، وهو ما اشر إبراهيم الجضران العمل على تنفيذه باستغلال الشباب المترددين على المساجد بمدينة اجدابيا.

وأخذ نشاط الجضران وتنظيمه في التطور وتزايد عدد أتباعه ليمتد إلى مدن بنغازي والمرج والبيضاء ودرنه وطبرق، وأعتمد في تمويله على السرقة والسطو المسلح، تركز على سرقة ممتلكات الدولة، التي كانوا يشرعنون سرقتها، ومن ابرز العمليات التي قاموا بها سرقة سيارات وممتلكات خاصة بشعبية اجدابيا، ومصلحة الجمارك، وكانوا يقومون بتسويق مسروقاتهم في المنطة الغربية بمعرفة سالم الجضران شقيق إبراهيم.

كما اتجه التنظيم للبحث عن السلاح حيث قاموا بشراء ونزع المتفجرات من تحصين الساحل واستخلاص مادة الـ TNT ، وكان ماتم ضبطه بمنزل ابراهيم الجدران تجاوز 3  طن كانت ستتحول إلى مفخخات وعبوات لاصقة، كما تم ضبط 40 سيارة مملوكة للدولة قام إبراهيم الجضران لوحده بسرقتها.

وبعد توسع التنظيم وتزايد أعداد اتباعه قامت الأجهزة الأمنية بملاحقة عناصره والقبض على عدد منهم فيما أقدم عدد كبير منهم على تنفيذ عمليات انتحارية باستخدام قنابل يدوية محلية الصنع، ومن بين المبوض عليهم كان "أمير" التنظيم إبراهيم الجضران الذي اعترف بالتنظيم الذي كونه وبجميع عناصره كما اعترف بأن مخطط التنظيم الامتداد إلى كل من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا إلا أن عملية القبض عليه وعلي جميع الخلايا من جدابيا الى طبرق حالت دون امتداد هذا التنظيم إلى دول المغرب العربي.

ومن ضمن ما ورد في سجلات الأمن الداخلي، أن خالد الزائدي فجر نفسه في مدينة بنغازي، فيما تمكن التونسي العياري من الهروب خارج ليبيا، أما يوسف العبد فقد قام بتفجير نفسه بإحدى البوابات بمدينة اجدابيا، وتمكن سالم الجضران من الهرب والتسلل إلى دولة النيجر حيث ممتلكاتهم وارتباطاتهم، فيما تم القبض على بقية عناصر التنظيم وأودعوا السجن.

وبعد أحداث فبراير سنة 2011 عاد الجضران لنشاطه من جديد، وأسس في أغسطس 2013 ما أطلق عليه المكتب السياسي لإقليم برقة، واقترح تسمية حكومة تابعة له للمطالبة بتنفيذ نظام فيدرالي في ليبيا بدعوى استعادة حقوق أقليم برقة.

وبرز بشكل كبير عندما فرض نفسه آمرا لحرس المنشآت النفطية في المنطقة الوسطى، وسيطر على منطقة الموانئ النفطية، وهو ما ترتب عليه أزمة اقتصادية نتيجة لإغلاق الموانئ والحقول لما يزيد عن سنتين وهو ما كبد خزينة البلاد أكثر من 110 مليار دولار، وتم طرده والمجموعة التابعة له من قبل الجيش، وتم القبض عليه في منطقة نالوت، أفرج عنه في ظروف غامضة وجه فيها الاتهام لوزير دفاع حكومة الوفاق المهدي البرغثي، بالتدخل لإطلاق سراحه.

وبعد غياب دام زهاء سنتين عاد الجضران للواجهة من جديد عندما شن هجوما مباغتا على مينائي راس لانوف والسدرة يوم الخميس الماضي 14 يونيو الجاري.