.احتضنت قاعة الحرية بمدينة هون البرنامج التدريبي لمشروع مكافحة الحشرة القشرية الخضراء الذي نظمه المركز الوطني للوقاية والحجر الزراعي تحت اشراف وزارة الزراعة وبدعم من المنظمة العالمية للأغذية (الفاو)

 واشتملت فعاليات البرنامج الذي تواصل على مدى يومين شروحا حول الحشرة القشرية الخضراء وأضرارها على أشجار النخيل وإنتاج التمور وكيفية مكافحتها ودور المنظمة العالمية للأغذية في تقديم الدعم المالي والمساعدة في التدريب عبر مكتبها الإقليمي في تونس.

وتخلل البرنامج تدريب صغار المزارعين على كيفية مكافحة الحشرة القشرية بالإضافة الى نقاش مستفيض بين الخبراء والمختصين المعنيين بهذا البرنامج وملاك مزارع النخيل في الجفرة الذين طالبوا بتوفير المبيدات الحشرية بشكل عاجل نظرا لقرب موسم ثمار النخيل .

كما طالب أصحاب المزارع بالكشف عن تركيبة هذا المبيد ، معربين عن استعدادهم لدعم تصنيعه في الدول المتخصصة في صناعة المبيدات خصوصا دولة المانيا.

وكشف الدكتور ابراهيم نشنوش المستشار الوطني لمشروع دعم مكافحة الحشرة القشرية عن النخيل في منطقة الجنوب وعلى وجه الخصوص سبها عن ان نسبة الإصابة في أصناف النخيل وصلت الى ثمانين في المائة في بعض مناطق الجنوب حسب التقارير الرسمية ، مشيرا الى ان اعلى نسبة سجلت في العام 2016 من قبل المركز الفني لمقاومة الآفات .

وقال الدكتور " نشنوش " انه على اثر تطور مشكلة الحشرة القشرية قدمت منظمة الأغذية عبر منظمة الفاو لمكتب المنظمة الأوروبية لتقديم الدعم الفني والمادي عبر مكتبها لشمال افريقيا في تونس على مراحل وتمثل في دفع مبلغ مالي يقدر بحوالي 157  الف دولار لتدريب الفنيين المتخصصين في المكافحة او الإدارة المتكاملة للحشرة القشرية الخضراء وفنيين متخصصين في الوقاية .

كما أشار الى انه تم في هذا الخصوص تنظيم دورة تدريبية للمعنيين في تونس لمدة خمسة أيام كمتخصصين في المسح المناطق ومعرفة نسبة الإصابة للنخيل للقيام بالعمل في سبها ووادي الشاطئ ووادي عتبة بهدف معالجة هذا الامر بشكل عاجل ولمدة شهر فقط.

وقال الدكتور " نشنوش " ان هذا العمل ناتج عن مجهود ذاتي حيث قدمت الفاو هذا البرنامج مع مبلغ خمسين الف دولار فقط من المبلغ المذكور بسبب التأخير في التعامل.

وأضاف تم التنسيق مع الجهات الرسمية متمثلة في وزارة الزراعة من اجل تقديم الدعم لمعالجة ما يزيد عن 6 مليون نخلة في كافة المناطق الليبية .

ونوه بان عملية الرش وحدها تستغرق ما يزيد عن ستة اشهر لهذه الاعداد .. مشيرا الى انه تم التركيز حاليا على عملية المسح وتحديد نسبة الإصابة ثم العملية الزراعية ، والتي قال انها تعتبر الأهم في هذا البرنامج واللجوء للمبيد كأخر شيء وضع في الحسبان للمكافحة الحيوية.

وأوضح الدكتور ابراهيم نشنوش ان هذا البرنامج تخلله عددا من الزيارات الميدانية لبعض مزارع النخيل في هون وودان وسوكنة التي طالتها الحشرة القشرية وذلك لتحديد أماكن وضع مختبرات مكانية مصغرة حسب اللوائح والنظم المتبعة في العالم وذلك للكشف عن العدو المسبب للحشرة القشرية لتحديد كيفية معالجته والقضاء عليه.

يذكر ان منطقة الجفرة تحتوي على ما يزيد من مليون وسبعمائة الف نخلة تنتج أنواعا مختلفة من التمور اشهرها الدقلة وتغيات والخضراي وحليمة وغيرها تصل الى اكثر من مائة نوع تتركز معظمها في سوكنة وودان وهون ، إضافة الى المشاريع الزراعية الأخرى ومنها اللود وعافية وتشنه .

وكانت مصادر محلية في الفرع البلدي سوكنة قد كشفت عن تعرض مشروع 54 او الجرف لزراعة النخيل والزيتون للتعدي على مكوناته من مسارات الري ومحطات الكهرباء والأعمدة والأسلاك والمضخات والآبار وأماكن تجميع وتوزيع المياه .

وفي وادي عتبة كشف منسق قطاع الزراعة المهندس عبد القادر محمد ادريس عن وجود اكثر من سبعة عشرة الف شجرة نخيل مصابة بالحشرة القشرية الخضراء من اصل حوالي مليون نخلة التي دخلت للمنطقة في العام 2013 .

وأوضح المهندس ادريس ان هذه الحشرة أصبحت تنتشر في عدة مناطق ببلدية وادي عتبة بشكل مخيف وتهدد ثروة النخيل على امتداد 50 كيلومتر وتتركز على نخيل تنتج تمور تعرف بصنف (تفسرت) .