دفعت الجزائر خلال الاسبوع الماضي بالمزيد من التعزيزات العسكرية الى المنطقة الحدودية مع ليبيا على إثر الغارات الأميركية على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في مدينة سرت الليبية.

لكن هذه التحركات العسكرية لم تكن منفردة بل تبعتها استعدادات أخرى لما هو اسوأ وهو أن يشنّ متطرفون من الدولة الاسلامية هجمات جوية على الجزائر.

وأشار تقرير نشرته صحيفة محلية الى وجود معلومات عن تطوير التنظيم المتطرف طائرات بلا طيار واعادة صيانة وتأهيل صواريخ من ترسانة أسلحة النظام السابق لشن هجمات محتملة على دول الجوار وخاصة تونس والجزائر وأن الغارات الأميركية الأخيرة استهدفت مواقع نائية في سرت كانت مخصصة لغرض تطوير طائرات بلا طيار.

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة 'الخبر' نقلا عن مصدر أمني لم تسمه أن قوات الدفاع الجوي عن الإقليم الجزائري أخذت احتمال تعرض أهداف حيوية في الجزائر لهجمات باستعمال طائرات من دون طيار على محمل الجدّ.

واضاف المصدر ذاته أن قوات الدفاع الجوي الجزائرية كانت قد بدأت في 2015 تدريبات على بطاريات صواريخ مضادة للطائرات ومدافع للتصدي لطائرات من دون طيار ومنعها من التحليق فوق أهداف حيوية في الجزائر لتصويرها أو لمهاجمتها.

وذكرت أيضا نقلا عن مصدرها الأمني أن الهدف الرئيسي للغارات الجوية الأميركية الأخيرة على سرت لم يكن تقديم الإسناد الجوي المباشر لقوات حكومة الوفاق الليبية بل تدمير ورشات سرية تابعة للتنظيم في مواقع بعيدة نسبيا عن المدينة.

وقالت 'الخبر' إن قيادات الدفاع الجوي عن الإقليم في النواحي العسكرية الست وضعت بالفعل مخططا للتصدي لأنواع من الطائرات من دون طيار التي قد تلجأ جماعات إرهابية لاستخدامها في مهاجمة مواقع أمنية واقتصادية أو سيادية.

وأضافت أن السلطات الجزائرية تخشى بالفعل من احتمال شن الجهاديين في ليبيا هجوما إرهابيا بطائرة غير مأهولة ضد مواقع حيوية قد تكون حقول نفط وغاز في الجنوب أو اهداف عسكرية وسياسية.

واشارت الصحيفة المحلية في هذا السياق إلى أن دولا مغاربية تداولت تحذيرا أمنيا من لجوء التنظيم الارهابي في ليبيا لاستخدام طائرات من دون طيار في تنفيذ هجمات ضد دول مجاورة.

وكانت تقارير غربية وجزائرية قد اشارت في وقت سابق الى أن الجزائر من بين الأهداف التي يخطط التنظيم المتطرف لاستهدافها خاصة في ظل حدود مترامية وعلى ضوء الفراغات الأمنية في ليبيا والتي تتيح تنقلات سهلة باتجاه المناطق الحدودية.

وكانت تلك التقارير قد اشارت أيضا الى أن العديد من المقاتلين المتطرفين تسللوا من مالي الى ليبيا في أوج الحملة العسكرية الفرنسية على الجماعات الجهادية في شمال مالي.

ومن بين أخطر المطلوبين للسلطات الجزائرية مختار بلمختار (المكنى بالأعور) الذي تشير تقارير الى أنه في ليبيا وأنه لايزال على قيد الحياة على خلاف أنباء سابقة اشارت الى مقتله.

-ميدل ايست اونلاين