ارتكب المنتخب الإيطالي لكرة القدم الكثير من الأخطاء القاتلة التي تسببت في خسارته المذلة 1-4 أمام مضيفه الألماني، في المباراة الودية التي جرت بينهما الثلاثاء الماضي، في إطار استعداداتهما للمشاركة في كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) المقرر إقامتها بفرنسا الصيف المقبل.

وجاءت تلك الخسارة الكبيرة لتطرح علامات الاستفهام مجدداً حول قدرة منتخب إيطاليا، الذي حقق تعادلاً مقنعاً 1-1 مع إسبانيا ودياً الخميس الماضي، على المضي قدماً في المنافسة على اللقب الأوروبي المرموق.

وأبدى مدرب إيطاليا أنطونيو كونتي تفاؤله حول قدره فريقه على الظهور بشكل جيد أمام ألمانيا، عقب تعادله مع أبطال أوروبا، لكنه سرعان ما اضطر للاعتراف بأن المنتخب "الأزرق" مازال يعاني من بعض الصعوبات قبل المشاركة في اليورو، الذي سينطلق في 10 يونيو (حزيران) المقبل.

وعقب خوضه مباراتين وديتين أمام اثنين من المنتخبات المرشحة للفوز بالبطولة، أكد كونتي أنه سيعكف خلال الفترة المقبلة على تقييم أداء لاعبيه في الدوري المحلي، قبل اختيار الـ23 لاعباً الذين سينضمون لقائمة المنتخب الإيطالي النهائية للبطولة في شهر مايو (أيار) المقبل، وفق وكالة دبا.

وقال كونتي :"إننا لم نستجمع قوانا عقب التعادل مع أسبانيا، هناك فجوة نسعى لتقليصها مع المنتخبات الكبرى، نحتاج لمزيد من الشراسة خلال التسعين دقيقة إذا كنا نرغب في مجاراة أفضل الفرق، سوف نستمر في العمل الجاد وسنرى ما سيحدث".

ويواجه المنتخب الإيطالي عدة مشاكل خاصة في خط الهجوم الذي يعاني من العقم التهديفي في ظل عجز اللاعبين عن ترجمة الفرص النادرة التي تسنح لهم إلى أهداف.

ورغم سيطرة إيطاليا على معظم الفترات خلال لقائها مع إسبانيا، لكن ذلك لم يسفر سوى عن هدف واحد فقط جاء عبر لورينزو إنسيني، الذي دفع به كونتي في الشوط الثاني لقيادة الهجوم بجانب سيموني زازا وفيديريكو بيرنارديتشي.

وشارك الثلاثي في المباراة الودية الثانية لإيطاليا أمام ألمانيا بميونخ، ولكنهم أخفقوا في الإقناع في ظل معاناة الفريق أمام منتخب الماكينات الذي بدا صلباً وفعالاً.

ولم يترك منتخب ألمانيا المجال لإيطاليا لتشكيل أدنى خطورة على المرمى، وأظهر مرونة جيدة عقب خسارته المفاجئة 2-3 أمام ضيفه منتخب إنجلترا السبت الماضي، ليحقق انتصاره الأول على إيطاليا منذ 21 عاماً.

وتقدمت ألمانيا بهدف حمل توقيع توني كروس من أول تسديدة له في المباراة، قبل أن يعزز ماريو غوتزه الفارق بتسجيله الهدف الثاني لأبطال العالم، فيما اكتفى المنتخب الإيطالي بتسديدتين عبر إنسيني وريكاردو مونتوليفو خلال الشوط الأول.

وشارك ستيفان الشعراوي وستيفانو أوكاكا في الشوط الثاني حينما كانت النتيجة تشير لتقدم ألمانيا 3-0، ولكنهما اكتفيا بتسديد تصويبات ضعيفة ومرتبكة لم تشكل أي خطورة على حارس ألمانيا مارك أندري تير شتيغن.

وقبل النهاية بسبع دقائق، سجل الشعراوي هدف حفظ ماء الوجه لإيطاليا من تسديدة ساقطة (لوب) من خارج منطقة الجزاء، مستغلاً التمركز الخاطئ للمدافع الألماني أنتونيو روديغر، زميله في فريق روما الإيطالي.

وربما تتاح الفرصة أمام كونتي، الذي يعتزم الرحيل لتدريب تشيلسي الإنجليزي بنهاية اليورو، لتعزيز قوة فريقه الدفاعية عندما يتعافى جورجيو كيليني وأندريا بارزالي من الإصابة التي أبعدتهما عن الملاعب فترة ليست بالقصيرة، كما يتطلع المدرب الإيطالي للاستفادة من عودة كلاوديو ماركيزيو وماركو فيراتي لخط الوسط.

ويخوض المنتخب الإيطالي مباراتين وديتين قبل انطلاق اليورو، إذ يلتقي مع إسكتلندا في 29 مايو (أيار) المقبل، قبل أن يواجه فنلندا في 6 يونيو (حزيران) المقبل.

وتلعب إيطاليا في المجموعة الخامسة بالدور الأول لليورو، برفقة منتخبات السويد وبلجيكا وإيرلندا، إذ تستهل مسيرتها في المسابقة بمواجهة بلجيكا في 13 يونيو.