المهاجم الذي هاجم حفلا غنائيا لموسيقى البوب في مانشستر كان مرتبطا بإمام متطرف من أوتاوا حذر مسؤولون من المخابرات الكندية من أنه عمل على "ترويج الجهاد العنيف" في ليبيا.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته، أن سلمان عبيدي "كانت له علاقة بإمام متطرف في ليبيا يدعى عبد الباسط غويلة".

ويبدو أن التقرير يشير إلى كندي من أصل ليبي تقول الحكومة الكندية إنه عبد الباسط غويلة الذي كان سابقا إماما في أحد المساجد، وهو متهم بالتحريض على العنف منذ عودته إلى ليبيا.

وقال هارولد بفليديرر المتحدث باسم الشرطة الملكية الكندية "إن الجهاز على بينة من الادعاءات الأخيرة" ردا على سؤال حول العلاقة الكندية المزعومة مع البريطاني الذي يعتقد أنه يقف وراء الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم الاثنين وأسفر عن مصرع 22 شخصا.

لكنه أضاف أنه لن يؤكد أن جهاز الشرطة الملكية الكندية بصدد التحقيق بهذا الشأن ، معتبرا أنه سيكون من غير المناسب القيام بذلك قبل توجيه الاتهامات. وقال إن كندا تتعاون مع شركائها الدوليين "لضمان سلامة وأمن المصالح الكندية ومصالح المجتمع العالمي الأوسع".

و لم يرد غويلة على طلب للتعليق أرسل إليه على صفحة الفيسبوك الخاصة به.

ولم يوضح تقرير نيويورك تايمز بالتفصيل طبيعة العلاقة المزعومة بين عبيدي وغويلة. وكان عبيدي زار ليبيا قبل أيام من وضعه قنبلة خارج قاعة حفل أريانا غراندي والتي كانت غاصة بالمراهقين.

وقد أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، لكن المحققين يحاولون تحديد الصلات المحتملة بين عبيدي والجماعات المتطرفة في ليبيا. واعتقلت السلطات الليبية والده رمضان وشقيقه هاشم المتهم بالانتماء إلى تنظيم داعش.

وقال سكوت باردسلي السكرتير الصحفي لوزير السلامة العامة رالف غوديل "في الوقت الذي نستطيع فيه تأكيد أن الحكومة الكندية تدرك هذه الادعاءات، فإننا لا نعلق على المسائل الأمنية الوطنية".

ووفقا لكندي مطلع على شؤون الجماعات المتطرفة في باكستان ، فإن غويلة كان في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات عضوا في جماعة ليبية مسلحة مقرها بيشاور مدعومة من أسامة بن لادن.

ووصل بعد ذلك إلى كندا وحصل على الجنسية، ولكن قبل عدة سنوات عاد إلى ليبيا، حيث يعتبر من المتشددين، وعمل مديرا لمكتب وزارة الأوقاف الدينية في طرابلس.

وقال مركز تقييم الإرهاب في كندا ف تقرير استخباراتي عام 2014 إن غويلة ظهر في شريط فيديو "حث فيه جمهورا من المقاتلين الإسلاميين الليبيين على المشاركة في الجهاد".

وأضاف أن "الجهاد اليوم بسيط ويسهل الوصول إليه ولا يحتاج إلى التحرك كما كان في الماضي كما هو الحال بالنسبة لأفغانستان والعراق". وقد صدر تقرير المخابرات "السري" بموجب قانون الحصول على المعلومات.

وفي آذار / مارس الماضي، قتل ابن غويلة، عويس، الذي نشأ في أوتاوا، أثناء القتال مع جماعة إسلامية مسلحة في بنغازي. قبل وفاته، كان قد نشر رسائل على الفيسبوك عن الجهاد ومقاطع دعائية لفرع تنظيم القاعدة في سوريا.

بعد مقتل ابن غويلة، ترحم مسجد في أوتاوا عليه لكنه ابتعد عن دعوة الأب إلى التسلح. وقال رئيس المسجد: "إذا كنت تريد أن تتحدث عن السياسة، اذهب إلى تيم هورتون"، في إشارة إلى مقهى.

وفي الوقت نفسه في ليبيا، رد غويلة على وفاة ابنه بإصدار دعوة أخرى إلى السلاح، قائلا في خطاب متلفز: "إن الله يقطع دابر الطغاة والظالمين وأمم العالم التي معهم".

"يالله .. لقد تجمعوا ضدنا وهم يعتدون علينا ، فتولهم واقتلهم. ... نحن ننتظر الشهادة في سبيل الله. والله هذا هو طريقنا حتى ندفع الشر. لن نتوقف ولن نستسلم".

شاركت مجموعة من الكنديين الليبيين في نزاع عام 2011 للإطاحة بالعقيد معمر القذافي. ومنذ ذلك الحين، شرع آخرون التدريب والقتال مع الفصائل التي تتنافس للسيطرة على البلاد.

وكان مسؤولو الأمن الكنديون في حالة تأهب لمراقبة المسافرين الذين قد يكونون نشطين في القتال في ليبيا منذ وفاة القذافي، بمن فيهم أولئك الذين لديهم صلات محتملة بتنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية أو المسلحة.

وحذر تقرير استخباراتي وزع على ضباط وكالة خدمات الحدود الكندية في تشرين الثاني / نوفمبر 2015 من أن تنظيم داعش "يجذب المجندين والمقاتلين" ويمكن أن يجذب الكنديين إلى الصراع الليبي.

وقال التقرير إن "احتمال عودة أي من هؤلاء الكنديين إلى كندا يشكل خطرا أمنيا متأصلا، ويتطلب فحص الوكالة الكندية للهجرة، الكنديين الذين يسافرون من وإلى ليبيا والتعامل معهم على أنهم مسافرون محتملون من ذوي المخاطر العالية".

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة