اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي، لا تزال تخطئ فيما يتعلق بالإرهاب، إذ أنها أخطأت حينما كانت تعمل كوزيرة للداخلية عام 2011، حيث لم تر حينها تهديدا محتملا من المتمردين المناهضين للقذافى فى ليبيا، كما أن التوجيه، الذى أصدرته كرئيسة للوزراء بخفض عدد قوات الشرطة بسبب عجز الميزانية، يدل على أنها لا تزال ترتكب أخطاء فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.

وأشارت الصحيفة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى اليوم السبت، إلى قيام سلمان العبيدى (22 عاما)، وهو بريطانى المولد ليبى الأصل وموال لداعش، بتنفيذ هجوم مانشستر الأخير فى بريطانيا الذى راح ضحيته نحو 22 شخصا من بينهم أطفال.

واسترجعت قرار رئيس الوزراء البريطانى السابق ديفيد كاميرون بالمشاركة فى قصف ليبيا خلال الثورة الليبية ضد القذافى عام 2011، دون وضع خطة بديلة، وهو الذى ربما قد ساهم فى منح مساحة أكبر لعمل المتطرفين أمثال العبيدي.

ولفتت الصحيفة إلى أن كاميرون كان على حق حينما اتخذ قراره بضرورة القيام بإجراء عسكرى فى ليبيا، ورغم أنه والرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى كان لديهما خطة لتحقيق الاستقرار هناك، إلا أنهما لم يضعا خطة بديلة لما يجب القيام به إذا فشلت خطتهما. ولم يكن يبدو أن الوزراء فى حكومة كاميرون آنذاك قلقون من أن سقوط ليبيا ربما يؤثر على نمو الجهادية العالمية والتهديد الإرهابى المحلى فى بريطانيا.

وكشفت الجارديان عن أنه فى يناير 2016، وفى شهادته التى أدلى بها أمام لجنة الشئون الخارجية فى مجلس اللوردات البريطاني، تم توجيه السؤال إلى وزير الدفاع البريطانى عام 2011 ليام فوكس، عما إذا كانت الحكومة قد أجرت تقييما حول أن هناك تهديدا بإمكانية وجود تطرف بين المتمردين المناهضين للقذافي.

وأجاب فوكس "لا أتذكر قراءة أى شيء فى هذا السياق، هذا لا يعنى أنه لم يكن قد تم القيام به، ولكنى لا أتذكر قراءة هذه المواد، لا أذكر قراءة أى تقارير تحدد خلفية أى نشاط متطرف لأى مجموعات متمردة فى ليبيا".

وعلقت "الجارديان" بقولها "إنه فشل ذريع، لأنه وكما يوضح تقرير اللجنة، منذ فبراير 2011 انفصل المتمردون المتطرفون عن الميليشيات الثائرة الرئيسية، ورفضوا تلقى أوامر منها، بل وقتلوا قائدها الرئيسي. وبحلول أكتوبر من نفس العام، كان الوضع خارج نطاق السيطرة".

ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم قيام تيريزا ماى بعقد 55 اجتماعا لمجلس الأمن الوطنى حول ليبيا فى الفترة ما بين شهرى مارس ونوفمبر 2011، إلا أن تقرير "الدروس المستفادة" الذى قدمه مستشار الأمن القومى البريطاني، لم يقدم أى مساهمة من وزارة الداخلية فى قرارات تلك الهيئة، كما لم تقدم وزارة الداخلية أى ذكر للآثار المترتبة على الإرهاب المحلي.

وأوضحت الصحيفة أنه تم الكشف حاليا عن أن خدمة الأمن البريطانية كانت تسهل سفر الليبيين البريطانيين غير الجهاديين للقتال فى طرابلس.

ودعت الصحيفة الحكومة البريطانية فى ختام التقرير، إلى ضرورة التعامل مع الفوضى التى برزت فى الفترة الأخيرة، من خلال مراجعة التفكير فى خفض عدد قوات الشرطة بسبب عجز الميزانية، مطالبة رئيسة الوزراء البريطانية بإعادة التفكير بشكل أكثر استراتيجية فى موجة الهجمات الأخيرة، كما طالبت بضرورة أن تكون مذبحة مانشستر بمثابة جرس إنذار يفرض على بريطانيا تكثيف تعاون نشط مع الأجهزة الأمنية فى جميع أنحاء أوروبا