مازالت الفوضى الأمنية هي صاحبة الكلمة العليا في ليبيا،حيث تشهد عدة مناطق في البلاد بين حين وآخر توترا أمنيا بين الجماعات المسلحة في صراع مكرر على النفوذ ،ما يهدد حياة المواطنين،علاوة على انتشار العصابات التي تمتهن الاختطاف والقتل. 

إلى ذلك،شهدت مدينة العجيلات الأيام الماضية،اشتباكات عنيفة بمنطقة جنان عطية، بين تشكيلين مسلحين من المدينة، مما اضطر أحدهما إلى الاستعانة بمجموعة مسلحة أخرى من خارج المدينة وهو ما زاد الأمر سوءًا.وقد أدت هذه الاشتباكات الى نزوح الأهالي من وسط المدينة،وأكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا في بيان تحصلت بوابة افريقيا الاخبارية على نسخة منه،الاربعاء الماضي،علي أن الأطراف المتحاربة استخدمت أنواع مختلفة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة داخل الأحياء المكتظة بالسكان ، الأمر الذي يجعل مثل هذه الجريمة تصنف ضمن جرائم الحرب.

وفي تصريح  لوكالة الأنباء الليبية ،الخميس 17 أغسطس 2017،أعلن وزير الحكم المحلي بحكومة، بداد قنصو، وقف إطلاق النار نهائيا بمدينة العجيلات وعودة مظاهر الحياة الى طبيعتها وبشكل كامل.وأوضح أنه تم الاتفاق بحضور عضوي مجلس النواب عن العجيلات والزاوية ورئيس المجلس المحلي وأعيان المدينة على تشكيل لجنة لعلاج الجرحى وكذلك حصر الاضرار وتنظيم عودة النازحين الى بيوتهم.

أما في منطقة تاجوراء شرق العاصمة طرابلس،فقد اختطف مسلحون ،صباح الجمعة 18 أغسطس 217، فتاة في منتصف العشرينيات من العمر.وقال مصدر أمني من تاجوراء، إن إدارة البحث الجنائي تلقت بلاغا باختطاف إسراء محمد غيث الورفلي (25 عاما) بالقرب من مستشفى القلب بتاجوراء.وأوضح المصدر، أن الخاطفون كانوا 4 أشخاص ويستقلون سيارة من نوع تويوتا هايلوكس معتمة الزجاج بدون لوحات معدنية.

وتشهد منطقة تاجوراء،هذه الايام جرائم قتل اختطاف،كان آخرها جريمة قتل الطفل معاذ عبدالله فرحات،الذي اختطفه مسلحون قبل أيام بالقرب من منزله القريب من مستشفى القلب وسط منطقة تاجوراء.وأقدمت العصابة الخاطفة على قتل الطفل معاذ بعد أن عجز أهله عن دفع فدية مالية قدرها 800 ألف دينار كان الخاطفون قد طالبوا بها مقابل إطلاق سراحه.وفق ما أوردت وسائل اعلامية.

وفي بنغازي،اختطف مجهولون ،مساء الأربعاء 16 أغسطس 2017، المحامي عدنان عبدالقادر العرفي من امام باب محكمة و نيابة جنوب بنغازي الابتدائية ،فيما ذكر شهود عيان إن مجموعة مسلحة اقتادت المحامي إلى جهة مجهولة و ذلك بعد تبادل إطلاق نار.وشهدت المدينة طيلة السنوات الماضية عمليات خطف لكتاب و أدباء و نشطاء و حقوقيين تثير القلق والتوتر في المجتمع الليبي.

وفي العاصمة الليبية ،اختطفت مجموعة مسلحة،الأحد 13آب/أغسطس 2017، رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان أثناء تواجده بأحد الفنادق طرابلس.وأفادت وكالة الأناضول بأن مجموعة مسلحة كانت تستقل سيارات دفع رباعي داهمت فندق "الشرق" وسط العاصمة طرابلس، حيث يقيم زيدان.واقتادت المجمموعة رئيس الوزراء الأسبق إلى جهة غير معروفة، دون أن يتضح على الفور الجهة التي تتبعها، وسبب اختطافها للمسؤول الليبي السابق.

وفي الوقت الذي ناشدت فيه مسعودة السنوسي ،زوجة رئيس الوزراء الليبي الاسبق المختطف على زيدان، المجتمع الدولي بالمساعدة في الافراج عنه،أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا، أنها تتواصل مع السلطات الليبية بشأن اعتقال زيدان.وقالت البعثة على صفحتها بموقع "الفيس بوك"، الخميس، إنها تواصلت مع السلطات الليبية وأفراد أسرة رئيس الوزراء السابق على زيدان لمعرفة مكان وجوده.

