نشرت قناة الحدث التلفزيونية الليبية، الأحد، فيديو مصور لاعترافات أحد قيادات تنظيم داعش في سرت يدعى امحمد ابراهيم بلقاسم الجواني، كشف خلاله خفايا تشكيل التنظيم الإرهابي في سرت وأسماء قياداته ومؤسسيه والجهات الداعمة له في ليبيا وأبرز الجرائم التي ارتكبها في المدينة.

وكان الجواني في 2011 رئيسا للجنة الأمنية بسرت وتقلد المنصب حسب اعترافاته، بترشيح من عضو المجلس الانتقالي السابق عن سرت حسن الدروعي، ثم أسس في 2013 مع عناصر من تنظيم القاعدة بسرت - الذين كانوا في سجن ابوسليم قبل 2011 - تنظيم أنصار الشريعة في سرت، ثم بايع في 2015 تنظيم داعش وأصبح وكيلا لأمير لتنظيم في المدينة.

وسرد الجواني في اعترافاته، أن ترشيحه لرئاسة اللجنة الأمنية في سرت كان لقربه وعلاقته بأعضاء تنظيم القاعدة وأبرزهم فوزي العياط وعلي الصفراني وعلي اشتيوي وفوزي بشير النايلي ووليد ابوحريبة وعلي العواي وغيرهم مثل وليد الفرجاني وعبدالهادي زرقون وأحمد صالح الهمالي وفايز عطية. 

ووفقا لاعترافات الجواني فإن تنظيم أنصار الشريعة كان يتزعمه شخص يدعى علي الصفراني وفوزي العياط وكان يأخذ الفتاوى والتعليمات من دار الإفتاء في طرابلس قبل أن يبايع عناصره تنظيم داعش في نهاية العام 2014 .

وكشف الجواني بعض جرائم القتل التي ارتكبها عناصر تنظيم أنصار الشريعة في سرت من بينها اغتيال مخلوف بن ناصر آمر كتيبة شهداء القرضابية، وقال إنه هو من أمر بتصفيته وقام بتنفيذ الجريمة حمزة السعداوي ومعتز بورقيعة"، وهما من أفراد التنظيم الإرهابي.

كما كشف الجواني بعض جرائم الاختطاف والتصفية لبعض الأشخاص بسرت من بينهم عبدالقادر المدني ومحمد الهادي القنطري وعبدالرحيم منصور وأحد أبناء عائلة اهليل وكذلك عسكريين اثنين بمقر الشرطة العسكرية بمنطقة الـسبعة محمد المشاي ومحمد بلعيد السبيعي.

مبايعة داعش والدعم المباشر من مصراتة:

وقال الجواني إن تنظيم أنصار الشريعة وبعد مبايعة تنظيم داعش في فبراير 2015 كان يتلقى الدعم المباشر من الأموال والأسلحة والذخيرة من كتيبة الفاروق التابعة للمجلس العسكري مصراتة، ثم قل الدعم وأصبح يتم بطرق غير مباشرة بعد تدخل الكتيبة 166 في سرت في مارس من العام نفسه.

وأوضح أن تنظيم داعش في سرت بدأ يعتمد في التمويل على ما يتم نهبه من الشركات الحيوية العامة والأجنبية العاملة في سرت مثل جهاز النهر الصناعية وشركة الكهرباء وشركة الخدمات العامة والمياه ومشروع محطة خليج سرت البخارية وكذلك على الاتاوات المفروضة على أصحاب المحال التجارية وايجارات المساكن العامة.

وأضاف أن جميع ما تم نهبه من تلك الشركات من معدات وآليات وأجهزة أغلبه تم بيعه في مدينة مصراتة عبر كتيبة الفاروق التابعة للمجلس العسكري مصراتة ومسؤولها العسكري منصور اشتيوي المعروف بـ ابوابراهيم المصراتي.

وكشف الجواني أن إمارة تنظيم داعش في سرت تولاها أربعة أشخاص، أولهم علي حسن الصفراني ثم وليد الفرجاني وبعدها ابوعامر الجزرواي وأخيرا أبو أنور السوداني، فيما كان والي ليبيا في البداية أبوعبدالعزيز الاأباري العراقي وبعده أبومعاذ الكردي وهو أيضا من العراق، أما المقاتلين فكان معظمهم من دول الجوار كتونس ومصر وتشاد ومالي والسنغال.

وأوضح الجواني أن تنظيم داعش كان يعمل من خلال خمس مجموعات لم يذكر قوامها، حيث كانت مجموعة يقودها المدعو ابوإسلام الطرشاني، وأخرى يقودها منصور اشتيوي المصراتي، ومجموعة يقودها كلا من معتز بورقيعة وحمزة السعداوي ، ومجموعة أخرى يقودها كلا من علي اشتيوي ووليد بوحريبة، ومجموعة أخرى ابراهيم العواي وخالد التايب.

وأشار الإرهابي في اعترافاته، إلى أن الأوامر والتعليمات لتلك المجموعات كانت تصدر منه هو شخصيا عن طريق قادة التنظيم وهم علي الصفراني وفوزي العياط ووليد الفرجاني .

مجزرة المحطة البخارية:

واقر الارهابي امحمد الجواني خلال اعترفاته بجريمة ارتكاب مجزرة محطة الكهرباء البخارية نهاية ديسمبر 2014 والتي قتل خلالها 16 من حراس المحطة، موضحا أن المسؤول عن تنفيذ العملية هو منصور اشتيوي المعروف بـ ابوابراهيم المصراتي والمجموعة التي يقودها.

وأشار الجواني إلى أن اشتيوي ومن معه تسللوا فجرا إلى الموقع السكني في المحطة وهاجموا الحراس بأسلحة كاتمة للصوت وتمكنوا من قتل 16 شخصا معظمهم من قبيلة الفرجان واستطاع شخص واحد النجاة من الحادثة. 

يشار إلى أن قوات الجيش الليبي من القبض على الإرهابي الجواني في مدينة طبرق منتصف العام الماضي بعد محاولة هروبه إلى خارج البلاد وبحوزته كبيرة من الأموال تقدر بقرابة أربعة ملايين دولار بحسب اعترافاته.