« كلنا إيمان العبيدي » و« إيمان العبيدي عنوان ثورتنا » و« إيمان العبيدي رمز الثورة الليبية » بهذه الشعارات وغيرها علت الرايات وإرتفعت الأصوات في مناطق التمرد ضد نظام العقيد معمر القذافي بعد حادثة 26 مارس 2011 عندما   فاجأت العبيدي الصحفيين الأجانب في فندق  الريكسوس بطرابلس بصراخها ، وإدعائها أنها تعرضت للاغتصاب، وأنها احتجزت لدى مؤيدي القذافي طوال يومين وأن 15 رجلاً منهم تناوبوا على اغتصابها.

بعد ذلك تم إحتجاز العبيدي لساعات قليلة قبل أطلاق سراحها ،قبل أن تجد  طريقها بعد أيام  الى تونس لتقود حربها ضد النظام مدعومة بتأييد الناشطين في مناطق التمرد وبتضخيم صورتها من قبل الإعلام الأجنبي الذي وجد في قضيتها دافعا لمزيد التحامل على القيادة الليبية في تلك الفترة 

في السادس من ابريل 2011 أعلنت  إنها تمكنت من مغادرة البلاد والفرار إلى تونس حفاظاً على سلامتها. وقالت العبيدي حسبما ذكر موقع “سي ان ان” إنها تمكنت من الفرار خارج ليبيا ، وذلك بمساعدة ضابط منشق عن النظام الليبي، فر إلى تونس مع عائلتهم، واصطحبها معه. 

ووصفت العبيدي الرحلة من طرابلس إلى معبر الذهيبة بأنها “متعبة للغاية”، وأضافت أنها عبرت من المعبر إلى الأراضي التونسية وهي “متنكرة بزي محلي” ولم يعترضها أحد. 

ولفتت إلى أن السيارة التي كانت تستقلها توقفت أكثر من مرة عند نقاط تفتيش أمنية، ولكن الضابط المنشق الذي كان يقودها كان يبرز على الدوام أوراق مروره العسكرية التي تسمح له بالتنقل، مضيفة أنها من جانبها استخدمت وثائق لجوء لتدخل تونس. 

ومن معبر الذهبية، قام دبلوماسيون فرنسيون باصطحابها بسيارتهم عارضين عليها مكاناً آمناً، وأضافت أنها ما زالت “تدرس الخيارات” حول مستقبلها، وأضافت: “لا أعرف ما الذي سأفعله، ولكن بالتأكيد أرغب في رؤية عائلتي”. 

إستطاعت العبيدي أن تضع سيناريو لقصتها حيث قالت " أوثقوا يداي للخلف وقيدوا رجليّ وبدأوا في ضربي وعضي في كافة أنحاء جسمي.. صبوا الكحول في عيني حتى لا أرى.. اغتصبوني من الخلف باستخدام بنادقهم ورفضوا السماح لنا بالذهاب للحمام."

وتابعت: "تناوبوا في القيام بذلك.. يقضي أحدهم حاجته ويأتي الآخر."وقالت العبيدي إن امرأة أخرى كانت محتجزة نجحت في فك وثاقها ما أتاح لها الهرب.وأضافت" هددوني بالقتل وبأنني لن أغادر السجن مطلقاً إذا توجهت للصحفيين أو أطلعتهم على أي من ما جرى في طرابلس." 

وحول فترة اختفائها بعد جرها من الفندق، قالت إيمان إنها أخضعت للتحقيق على مدى 72 ساعة تلت انتزاعها أمام كاميرات الصحفيين من بهو الفندق، قام خلالها المحققون بصب المياه على وجهها وإلقاء الطعام عليها، ولم تنته جلسات الاستجواب المتواصلة وحتى تأكيد الاختبارات تعرضها للاغتصاب.

وأضافت بالقول: "بظهور النتائج التي أثبتت تعرضي للاغتصاب عندها تم الإفراج عني.

ونددت بتصريحات المسؤولين الليبيين ووسائل الإعلام الرسمية في طرابلس التي وصفتها بـ"المختلة عقليا" و"الثملة" و"العاهرة" قائلة بإنها دمرت سمعتها، مضيفة: "لم تتح لي فرص الرد عليها."

