عرفت توقعات النمو الاقتصادي والتنمية في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية أداء متقلبا منذ بداية العام الجاري، وعلى الرغم أن المنطقة تضم عددا من الدول الأسرع نموا على مستوى العالم، فإنها تضم أيضاً بلداناً تعتمد اقتصاداتها بكثافة على السلع الأولية وتكافح من أجل تحمل صعوبات التكيف الهيكلي مع تراجع أسعار السلع في الأسواق العالمية.

وكان هذا الوضع محورا لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي – افريقيا (دافوس) الذي استضافته جنوب افريقيا في الفترة من 3 الى 7 مايو الجاري واختتمت فعاليات معرض الأعمال وملتقى الاستثمار المصاحب له أمس الجمعة.

واستغلت جمهورية جنوب أفريقيا بدأب هذا الملتقى للترويج لفرص الاستثمار فيها حيث شارك فيه مئات المسؤولين والاقتصاديين وكبار رجال الأعمال والمستثمرين وجرت وقائعه في مدينة دوربانر وتركزت الجلسات الرئيسية للمنتدى على قيادة التحول الاقتصادي في أفريقيا عبر تبني نماذج نمو جديدة.

وقال مشاركون ان اجتماع دروبان وملتقى الاعمال الذي امتد اسبوعا بعد انتهاء جلساته قد استهدف لملمة قادة الاقتصاد من أرجاء العالم وأصحاب المصالح لرسم الاستراتيجيات والإجراءات التي تسهم في استعادة المنطقة بأسرها مسيرتها نحو مستقبل مستدام ومزدهر وشامل.

وقالت رئيسة قسم أفريقيا في "المنتدى الاقتصادي العالمي" إيلسى كانزا ان "أفريقيا لديها فرصة تاريخية لتحويل مسار تنميتها عن طريق تلافي التجاوزات والأخطاء التي ارتكبتها بلدان أخرى في أنحاء العالم المتقدم، لكن نجاحها يعتمد على خلق نماذج جديدة للنمو قادرة على إيجاد فرص متساوية للجميع، بما يتيح للابتكار أن يزدهر".

وبالإضافة إلى النهوض بمفهوم النمو الشامل للجميع، تتناول فعاليات مؤتمر دوربان العديد من القضايا الأخرى المهمة للتنمية في أفريقيا على المدى الطويل منها بينها التعليم والمهارات والتوظيف، وريادة الأعمال، والطاقة، والبنية التحتية الأساسية، وتمويل التنمية، ومكافحة التغيرات المناخية وزيادة قدرات الدول على التكيف والصمود، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار.

وقد شارك في اعمال "المنتدى الاقتصادي العالمي" في أفريقيا الذي استضافته مدينة دوربان أكثر من 900 مشارك يمثلون الشركات الكبرى ورؤساء حكومات، وقادة المنظمات الدولية والمجتمع المدني وممثلي الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام العالمية والفنون.