يتجه رئيس الوزراء الاشتراكي ايدي راما نحو الفوز بولاية ثانية في الانتخابات ألالبانية الاثنين، ما قد يشكل فرصة له ليفتتح مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الأوروبي.

وبعد فرز الاصوات في اكثر من ثلث 5362 مركزا للاقتراع، حصل الحزب الاشتراكي على 50,33% من الاصوات، متقدما على الحزب الديموقراطي (يمين) بزعامة لولزيم باشا الذي حصل على 28% من الاصوات، بحسب هذه النتائج الرسمية.

من جهتها، حصلت حركة التكامل الاشتراكي، حزب الرئيس المنتخب ايلير ميتا على 15,32% من الاصوات. وقد تتيح له هذه النتيجة ان يأمل في الاحتفاظ بدوره كصانع الملوك.

لكن راما الذي يحكم منذ العام 2013 يراهن على ان يحصل على 71 من 140 مقعدا تمكنه من ان يتولى الحكم وحده.ويبدو ان الرهان يتمثل في النتائج الرسمية الكاملة المتوقع ان تصدر في وقت لاحق الاثنين.

واذا كان المسؤولون يلتزمون عدم التعليق على النتائج الجزئية، الا ان وسائل الإعلام الألبانية لا تتوخى الحذر مشيدة ب"انتصار الاشتراكيين" حسب صحيفة "غازيتا شكيبتار" حتى ان منافستها "تيما" ذكرت ان ايدي راما "فاز بولاية ثانية مع غالبية ساحقة في البرلمان".

ورغم ان راما لم يعلن فوزه، لكنه واجه صعوبة في إخفاء ارتياحه على فيسبوك، حيث ينشط هذا الفنان الرسام (53 عاما).

وتمنى للمواطنين "يوما عظيما"، ونشر خريطة لبلاده رسمت باللون الوردي الخاص بالحزب الاشتراكي، مع رقم 75 في إشارة واضحة لعدد المقاعد التي يراهن للفوز فيها.

وذكرت وسائل الاعلام المحلية ان راما بعث برسائل الى نواب فريقه أعلن فيها ان حزبهم لن يخسر موقعه.

-نقاط ضعف باشا-

488c885fe60d64172135d6bab1cc6522914f2066ا ف ب / جنت شكولاكورئيس الوزراء الالباني ادي راما يدلي بصوته في الانتخابات في تيرانا في 25 حزيران/يونيو 2017

وقال المحلل المستقل ألكسندر سيبا ان "رئيس الوزراء ايدي راما نجح في اقناع ألالبان انه بحاجة الى ولاية ثانية لكي ينفذ الإصلاح القضائي وفرض سيادة القانون".

وهذه شروط اساسية وضعتها بروكسل من اجل فتح مفاوضات الانضمام. وألبانيا رسميا مرشحة للاتحاد الاوروبي منذ العام 2014.

واضاف سيبا، ان اما استفاد أيضا من "الفشل الذريع للمعارضة اليمينية، حتى في معاقلها التقليدية"، واعاد ذلك جزئيا الى "ضعف زعيما الجديد"، لولزيم باشا (43 عاما).

وفشل هذا المحامي بالحلول مكان الشخصية السياسية البارزة سالي بريشا (72 عاما).

وتبادلت الأحزاب الاتهامات ب"التخويف" أو "شراء الأصوات"، لكن الانتخابات جرت وسط هدوء مقارنة مع الانتخابات السابقة دون وقوع حادث يذكر.

-مشاركة ضعيفة-

واذا جرت هذه الانتخابات دون صدامات أو اتهامات كبيرة بالتزوير فستكون الأولى من نوعها. وقد أشرف عليها ثلاثة الاف مراقب بينهم 300 اجنبي كما انها ستكون موضع ترحيب لاقناع بروكسل ببداية سريعة لمفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

بالنسبة لايدي راما، فان البلاد تشق طريقها باتجاه أوروبا منذ توليه مقاليد الامور "شيء واحد مؤكد هو بدء علاج السرطان الذي ياخذ البانيا رهينة" في اشارة إلى إصلاح النظام القضائي الفاسد.

لكن المفوضية الأوروبية كشفت مرة أخرى في تقريرها في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 أن "الفساد لا يزال مستشريا".

بالنسبة لكثير من الألبان، فان التنمية الاقتصادية تشكل اولوية. وبعيدا عن ارتفاع الحرارة ونهاية شهر رمضان التي اشار اليها لولزيم باشا، فان خيبة الأمل في هذا القطاع يمكن تفسيرها بمشاركة بلغت نسبتها اقل من 50% خصوصا وأن الحزبين الرئيسيين قدما برامج اجتماعية واقتصادية مشابهة تستلهم الليبرالية.

والبانيا احدى أفقر البلدان في أوروبا، ويبلغ متوسط الراتب 340 يورو.كما تشكل البطالة التي تصيب واحد من كل ثلاثة شبان دافعا الى الهجرة.

ومن اصل 2,9 مليون شخص في البلاد، هاجر 1,2 مليون من الألبان.