وفي مدينة سرت،تشير الأنباء الى تردي الأوضاع الأمنية وتصاعد أعمال السرقة والنهب والاعتداء على المتلكات العامة والخاصة  في ظل غياب الأجهزة الأمنية.وهو ما دفع مجلس حكماء وأعيان قبائل سرت الى دعوة الأجهزة الأمنية الى ضرورة اتخاذ الاجراءات الرادعة حيال المجرمين في المدينة.وأكد الحكماء في اجتماعهم الذي عقد بمقر المجلس البلدي، التبرؤ من كل شخص يقدم على فعل من شأنه زعزعة الأمن، ورفع الغطاء الاجتماعي والقبلي عن كل من يرتكب عملا اجراميا داخل نطاق المدينة.

وكانت محطة كهرباء الحي السكني الثاني في سرت تعرضت الأيام الماضية للسرقة والتخريب،وذلك بعد أيام من تعرض محطة الكهرباء الواقعة بحي 700 وحدة سكنية بمدينة سرت للسرقة والتخريب على يدي مجهولين، طالت الكوابل والأسلاك الكهربائية.بحسب مصادر اعلامية.

أما في الجنوب الليبي،فقد دفع تردي الأوضاع الأمنية أعيان ومشائخ وشباب قبيلة ازوية،الى اصدار بيان استنكروا خلاله جرائم الخطف والقتل والترويع التي تنتهجها العصابات التشادية في المنطقة الواقعة على طريق مدينة الكُفـــرة وجالو أكبر حواضر الجنوب الشرقي، بين حقلي الشعله والسرير. وجاء البيان في أعقاب تشييع جثماني الأخوين "عماد ومهند مفتاح شغلاية"، اللذين لقيا مصرعهما على يد بعض العصابات الإجرامية.

وكانت وكالات ليبية نقلت في وقت سابق أن العصابات قامت بتصفية الشقيقين "عماد ومهند شغلاية" اللذين اختطفا خلال الأيام الماضية على الطريق الرابط بين الكفرة وجالو.وكانت هذه العصابات قد قامت الأيام الماضية بخطف عدداً من المسافرين بمحطة (400) وترك عائلاتهم في الصحراء ونقل المخطوفين إلى موقع الشعلة والسرير.

وطالب بيان مشائخ وشباب قبيلة ازوية،أجهزة ومؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية باتخاذ إجراءات حازمة وحاسمة لاستئصال هذه العصابات وإلا سيضطر أبناء قبيلة ازوية لتنظيم صفوفهم وتوحيد كلمتهم وجمع كل من له القدرة على حمل السلاح ليتولوا بأنفسهم مهمة ملاحقة هذه العصابات. كما دعا الحاضرون السلطات التشريعية والتنفيذية إلى اتخاذ مختلف الإجراءات التي تضمن وحدة التراب الليبي واستقلاله وسلامة مواطنيه، موجهين نداء للشعب الليبي بضرورة الالتفات لما يحدث في مدينة الكفرة.

هذا ونشطت عدد من المنظمات الليبية مؤخراً بإصدار عدداً من البيانات تطالب بالتعامل بقوة مع هذه العصابات، كما أدانت أعمال الخطف والحرابة في الطريق الرابط بين الكفرة ومدن الشمال والتي تمارسها المعارضة السودانية والتشادية.ووصفت هذه الأعمال "بالإرهاب" لأنها تتسبب في ترويع المواطنين داخل وخارج منطقتي الكفرة وتازربو. ودعت للتدخل العاجل والتعامل مع هذه الإنتهاكات بحسم.

وتعيش ليبيا على وقع انفلات أمني منذ العام 2011، في ظل غياب مؤسسات الدولة أو حكومة تقوم بدورها في تأمين البلاد،وهو ما حولها إلى بلد غير آمن وفق المقاييس العالمية.حيث صنف  تقرير سنوي نشره مؤخرا معهد الاقتصاد والسلام لقياس مؤشر السلم الدولي لعام 2017، على موقعه الرسمي، ليبيا في المرتبة السابعة قبل الأخيرة من بين 163 بلدا حول العالم في المؤشر العالمي للسلام.

ويمثل الملف الأمني أحد التحديات الكبرى في ليبيا،التي تعيش منذ سنوات على وقع إقتتال متواصل في مناطقها المختلفة والتي باتت تشكل خطراً على حياة المواطنين حيث تعاني إنعدام الأمن في معظم الأوقات لما يجري بها من عمليات السطو المسلح والخطف والقتل،في ظل غياب مؤسسات الدولة أو حكومة تقوم بدورها في إرساء الأمن.