ولفتت العبيدي إلى أنها اختطفت من قبل القوات الموالية للقذافي ثلاث مرات: الأولى عند جرها من بهو الفندق، والثانية عند محاولتها للهرب إلى تونس الأسبوع الماضي، والأخيرة الأحد الفائت ورافقها تهديد بعدم رفع شكواها إلى وحدة التحقيقات بالشرطة.

والغريب في الأمر أن العبيدي إنتبهت مبكرا لوجود تنظيم القاعدة في سياق التمرد العسكزي ضد النظام حيث  أكدت  أن أكثر ما يهمها هو إيصال صوتها للعالم، واختتمت بالقول: "أريد أن أوجه كلمة إلى كل من يشاهدنا في أمريكا، نحن شعب مسالم ولسنا أعضاء في تنظيم القاعدة.. نحن شعب بسيط لسنا متطرفون لا نطلب شيئاً سوى حريتنا وكرامتنا وأبسط حقوق الإنسان التي حرمنا منها."

و كانت دعوات الزواج انهالت بالمئات على إيمان العبيدي أثناء محنتها،حيث سارع العديد من الليبيين من المناوئين للقذافي إلى التعبير عن رغبتهم في الزواج منها لسترها و التضامن و معها و مكافأتها على جرأتها و شجاعتها في فضح ما فعلته بها كتائب القذافي ،وفق التعبير السائد أنذاك 

ومن جانبه ناشد والدها الأسرة الدولية نجدة ابنته قائلاً: "ما يحدث لها خطأ.. ماذا عساني أن أفعل؟ لا حول ولا قوة لي.. أناشد منظمات حقوق الإنسان وكل الحركات الحقوقية الدولية التدخل ومساعدتنا."

بعد ثلاثة أيام من وصولها الى تونس إتجهت إيمان العبيدي الى الدوحة ، حيث تم إستقبالها كرمز لثورة 17 فبراير المدعومة من قبل النظام القطري ، كما إلتحق بها والداها لينزولو جميعا في ضيافة سلطات الدوحة ، ولكن في الثاني من يونيو 2011 صرحت العبيدي بأنها تعرضت للضرب في قطر وتم تقييدها بالأصفاد، ثم أجبرت على الصعود إلى الطائرة العسكرية التي نقلتها الى بنغازي وأضافت أنه تمت مصادرة كل شيء منها ومن والديها، بما في ذلك الهواتف الخلوية والكمبيوتر المحمول وبعض الأموال.

واتهمت العبيدي المجلس الوطني الانتقالي باستغلالها، غير أن الأخير نفى ذلك، إلا أن وجودها في قطر على ما يبدو أصبح أمراً مربكاً ومحرجاً للمجلس الانتقالي.

ونقلت  صحيفة «واشنطن بوست»  الأمريكية عن نانسي هولوهان (صديقة العبيدي، وهي أميركية من مدينة سان فرانسيسكو) إنها كانت خائفة من العودة إلى ليبيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن العبيدي تعرضت لضغوط من الثوار كي تعود إلى بلادها، وإنها تعرضت للانتقاد بسبب قولها إنها لم تلق الدعم المطلوب منهم وخصوصاً من المسؤول الإعلامي في الدوحة محمود الشمام. ونقلت عن محمد علي، المسؤول في مجلس ثوار مدينة مصراتة والمقيم حالياً في الدوحة، إنها لقيت «وقتاً صعباً» بسبب  محمود لشمام، أحد رموز ثورة 17 فبراير 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر رفض أن يكشف اسمه لحساسية الموضوع إن الثوار طلبوا من السلطات القطرية ترحيلها إلى بلادها. وأوردت أن قطر منحتها في البدء هبة مالية لتصرفها على التبضع، لكن المزايا التي تمتعت بها تم سحبها في الأيام الأخيرة وصارت العبيدي تقضي معظم وقتها في غرفتها في الفندق ولم يعد يُسمح لها باستخدام غرفة الرياضة، كما تم سحب الحارس الذي كان يحمي غرفتها.

