رصدت مجلة الإيكونوميست البريطانية حلول شهر رمضان المبارك ليلة السبت في معظم بلدان العالم، مشيرة إلى أن اختلاف خطوط العرض يعني أن نهار رمضان سيكون أطول وأكثر حرارة في بلدان مقارنة بأخرى.

ونوهت المجلة - في تقرير على موقعها الإلكتروني - عن أن كون التقويم الإسلامي "قمريّ" يجعل شهر رمضان يأتي 11 يوما مبكرا كل عام مُكملا دائرة كاملة على مدار الفصول كل ثلاثة عقود أو نحو ذلك؛ ويتزامن شهر رمضان هذا العام مع ما يعرف علميا بـ "الانقلاب الصيفي" في يوم 21 يونيو، وهو أطول يوم في السنة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، مما يترك المسلمين في البلاد الواقعة ضمن خطوط العرض الشمالية في مواجهة أيام صيام طويلة من الفجر وحتى المغرب.

ولفتت الإيكونوميست إلى أنه في أول يوم من رمضان، يمكن للمقيمين في العاصمة البريطانية لندن أن يتوقعوا صيام 18 ساعة تبدأ من 3 صباحا وحتى 9 مساء؛ أما المسلمون المقيمون في هلسنكي (عاصمة فنلندا) فيتوقعون نهارا أطول يمتد إلى 20 ساعة، وهؤلاء الهلسنكيون أفضل حالا من نظرائهم المقيمين في مدينة "أرخانجلسك" الروسية الذين يتوقعون صيام 21 ساعة في اليوم.

ونبهت المجلة إلى أن عدد ساعات الصيام ليس الصعوبة الوحيدة، فثمة درجة الحرارة نهارا والتي يمكن أن تسبب مزيدا من المعاناة للمسلمين الملتزمين الذين يتوجب عليهم عدم شرب المياه طوال ساعات الصيام؛ ويعتبر الصيام في مكة المكرمة - والتي تبلغ درجات حرارتها في المتوسط 35 درجة في شهر يونيو - الأصعب بين مدن العالم.

ونوهت المجلة عن تكيّف المسلمين مع تلك الصعوبات بطرق متعددة؛ ففي البلدان الإسلامية الحارة يعمد الكثيرون إلى النوم جزءًا من النهار والحدّ من بذل النشاط أثناء اليقظة نهارا مما يؤثر على الناتج الاقتصادي في النهاية؛ فيما تتمثل الطريقة المثلى للتكيف مع تلك الصعوبات في البحث عن مكان يكون فيه النهار أقصر في عدد الساعات وتكون درجة حرارته معتدلة على غرار مدينة "ديربان" في جنوب أفريقيا والتي عدد ساعات النهار فيها لا تتجاوز 12 ساعة بينما متوسط درجة الحرارة 17 درجة، وكذلك مدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية، حيث عدد ساعات النهار 12 ساعة ومتوسط درجة الحرارة 21 درجة!"