أعلنت مصلحة الآثار الليبية، التابعة للحكومة المؤقتة ، إطلاقها مشروع مسح شامل في أحد مدن الشرق للبحث عن مدينة قديمة أسسها الأجداد في عهد ما قبل الإغريق كما تحكي القصص. وقالت مصلحة الآثار في بيان عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" إنه "تمهيدًا للبحث العلمي عن المدينة الضائعة باركي، أطلقت مصلحة الآثار، الأربعاء الماضي، مشروعًا للمسح الأثري بمدينة المرج (95 كلم شمال شرقي بنغازي)".

وبحسب بيان مصلحة الآثار فإن "باركي، المدينة الضائعة مذكورة في النصوص التاريخية، والتي تقول إن تلك المدينة كانت مؤسسة وموجودة قبل مجيء الإغريق". ويشمل المسح الذي تجريه مصلحة الآثار "المنطقة الواقعة من حدود الغريق شرقًا، إلى وادي العقر غربًا، ومن منطقة الشليوني جنوبًا، إلى حدود منطقة الخوابي شمالًا (جميعها مناطق محيطة بمدينة المرج شرقي البلاد)، وسيكون التركيز في بداية المسح بمنطقة المرج القديم".

وأُطلق المشروع بعد التنسيق بين رئيس مصلحة الآثار الدكتور أحمد حسين، وعميد بلدية المرج المقدم وهبي الرخ، بحسب البيان. وأشار البيان إلى أن المشروع جاء أيضًا بعد "اتفاق أبرم بين المصلحة والبروفيسورة آنا ليون، من جامعة درهام البريطانية، لتدريب فريق من الباحثين الليبيين على استعمال أحدث تقنيات المسح الأثري، وخاصة تقنية المسح الجيوفيزيقي".  وأوضح رئيس مصلحة الآثار، أن "مشروع المسح والبحث عن باركي، يعد خطوة هامة حيث أنها حقبة هامة من تاريخ حضارة الليبيين الأوائل".

والإثنين الماضي، أعلنت مصلحة الآثار عن اكتشاف مقابر "جرمنتية" بمنطقة "تساوة"، جنوب غربي البلاد، تعود لآلاف السنين عبارة عن مجموعتين من القبور الدائرية، والتي يزيد عددها عن 42 قبرًا، تقع على سفح جبلي يزيد ارتفاعه عن 60 مترًا. والجرَمنتيون (كذلك الجرمنت أو الغرامنت) هم أسلاف الطوارق (مكون ثقافي ليبي من القبائل الأمازيغية)، الذين استوطنوا جنوب غربي ليبيا وجزءًا من جنوبي الجزائر. ومنطقة "تساوة"، واحة من واحات وادي عتبة، تبعد عن مدينة مرزق 50 كلم، و200 كلم عن مدينة سبها (750 كلم جنوب طرابلس)، وكانت تسمى"جرمة الصغرى" نسبة لسكانها القدامى "الجرمنت". وبني "الجرمنتيون"، المدينة في القرن الأول للميلاد كعاصمة لدولتهم، وتعد من أهم وأقدم الشواهد والآثار في البلاد الدالة عن تاريخ الليبيين القدماء.