وأبرزت  مفوضية اللاجئين الدولية إنها تقدمت بطلبات عديدة للسلطات القطرية لعدم إبعاد إيمان العبيدي.وقال فينسنت كوشتل، المسؤول في مكتب المنظمة الدولية بواشنطن إنه حاول طوال الليل منع نقلها من قطر، غير أن السلطات القطرية قالت إنها تلقت أمراً من المحكمة وأن تأشيرتها انتهت، ثم تجاهلت السلطات أقوال المنظمة بأن العبيدي تتمتع بوضعية لاجئ، كما أن المنظمة لم تتلق أي توضيح لأسباب الإبعاد المفاجئ للعبيدي.

وكانت العبيدي  أكدت  قبل إبعادها بوقت قصير إن حراساً مسلحين متواجدين خارج غرفتها ويمنعون ممثل مفوضية اللاجئين من مساعدتها ، وقالت المنظمة إن مثل هذا الإبعاد يعد أمراً غير قانوني بحكم القانون الدولي.

ولكن مصادر وثيقة الإطلاع قالت أن العبيدي كانت قد تسببت في أرعاج جيرانها القطريين بسبب كثرة زوارها ليلا وإدمانها على السكر ، فتم إبلاغ أجهزة الأمن ، ولما طرقت الشرطة بابها إتهمت عناصرها بالتحرش بها ومحاولة إغتصابها ، وقد أغضبت بسلوكها هذا وغيره   أطرافا من الأسرة الحاكمة وأحرجت بعض الليبيين المقيمين آنذاك في قطر ، فتم الإتفاق على طردها من البلاد ، وأوكلت المهمة الى جهاز المخابرات الذي تعامل معها كإمرأة غير سويّة 

ووصفت منظمة "هيومان رايتس ووتش"  قيام السلطات القطرية بترحيل الليبية إيمان العبيدي إلى بنغازي بليبيا، بـ "الأمر القاسي، الذي ينتهك القوانين الدولية". ونقلت  عن شهود عيان قولهم: إن مسؤولين قطريين اصطحبوا العبيدي من غرفتها في الفندق  وأجبروها ووالديها اللذين كانا يقومان بزيارتها على السفر على طائرة متجهة إلى بنغازي.

ووفقا للمعلومات شكت العبيدي لرئيس المجلس الإنتقالي مصطفى عبد الجليل من تعرضها لمضايقات من السلطات القطرية خلال ترحيلها قسرا وبالقوة إلى بنغازي. ونفت العبيدي أن تكون قد وجهت أي اتهام إلى المجلس الانتقالي عن المعاملة غير اللائقة التي تلقتها من السلطات القطرية كما نفت أن تكون قد وجهت أي إساءة إلى المجلس الانتقالي.

وانقسم الليبيون على صفحات الـ«فيس بوك» و«تويتر» عبر شبكة الإنترنت بشأن الموقف القطري وقضية إيمان حيث اعتبر بعضهم أن مكانها الطبيعي هو في بنغازي حيث أسرتها وزوجها المنتظر، بينما عاب البعض على السلطات القطرية استخدام القوة لإبعاد العبيدي إلى بنغازي. وانتقدت منظمات حقوقية ودولية إبعاد العبيدي وقالت إنها بصدد طلب توضيحات رسمية من السلطات القطرية والمجلس الانتقالي الليبي الذي لم يعلق رسميا بعد على هذه التطورات.

ورفض مسؤولون قطريون وليبيون التعليق على هذه المعلومات، فيما نقل الليبي فرج المنبي الذي تقدم للزواج من العبيدي بعد ذيوع قصة اغتصابها قولها إنها تأمل في أن تتعافى من الظروف التي أحاطت بعملية ترحيلها المفاجئة من الدوحة إلى بنغازي في وقت قريب. وقال المنبي البالغ من العمر 34 عاما ويعمل في التجارة والأعمال الحرة في اتصال هاتفي مع صحيفة  «الشرق الأوسط» من بنغازي إن العبيدي ليست في حالة تسمح لها حاليا بالكلام، مشيرا إلى أنها تمر بمرحلة نفسية سيئة للغاية. وتم عقد القران بين الاثنين، وهما الآن في انتظار إتمام إجراءات زواجهما.

وشرح المنبي أن العبيدي التي استقر بها المقام أخيرا في منزل شقيقتها بمسقط رأسها في مدينة بنغازي تشكو من تعرضها للإجحاف والمعاملة السيئة من قبل بعض العناصر القيادية في المجلس الوطني الانتقالي .  وقال إنه عندما وصلت إيمان إلى قطر عن طريق تونس استقبلها مجموعة من المجلس الانتقالي على رأسهم محمود شمام مسؤول الشؤون الإعلامية بالمجلس، ونسقوا لها للخروج إعلاميا من خلال قناة «الجزيرة» ولاحقا عبر قناة «ليبيا الأحرار» التي تمثل وجهة نظر الثوار وتبث إرسالها أيضا من العاصمة القطرية الدوحة. وأضاف: هي تساءلت فور وصولها عن المطلوب منها وهل هناك برامج مخصصة إعلاميا لها لشرح قضيتها أم لا وتقريبا حصل خلاف مع شمام ووقعت مشادة كلامية بين الطرفين. ونفى المنبي أن تكون إيمان قد تلقت معاملة آدمية أو ذهبت إلى طبيب أو مستشفى رغم إصابتها الواضحة بكدمات في وجهها وجروح في جسمها عن طريق الشرطة، مشيرا إلى أن الرحلة كانت شاقة.

وقال مصدر دبلوماسي إن معارضين ليبيين مقيمين في قطر طلبوا من الحكومة القطرية إعادتها إلى شرق ليبيا حيث يحتدم صراعهم المسلح ضد قوات القذافي. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه «ما كان للقطريين أن يفعلوا ذلك من دون أن يطلب منهم».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر «إن الولايات المتحدة تحدثت مع قطر مرارا بشأن قضية العبيدي وإنها تشعر بخيبة أمل جراء طردها». وأضاف في مؤتمر صحافي «نشعر بخيبة أمل تجاه إجبارها على العودة ونعتقد أن ذلك يخرق الأعراف الإنسانية».

وقال: «حياتها كانت في خطر واضح في ليبيا ولهذا السبب غادرت إلى قطر»، مشيرا إلى أن بلاده حثت المعارضة المسلحة على ضمان سلامتها. وأضاف تونر: «لم نتحدث مع الآنسة العبيدي منذ أن غادرت قطر، ولكننا على اتصال مع كبار المسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، وأوضحنا اهتمام الولايات المتحدة بقضية العبيدي».

وجاء الانتقاد الأميركي على خلفية الأنباء التي أشارت إلى أن العبيدي تعرضت للضرب حيث كشفت الناشطة في حقوق الإنسان، ناشا دواجي، وهي أميركية من أصل ليبي، التقت العبيدي، وجود كدمة سوداء حول عينها، تشير إلى أنها ربما تكون قد تعرضت للكمة، إضافة إلى سحجات على رجليها وخدوش على يديها.

بعد يوم واحد من وصولها الى بنغازي ، تم نقل العبيدي ووالديها الى مالطا ، ومنها إلى مركز مخصص لطالبي اللجوء في رومانيا هو عبارة عن  محطة يمكن عبرها للراغب باللجوء تحديد وجهته النهائية، في عملية قد تستغرق عدة أسابيع.

وكانت العبيدي  أعلنت قبل ذلك  أنها ترغب في أن تستقر بالولايات المتحدة.بينما قالت  الخارجية الأمريكية  أن العبيدي ستتوجه في نهاية المطاف إلى مركز للمعالجة في أوروبا، قبل أن تغادره متوجهة الى وجهتها النهائية.

و بعد 45 يوماً قضتها في مرفق للاجئين في رومانيا، وصلت   العبيدي يوم 29 يوليو 2011  إلى نيويورك  لتستقر  في الولايات المتحدة الأمريكية ،وعبرت  عن سعادتها لوجودها في الولايات المتحدة، وشكرت الحكومة الأمريكية، ووزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون، مضيفة أنها ستكون سعيدة إن تمكنت من مقابلتها في يوم من الأيام.

وبعد حصولها على اللجوء ، كشفت العبيدي في سبتمبر 2011  أنها تعيش ظروفاً مادية وإنسانية صعبة بعد وصولها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث وصلت إليها وهي لاتملك في جيبها سوى 40 دولارا.

و قالت في مقابلة مع قناة “سي إن إن” الأمريكية إنها اقترضت ثمن تذكرتها نحو واشنطن،بعد أن تم ترحيلها من قطر نحو بنغازي بالقوة على متن طائرة عسكرية بحسب أسرتها،و بامر من الشيخة موزة زوجة أمير البلاد.

وعبرت العبيدي  عن شعورها بالإحباط واليأس بعد رحلة شاقة للبحث عن عمل، وبعد انتقالها من بلد لآخر ليستقر بها الحال أخيراً في واشنطن،مشتكية من ما أسمتها المعاملة السيئة التي لاقتها من بعض الأطراف الليبية أثناء تواجدها في طرابلس ونظرات الاحتقار التي كانت تطاردها كلما كشفت عن هويتها لجهات حكومية بهدف البحث عن شغل.

و بينت إيمان أنها تعيش حاليا على المساعدات المالية المتواضعة التي يرسلها لها أهلها والتي لا تتعدى 300 دولار في الشهر، لكنها أنقذتها من التشرد والجوع ، وعبرت في المقابل عن استعدادها للعودة إلى موطنها في حال وفرت لها الحكومة الليبية عملا يصون كرامتها ويحميها من العوز والحاجة إلى الآخرين.

في 2014 وتحت عنوان "فضائح المرأة التي هزت عرش القذافي"، كشفت صحيفة "ديلي كاميرا" الأمريكية عددا من المخالفات الأخلاقية التي ارتكبتها "العبيدي" في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى إثرها دخلت  أيقونة الثورة الليبية  السجن بمقاطعة "بولدر" الأمريكية فبعد 3 سنوات، قضتها كلاجئة سياسية في أمريكا، تم إلقاء القبض  عليها 3 مرات 

وأوضحت الصحيفة أن الأمور بالنسبةللعبيدي  لا تسير على ما يرام في ولاية كولورادو التي كانت تعيش فيها براتب شهري 1800 دولار من السفارة الليبية، والتحقت بهيئة الخدمات الأمريكية للاجئين والهجرة في الولاية للحصول على مساعدات.

وتم القبض على "العبيدي" ثلاث مرات في مقاطعة بولدر منذ عام 2013 ففي يناير عام 2013، ألقي القبض على "العبيدي" بتهمة السلوك غير القانوني والاعتداء على الممتلكات العامة وهي في حالة سكر، ورفضت هذه القضية في وقت لاحق. 

وفي أغسطس  من العام ذاته ، اعتدت على ضباط في دورية وهي في حالة "سكر"، وفقا لوثائق المحكمة. وفي سبتمبر، أثبتت المحكمة إدانتها وأنها مذنبة وحكم عليها بالسجن لمدة سنة واحدة.

وفي الوقت الذي كانت لا تزال فيه  تحت المراقبة في قضية الاعتداء على الضابط، ألقي القبض عليها مرة أخرى في فبراير 2014  للاشتباه في الاعتداء على صاحبة بار للخمور في الولاية ، وجاء في التحقيقات أنها واجهتاثنتين من الزبائن في حانة بوسط بولدر، حيث سكبت البيرة الخاصة بها على واحدة، ثم رشقت الأخرى بالكأس، مما أسفر عن جرحها.

وفي سبتمبر 2015  قضت محكمة أمريكية بسجن الليبية إيمان العبيدي 6 سنوات لإدانتها بالاعتداء على سيدتين في حانة بولاية كولورادو.

وأصدر أندرو ماكدونالد القاضي بمحكمة مقاطعة بولدر بالولاية حكمه بالسجن 6 سنوات رغم أن العقوبة قد تصل إلى 16 سنة، بعد طلب من ممثل الادعاء جوناثان مارتن الذي قال إنه يجب مراعاة تاريخها كلاجئة هربت من ساحة حرب، مضيفا أنها "جرحت سيدتين بشكل عنيف ولذلك يجب معاقبتها ولكن بالحد الأدنى".

واليوم وبينما لا تزال إيمان العبيدي تقبع خلف القضبان ، لم يعد هناك من يذكر سيرتها في بلادها ، بينما كشفت الدكتورة فاطمة حمروش وزيرة الصحة في حكومة المجلس الوطني الانتقالي عن واقعة ما سمي  في أواخر مارس 2011 بإغتصاب إيمان العبيدي 

تقول حمروش  « بمناسبة الشريط المقزز الذي بثته إذاعة من طرابلس لاتصال لإحدى البنات  في بداية عملية الكرامة عام 2014، مصرحة بأن إبنة أختها قد اغتصبتها قوات الجيش في بنغازي ثم بكاء المذيع، لم استطع إلا أن أتذكر تلك الأيام العصيبة التي خرجت فيها سهام سرقيوة علينا عبر شاشات التلفاز، لتعلن بأن أكثر من ألف ليبية قد تم اغتصابهن على أيادي الجيش الليبي.. الكثيرون صدّقوها، وكان تصريحها إحدى الذرائع التي استخدمتها  هيئة الأمم المتحدة و الناتو لتبرير شن الغارات على الجيش الليبي.، وتدمير آلياته وقتل المئات من رجاله في اعتداء صريح وسافر على دولة حرة مستقلة.

فقد قامت الأمم المتحدة بإرسال لجنة للتحقق من تصريحات السيدة سرقيوة وذلك لتوثيق مبررات القصف بحجة حماية المدنيين، لترجع إلى مقرها بخفي حنين، إذ لم يجدوا لديها توثيقا حتى لحالة واحدة، وتبيّن كذبها. 

وأضافت حمروش « كان لابد من إثبات شئ بالخصوص لتقنين الهجوم العسكري المقرر على ليبيا، فقامت المدعوّة إيمان العبيدي بالدور، والذي انطلى على الكثيرين ، أذكر جيدا أني شخصيا لم أصدق كلمة من كلماتها، ولكني حين حذرت من الإندفاع وراء أقوالها، تم اتهامي من جهات عدّة بأني لا أتعاطف مع النساء والظلم الواقع عليهن، وعرفت أن معركتي خاسرة بدون أي دليل أستند عليه، فالتزمت الصمت والمتابعة، إلى أن اتضحت الحقيقة المخزية للجميع..

وتابعت « رغم علمنا بالخلفية المخزية التي خرجت بها من ليبيا، وقصة الإغتصاب المزعومة ل 15 عشر جندي من الجيش الليبي لها، والتي لفتت بها نظر العالم، وحيث أنه، ومن ناحية الطبية، من يغتصبها 15 رجلا تكون على حافة القبر إن لم تكن في عداد الأموات أصلاً، فكيف بالله يمكنها بعد ذلك أن تقتحم جميع البوابات وتمر من خلال كل الحراسات حينها في ركسوس، وبتلك القوة وبذلك الصوت المرتفع، ثم تستلمها قطر لتنقلها تحت حمايتها إلى دولة قطر!!

تلا ذلك أحداثاً أثارت المزيد من الزوبعة الإعلامية المضللة أيضاً، فبعد وصولها الى قطر، طلبت مسكنا خاصا بها، وانتهى بها المطاف بقبض الشرطة_القطرية عليها بعد أن اشتكى الجيران من كثرة عدد زوار الليل لها!

قامت بعد ذلك باتهام الشرطة القطرية بالتحرش بها، فما كان من قطر إلا أن  طردتها ، وانتهى بها المطاف في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بدون الكثير التغطية الإعلامية، وذلك تحاشيا لتكشّف الحقيقة.

تلك قصة إيمان العبيدي ، التي كانت قد فرت من شرق البلاد الى غربها لتعيش حياتها بالتفاصيل التي لا تختلف كثيرا عن أسباب سجنها في الولايات المتحدة ، وتم تحويلها الى رمز للثورة بعد مسرحية أراد العالم أن يصدقها في إطار حرب إعلامية قذرة ، لينتهي بها المطاف خلف القضبان بتهمة السكر والعربدة والعنف .