علمت صحيفة ذي التايمز أن القيادي الإرهابي المدان لجماعة إسلامية مرتبطة بالتفجير الانتحاري في مانشستر يعمل في سفارة لندن التابعة لحكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة.

وكان إسماعيل كاموكا قد سجن في المملكة المتحدة في عام 2007 بعد اعترافه بتمويل الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وتقديم جوازات سفر مزورة.

وقد وُصف أمام المحكمة بأنه قيادي بريطاني لجماعة إرهابية تابعة لشبكة القاعدة وقضى قاض بأنه يمثل خطرا على الأمن القومي.

ويعمل كاموكا في قسم الشؤون القنصلية والثقافية بالقرب من مقر السفارة، حيث قتلت الشرطية إيفون فليتشر.

وأظهرت أوراق لجهاز الاستخبارات أن الوكالة تعتقد أن كاموكا مول متطرفين في جميع أنحاء العالم، وسافر إلى إيران لتقديم أوراق مزورة لعناصر من تنظيم القاعدة.

يذكر أن الجماعة الاسلامية المقاتلة مرتبطة بسلمان عبيدي الذي قَتل 22 شخصا الشهر الماضي في هجوم انتحاري في مانشستر. وقد كشفت مصادر دبلوماسية أن دور كاموكا الدبلوماسي يبرز المخاوف من ارتباط حكومة طرابلس بالمتطرفين الإسلاميين.

وتدعم الحكومة المعترف بها في طرابلس مجموعة متنوعة من الميليشيات والمنظمات السياسية التي برزت في حرب عام 2011، بعضها لديه انتماءات قوية للإسلاميين.

وقد طلب كاموكا اللجوء السياسي بعد انتقاله إلى بريطانيا في عام 1994. ويعيش الآن في منزل جمعية الإسكان في بورنت أوك بشمال لندن.

وقد سُمح له ولغيره من أنصار الجماعة الإسلامية المقاتلة، التي قاتل بعض أعضائها إلى جانب أسامة بن لادن في أفغانستان، بالبقاء كلاجئين.

كما حاولت الجماعة المقاتلة الإسلامية إسقاط القذافي. إلا أنه بعد هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، تصلبت المواقف الدولية تجاه الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، على الرغم من أنها انقسمت إلى أجنحة مؤيدة ومعارضة للقاعدة، وتم حظرها من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كمجموعة إرهابية في عام 2001.

وفي وقت لاحق، خلصت تحقيقات للأمم المتحدة أن أعضاء الجماعة كانوا مرتبطين بالتفجيرات التي وقعت في الدار البيضاء بالمغرب في عام 2003 والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 شخصا، وهجوم قطار مدريد عام 2004 الذي أسفر عن مقتل 191 شخصا وإصابة 1841 شخصا.

وتقول الأمم المتحدة إن الجماعة المقاتلة اندمجت رسميا مع القاعدة في عام 2007، وأن العديد من أفرادها هربوا إلى الخارج "خاصة إلى المملكة المتحدة". وفي عام 2005، حظرت الحكومة البريطانية الجماعة الليبية المقاتلة قائلة إن الجماعة تريد أن تحول ليبيا إلى "دولة إسلامية متشددة"، وأنها جزء من "الحركة الإسلامية المتطرفة العالمية". وتم اعتقال كاموكا وآخرين من قبل الشرطة لأول مرة في عام 2002. وقد قاوم قرار الترحيل لسنوات قبل أن يسجن في عام 2007 لمدة ثلاث سنوات وتسعة أشهر بعد إدانته بتقديم 20 ألف جنيه استرليني سنويا إلى الجماعة المقاتلة، بما في ذلك "الجهاد الإسلامي الأوسع" خارج ليبيا .

واشتمل جهاز كمبيوتر عثر عليه في منزله وينتمي إلى شريك له، على اتصال مع إرهابي مدان بمحاولة تفجير مركز التجارة العالمي في العام 1993، وبيانات بأن المصالح الأميركية هي أهداف مشروعة للهجوم.

وقالت الشرطة فى كينغستون إن الشرطة في دول مثل المغرب وإسبانيا وفرنسا قالت إنها عثرت على أموال أرسلها كاموكا.

وأوصى القاضي ماكاي كاموكا بالترحيل، وفي عام 2008 قضى القاضي بأنه يشكل خطرا على الأمن القومي. وبعد الإفراج عنه من السجن، سمح له بالبقاء في بريطانيا بموجب أمر مراقبة الإرهاب الذي رفع في عام 2009 عندما وافق نظام القذافي على هدنة مع الجماعة المقاتلة. وقد رفعت العقوبات الدولية المفروضة عليه في العام التالي.

ويقاضي كاموكا الحكومة، وأجهزة المخابرات في بريطانيا، مدعيا أنه سجن زورا أثناء محاولة الترحيل ووضع تحت أمر المراقبة والعقوبات المالية. ويزعم أن الأدلة التي استخدمت ضده تم الحصول عليها عبر تعذيب محتجزين في ليبيا.

وقد أدانت ابنة المفتش ستيفن دود، الذي توفي فى تفجير الجيش الجمهوري الايرلندي في هارودز في عام 1983 ، تعيين كاموكا في منصب بالسفارة الليبية. وقالت سوزان دود التي كانت في السابعة من عمرها عندما قتل والدها : "هذه هي الحكومة الليبية التي تقول إنها لا تهتم بالفظائع التي ترتكبها الجماعات الإرهابية وترسل رسالة خاطئة إلى الإرهابيين".

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة