الدراما الصعيدية دائما تفرض سيطرتها على سباق رمضان من كل عام، وتعلق الشركات المنتجة على هذه النوعية من المسلسلات آمالا كبيرة في تحقيق أعلي نسبة ربح نظرا لما تتمتع به الدراما الصعيدية من مكانه خاصة لدي المشاهد.

وللمرة الأولي منذ سنوات عديدة تخرج الدراما الصعيدية من السباق هذا العام بعد تأجيل عرض مسلسلي "هجرة الصعايدة "و "ذئاب في الوادي".

وقال الكاتب والسينارست خالد أبو الدهب إن الصعيد به روايات درامية وكل رواية تحتاج إلى مسلسل يتكون من عدة أجزاء ولكن الكتابة السطحية عن الصعيد حولته إلي شبح يجمع بين القتل والخوف والثأر وتجارة المخدرات وهذا يقلق كثيرا لأن الصعيد منبع المفكرين والمبدعين والكتاب والنقاد والسياسيين وأئمة ومشايخ الأزهر.

وأضاف أن هذه الأفكار تحتاج إلي روايات لابد من رصدها لآن الصعيد يعتبر مخزنا لكل الأفعال بدءا من الإخلاص والصدق مع الأخر والطيبة وحسن الخلق..وللأسف الدراما شوهت هذه المبادئ.

وأوضح أبو الدهب أن الصعيد مرجعية مصر على جميع المستويات بدءا من محتوي الإنسان المصري الخلوق وحتى خروج مبدعين من طينته السوداء نشأوا علي الفضيلة والإخلاص وحب الخير التي أصبحت عملة أثرية نبحث عنها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة مع تفشي "الأنانية " التي أصبحت عنوانا لكل إنسان يعيش في قلب القاهرة الكبرى.

ولفت إلى أن خلو دراما رمضان هذا العام من الدراما الصعيدية يفقدها الكثير خاصة النكهة الرمضانية التي لها طابع خاص مع المشاهد الذي ينتظرها من عام لآخر.

وفى السياق نفسه.. قال المخرج محمد حمدي إن ما كتب أو عرض عن الدراما الصعيدية يمثل قشورا والبعض منها لم يقدم الصعيد بشكل حقيقي، موضحا أن الدراما الصعيدية بها تفاصيل كثيرة تستطيع أن تصنع منها عملا يحقق أعلي نسبة مشاهدة.

وأضاف أن هذا النوع من الدراما الوحيد الذي يحقق مشاهده عالية على جميع المستويات والطبقات الاجتماعية باعتبار أن الصعيد به جميع عناصر التشويق في جميع أعماله الدرامية التي قدمت خلال الفترة الماضية.

وأوضح أن الدراما الصعيدية تحتاج إلى كاتب عاشق وعاش هذا الواقع يرصد كل تفاصيله من صراع عائلي وطبقي وحركي واجتماعي لتقديم الحقيقة بشكل صريح يرضي جميع مشاهدين الصعيد.

وكشف المخرج عصام سعد أن الدراما الصعيدية مفتاح نجاح أي ممثل أو مخرج أومن شارك في هذا العمل لأنه يترك بصمة مع الجمهور، وهناك كثير من النجوم ارتبطت شخصيتهم الصعيدية بأسمائهم الحقيقية، بل ارتفعت شعبيتهم بشكل لم يتوقعه هذا الممثل.

وأضاف أن خلو رمضان من الدراما الصعيدية يعتبر فقرا دراميا على كل المستويات بالرغم أن هذه المسلسلات تحقق أعلي نسبة مشاهده لان لها جمهور على جميع المستويات.

ويرجع تأجيل مسلسلي "ذئاب في الوادي" و"هجرة الصعايدة" إلى التكاليف المالية الكبيرة مما دفع الشركتان المنتجتان لهما إلى تأجيل تصويرهما إلى ما بعد عيد الفطر المقبل.

ويتناول "ذئاب في الوادي" عالم ومشاكل الصعيد الثأرية من خلال شاب يعيش في أحد نجوع الصعيد الذين يعملون بالفلاحة، وشقيقته " التي تخطئ وتفقد عذريتها من خلال علاقتها بنجل نائب برلماني وتهرب معه إلى القاهرة، ويسافر خلفها بحثا عنها كي يغسل عاره، حتى يتحول لذئب في النهاية.

المسلسل بطولة منذر رياحنة، نيرمين الفقي، محمد رياض، ميس حمدان، إخراج عصام شعبان، عفاف شعيب، محمود البزاوي، نيرمين ماهر، صبري عبد المنعم ـ أحمد هارون، تأليف مدحت عبد القادر، إنتاج عصام الصباغ.

أما "هجرة الصعايدة" فتدور أحداثه في الأربعينات وحتى السبعينات من القرن الماضي، ويرصد أحوال مصر وهجرة الصعايدة من الجنوب إلى القاهرة والإسكندرية.

المسلسل بطولة عمرو عبد الجليل، وفاء عامر، سولاف فواخرجي، شريف سلامة، محمود الجندي، أحمد فؤاد سليم، رشوان توفيق ـ منال سلامة، دينا، نرمين ماهر، نسرين أمين، مي نور الشريف تأليف ناصر عبد الرحمن، إنتاج محمد فوزي، إخراج عادل أديب.