تمسك الرئيس السوداني عمر البشير بتنظيم الانتخابات العامة في موعدها المحدد في أبريل القادم، زاعما أن ذلك التزام دستوري وأنه لا يوجد سبب لتأجيلها. وترفض المعارضة إجراء الانتخابات في ظل حكومة البشير وتشترط تشكيل حكومة قومية لفترة انتقالية بمشاركة كل القوى السياسية للإشراف على الانتخابات، بينما تتمسك الحكومة بإجراء العملية في العام القادم.

وكان البشير فشل في جلب المعارضة إلى طاولة “الحوار الوطني” الذي دعا إليه، مما اضطره إلى البحث عن أحزاب صغيرة لتشاركه في الحوار، كما لجأ مجددا إلى حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده حسن الترابي، وهو شريك للبشير في انقلاب 1989.

ولم يستبعد المراقبون أن تكون ضغوط خارجية قد مورست على البشير والترابي لـ”المصالحة” بغاية منع سقوط النظام الذي ترعى استمراره دول مثل قطر وإيران، فضلا عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

وتحاصر البشير اتهامات من دوائر مختلفة بأنه يفتح أبواب السودان للهاربين من إخوان مصر، فضلا عن احتضانه لقاءات للتنظيم الدولي للإخوان. وجدد البشير إشادته بقوات الدعم السريع المعروفة باسم الجنجويد، واستنكر انتقاد بعض القوى السياسية لها، قائلا إنها حسمت الصراع لصالح الحكومة في ولاية جنوب كردفان.

ووعد بأن يكون السودان خاليا من التمرد والصراعات القبلية بنهاية العام 2014. وتواجه ميليشيا الجنجويد التي اعترفت بها الحكومة رسميا وظهر قادتها للعلن، اتهامات محلية ودولية بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المواطنين في دارفور، وتلاحقها سمعة سيئة منذ تكوينها وامتلاكها زمام المبادرة في العمليات العسكرية ضد الحركات المسلحة بدارفور وجنوب كردفان.

وتعتقل السلطات الأمنية كل من ينتقد هذه القوات، حيث اعتقل رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، شهرا قبل أن تطلق سراحه، بينما لا يزال رئيس حزب الؤتمر السوداني المعارض إبراهيم الشيخ قيد الاعتقال بسبب انتقادهما ميليشيات الدعم السريع.

من جهة ثانية، يلتئم بالعاصمة البلجيكية بروكسل اجتماع موسع غدا ويضم قيادات من المعارضة السودانية المسلحة ممثلة في الجبهة الثورية، وقوى المعارضة المدنية في الداخل ممثلة في تحالف الإجماع المعارض للتشاور والتنسيق حول الوضع السياسي الراهن وخيارات إسقاط حكومة البشير خاصة بعد فشل الحوار الوطني، وإصرار الحكومة على تنظيم الانتخابات بمعزل عن القوى السياسية الأخري.

ويتناول اللقاء حسب أحمد تقد المتحدث بإسم حركة العدل والمساواة، مشاورات مهمة حول مستقبل السودان السياسي، إلى جانب بحث التنسيق المشترك بين المعارضين في الداخل والخارج لإنهاء حكم البشير.

وأكد تقد في تصريح لـ”العرب” أهمية اللقاء وتقارب الجبهة الثورية والمعارضة في الداخل في المرحلة الراهنة، مشيرا إلى أن الاجتماع دعت إليه الجبهة الثورية.

وقال مراقبون إن اللقاء يكتسب أهمية كبرى لجهة تقريب وجهات النظر بين المعارضة المسلحة التي تريد تغيير النظام بالقوة وعبر العمل العسكري، وبين تحالف المعارضة الذي يضم الأحزاب السياسية التي تدعو إلى إسقاط الحكومة عبر انتفاضة شعبية سلمية وعصيان مدني.

 

*نقلا عن العرب اللندنية