قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الفوضى الاقتصادية والسياسية التي تسبب فيها سقوط معمر القذافي، أوجدت البيئة الخصبة لظهور الميليشيات المسلحة، وأصبحت ليبيا مصدرًا للإرهابيين لكافة المنطقة.

وأضافت الصحيفة -في تقرير لها اليوم، ترجمته "بوابة القاهرة"- أن ليبيا الآن أصبحت مرتعًا للجهاديين الإسلاميين، وأصبح الوضع فيها أكثر تعقيدًا، واستفحل نفوذ تنظيم داعش الإرهابي فيها.

وتابعت: "أصبحت ليبيا تصدّر الإرهابيين، أمثال منفذ تفجير مانشستر سلمان العبيدي، صاحب الـ22 عامًا، بعدما ثبت أن العبيدي قضى 3 أسابيع في ليبيا قبل تنفيذ الهجوم، وكان والدي العبيدي قد تركا ليبيا قبل مولده عام 1992 وعادا إليها منذ 5 سنوات.

ولفتت الجارديان إلى أن العبيدي قضى في ليبيا بعض الوقت، حتى أنه كان في طرابلس قبل أسبوع من هجوم لندن، وألقت ميليشيا في ليبيا القبض على والده رمضان وشقيقه هاشم بعد الهجوم بوقت قصير.

وأضافت الصحيفة أن تنظيم داعش أُجبر على الخروج من مدينتين على البحر المتوسط، إلا أنه مازال يتواجد في طرابلس وأماكن أخرى، ويقيم مقاتلوه في معسكرات متناثرة في الصحراء.

أما القاعدة، فتستغل أقصى جنوب ليبيا كقاعدة للتخطيط وجلب المعدات اللوجيستية، إلا أنها لا تسيطر على أي أراضٍ وليس لديها نية في التوسع، أما الميليشيات المحلية مثل أنصار الشريعة فهي ضعيفة ومفتتة.

ونقلت الصحيفة عن "أرو زيلين" -الزميل بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى- قوله: "ليبيا لها علاقة بالتطرف الإسلامي، ولكنها ليست في المقدمة".

وأشارت الصحيفة إلى أن ليبيا لديها تاريخ طويل من تصدير الإرهابيين، فالليبيون حاربوا في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي في الثمانينيات، واتخذ قدامى المحاربين الليبيين أدوارًا رئيسية في تنظيم القاعدة في التسعينيات، وعاد البعض الآخر إلى ليبيا مجددًا، وشكلوا الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وهي التي قادت عمليات العنف ضد نظام معمر القذافي.

وتابعت: "تشير الوثائق التي كانت بحوزة الاستخبارات الليبية إلى أن والد منفذ هجوم لندن، العبيدي، كان ضمن هذه الجماعة، على الرغم من نفي أعضاء سابقين في ليبيا ارتباط العبيدي بهم".

وأشارت الصحيفة إلى أن مئات من الليبيين سافروا إلى العراق للقتال مع المتمردين بعد الغزو الأمريكي عام 2003، ومؤخرًا، سافر نحو ألفي ليبي للقتال ضمن تنظيم داعش في سوريا، في الوقت الذي تدرب فيه من قتلوا الـ38 شخصًا في مدينة سوسة التونسية، في قاعدة تنظيم داعش في غرب ليبيا.

(نقلا عن موقع بوابة القاهرة)