اتهم "أمدو صو"، الأمين العام للاتحاد الوطني للمبعدين الموريتانيين من السنغال، (غير حكومي) الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بـ"تجاهل" مطالب الاتحاد، والتي سبق أن تعهد بتسويتها في لقاء معه قبل نحو 4 أشهر.

وأضاف "صو"، في تصريحات له اليوم الأحد بالعاصمة نواكشوط، "كنا نُعلق آمالا كبيرة على اللقاء الذي جمعنا بالرئيس ولد عبد العزيز حيث تعهد بتسوية جميع مطالبنا، غير أنه حتى اليوم لم نلمس أي تجاوب مع تلك المطالب"، حسب قوله.

وأوضح أن أبرز النقاط التي تطرق لها اللقاء وتعهد ولد عبد العزيز بتسويتها تتمثل في منح جميع العائدين وثائقهم المدنية، ودمج جميع الموظفين الذين تم فصلهم على خلفية الأحداث العرقية التي شهدتها البلاد نهاية ثمانينات القرن الماضي بالإضافة إلى تعويض الضحايا عن خسائرهم في تلك الفترة".

وقال صو "أكدنا  للرئيس الموريتاني أثناء اللقاء أن هذه المطالب لا تقف خلفها أية جهة سياسية، وإنما هي مطالب مجموعة من الموريتانيين يريدون الإنصاف"، ودعا جميع المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي إلى وضع حد لوضعية المبعدين الموريتانيين.ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من جانب السلطات الموريتانية على تلك الاتهامات.

وكان عشرات السود من أهالي وأبناء ضحايا أحداث 1989 العرقية، قد خرجوا في مسيرة راجلة، من مدينة بوغي، التي تبعد عن العاصمة الموريتانية 400 كلم، وذلك باتجاه نواكشوط، في 25 أبريل/نيسان الماضي بدعوة من الاتحاد الوطني للعائدين من السنغال، وفرقتهم الشرطة أثناء وصولهم العاصمة نواكشوط.

وطالب المشاركون، وهم زنوج كانوا قد هاجروا إلى السنغال بعد أعمال عنف وقعت بالبلاد عام 1989، قبل أن يعودوا في عام 2007، بما يصفونها بحقوقهم المسلوبة، وتتمثل في استرجاع ملكيتهم للأراضي التي كانوا يمتلكونها قبل رحيلهم، ودمجهم في الحياة السياسية والاجتماعية بموريتانيا، وإعادة الموظفين ممن فقدوا وظائفهم الحكومية خلال فترة التهجير.

وينقسم المجتمع الموريتاني عرقيا إلى مجموعتين عرب وزنوج، وتنقسم المجموعة العربية إلى عرب بيض (البيظان) وعرب سمر (الحراطين)، وتضم المجموعة الزنجية ثلاثة مكونات هي البولار والسونيكي والولف.

وشهدت أواخر ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي أحداثا بدأت عادية، ولكنها سرعان ما تطورت بشكل لافت إلى "فتنة عرقية"، قتل خلالها الكثير من الموريتانيين عربا وزنوجا وهُجر عشرات الآلاف من الزنوج الموريتانيين إلى السنغال ومالي، كما هُجرت أعداد مشابهة من الموريتانيين العرب من السنغال إلى موريتانيا.

ويعتبر الاتحاد هيئة أهلية تُعني بالدفاع عن العائدين الموريتانيين من السنغال، وتأسس في العام 2008 على خلفية قرار الحكومة الموريتانية تنظيم عودة المبعدين الموريتانيين بالسنغال إلي البلاد.