كشفت واشنطن من خلال التقرير السنوي حول الإرهاب، أن الجزائر تخوض حربًا ضروسًا ضد تنظيم " داعش " والجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة، حيث وضعت الحكومة الجزائرية قاعدة بيانات حول الإرهابيين الأجانب، يتم تحيينها بانتظام وتقاسمها مع المراكز الحدودية والمطارات والممثليات الدبلوماسية للجزائر في الخارج.

وأصدرت أجهزة الأمن في الجزائر، تعليمات صارمة تقضي بتشديد الرقابة، عبر المطارات الجزائرية، وفرض رقابة صارمة على القادمين من تركيا وأوروبا، وأيضًا العابرين عبر المعابر الحدودية مع مالي والنيجر وموريتانيا، كونها تعتبر الأكثر استعمالاً، من طرف المقاتلين المغاربة المتواجدين في سورية والعراق، للوصول إلى تونس خاصة، باعتبار أن التونسيين هم الأكثر تواجدًا في بؤر التوتر.

وكثفت السلطات الجزائرية داخل البلاد، تنسيقها مع سفارتها ومبعوثيها الأمنيين المتواجدين، في كل من تركيا وسرية ولبنان والعراق وتونس ومختلف الدول، التي لها علاقة بالحرب في سورية والعراق، وحتى ليبيا والدول الأخرى، التي تشهد اضطرابات أمنية كبيرة، لمتابعة ملف المقاتلين الأجانب خاصة الجزائريين، ورصد حراكهم، وأيضًا اتصالاتهم مع الخلايا النائمة التابعة لتنظيم " داعش " في كل من الجزائر وتونس، التي تعمل على تجنيد الشباب الجزائري، ونقلهم إلى مناطق النزاع التي يسيطر عليها التنظيم.

وأحبطت الجزائر مؤخرًا، محاولة اختراق التنظيم لأراضيها وتأسيس أكبر فرع مواز له في البلاد، حيث أقدمت مصالح الأمن الجزائري على تفكيك خلية مكونة من شباب جزائريين، ينحدرون من منطقة بودواو التابعة لمحافظة بومرداس، والتي لا زالت تنام على الفقر والحرمان، التحق بعض أفرادها بتنظيم "داعش" في العراق وسورية، الذي يعرف اختصارا بـ"داعش"، بينما تمكنت مصالح الأمن الجزائري من توقيف أفراد آخرين من الخلية كانوا يتعدون لمغادرة التراب الوطني، في اتجاه تركيا للالتحاق بمعاقل التنظيم في سورية يبلغ عددهم 25 شابًا جزائريًا.

ولا تعتبر الجزائر البلد الوحيد التي أعلنت الاستنفار، تحسبًا لعودة المقاتلين الأجانب من بؤر التوتر خاصة من العراق، بعد الهزائم التي منى بها في منطقة الموصل, حيث أعلنت الشرطة الدولية (إنتربول)، قائمة من 173 إرهابيًا ينتمون إلى "داعش"، يعتقد أنهم تلقوا تدريبات لتنفيذ هجمات في أوروبا، انتقاما للهزائم التي تعرض لها التنظيم في الشرق الأوسط.

وتمكنت الشرطة الدولية " أنتربول " من تحيين قائمة المقاتلين الأجانب، من خلال معلومات جمعتها الاستخبارات الأميركية في العراق وسورية، ساعدته في تحديد أسماء العشرات من المشتبه بتخطيطهم لهجمات في أوروبا، حسب المعطيات التي كشفت عنها صحيفة " الغارديان " البريطانية ".

وترى دول أوروبية عدة، أنه وبعد الهزائم وتراجع " داعش " في العراق وسورية، فإن شن متطرفي التنظيم لهجمات في القارة الأوروبية تتزايد، لا سيما مع عودة بعض المتشددين الأوروبيين، من مناطق الصراع في الشرق الأوسط إلى بلادهم، ورغم عدم وجود أدلة على دخول أي من الشخصيات المشمولة في القائمة إلى أوروبا، فإن المخاوف من عودة محتملة لمتشددين أوربيين دفعت الإنتربول إلى تحذير دول القارة.

وحسب الشرطة الدولية، فإن المتطرفين المدرجين على القائمة، "ربما تلقوا تدريبات لصنع أجهزة متفجرة، في هجمات تسبب قتلى ومصابين، ويعتقد أن بإمكانهم السفر عبر الدول، للمشاركة في أنشطة إرهابية"، وتلقى " داعش " مؤخرًا ضربات قوية في أهم معاقله بالشرق الأوسط، لا سيما في مدينتي الموصل العراقية التي تم تحريرها بالكامل من التنظيم، والرقة السورية حيث تدور معارك منذ أسابيع لطرد المتشددين منها، وشهدت دول أوروبية عدة هجمات دامية قتل خلالها المئات، أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنها.